الدوري الألماني ينتظر قرار «عودة الحياة»... وكلوب يشعر بالغيرة في إنجلترا

ليفربول غاضب من مطالبة رئيس البلدية بعدم استئناف الموسم الكروي

فريق شالكه يتدرب استعداداً لاستئناف الموسم الكروي الألماني (إ.ب.أ)  -  كلوب مدرب ليفربول (إ.ب.أ)
فريق شالكه يتدرب استعداداً لاستئناف الموسم الكروي الألماني (إ.ب.أ) - كلوب مدرب ليفربول (إ.ب.أ)
TT

الدوري الألماني ينتظر قرار «عودة الحياة»... وكلوب يشعر بالغيرة في إنجلترا

فريق شالكه يتدرب استعداداً لاستئناف الموسم الكروي الألماني (إ.ب.أ)  -  كلوب مدرب ليفربول (إ.ب.أ)
فريق شالكه يتدرب استعداداً لاستئناف الموسم الكروي الألماني (إ.ب.أ) - كلوب مدرب ليفربول (إ.ب.أ)

فيما يحتاج الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) إلى الانتظار حتى السادس من مايو (أيار) الحالي لاتخاذ قرار بشأن استئناف فعالياته، يبدو الوضع أكثر سوءاً في بلدان أخرى. وفي فرنسا على سبيل المثال، أعلن المسؤولون إنهاء الموسم بتتويج باريس سان جيرمان باللقب دون استكمال المراحل المتبقية من المسابقة التي توقفت منذ منتصف مارس (آذار) الماضي بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا المستجد».
ورغم الحاجة إلى انتظار القرار في ألمانيا، لم يئنّ المسؤولون عن اللعبة ولم يبدِ أي منهم تذمراً. وقال هانز يواخيم فاتزكه، المدير الإداري لنادي بروسيا دورتموند، في تصريحات إعلامية: «قلنا دائماً إننا نتقبل القرارات السياسية. وبالطبع، لا يزال هذا قائماً». وكان رد فعل رابطة الدوري الألماني مشابهاً.
وخلال اجتماع القمة، أول من أمس (الخميس)، بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء وزراء الولايات الـ16 بألمانيا، تم تأجيل القرار بشأن استئناف فعاليات دوري الدرجتين الأولى والثانية في ألمانيا حتى السادس من مايو الحالي. ولا يسير الأمر بالسرعة التي قد تحتاج إليها كرة القدم الاحترافية. وقال ديتمار فويدكه، رئيس وزراء ولاية براندنبرغ الألمانية: «إذا سمحت لكرة القدم الاحترافية، لا يمكنك حظر رياضة الهواة. أولاً، يتعين السيطرة على الفيروس، وبعدها يمكننا الانطلاق على أرض الملعب مجدداً». وهذا يعني أن استئناف الموسم الحالي للبوندسليغا، والذي يأمله المشاركون في هذه الصناعة التي تبلغ قيمتها مليار دولار، سيكون مستبعداً أن يحدث في التاسع من مايو الحالي ولا يرجح بشدة أن يستأنف فعالياته بعد هذا التاريخ بأسبوع أيضاً لأنه حتى في حال جاء القرار السياسي بالموافقة في السادس من الشهر الحالي، ستحتاج الأندية بالضرورة إلى 14 يوماً على الأقل للاستعداد بعد فترة الغياب عن التدريبات في الأسابيع الماضية.
ومع تأجيل القرار بشأن استئناف المسابقة، يُنتظر مد فترة القيود المفروضة لما بعد الموعد المحدد سلفاً وهو الرابع من مايو الحالي. وأكد مارتين كايند، المدير الإداري لنادي هانوفر، أن الوقت يتسرب. وقال: «بعد التقييم الإيجابي من جهات مختلفة لخطة التأمين والسلامة المقدمة من رابطة الدوري الألماني، أود صدور قرار وتحديد موعد معين لضمان تطبيق خطة التأمين». ويبدو السؤال المطروح حالياً هو: هل يكشف يوم الأربعاء المقبل فعلياً عن موعد استئناف فعاليات البوندسليغا؟
ورغم هذا، ما زالت بطولة البوندسليغا بوضع جيد مقارنةً ببطولات دوري محلية أخرى على الساحة الدولية. ففي فرنسا على سبيل المثال، أُلغي الدوري المحلي، الخميس، وتُوج باريس سان جيرمان بلقب البطولة هذا الموسم دون استكمال فعاليات الموسم.
وفي إنجلترا، ما زالت الأندية بعيدة تماماً عن استئناف الموسم. وقال الألماني يورغن كلوب المدير الفني السابق لبروسيا دورتموند الألماني والحالي لليفربول متصدر الدوري الإنجليزي: «تشعر بالغيرة عندما ترى وتسمع عن كيفية أدائهم التدريبات في ألمانيا ومتى سيبدأون وكذلك منذ بدأ اللاعبون التدريبات كثنائيات على الأقل». وأوضح كلوب: «وفي إنجلترا، نتأخر بأسابيع قليلة عن ألمانيا... ما زلنا في مرحلة الإغلاق. ولهذا، نجلس بمنازلنا في أجواء مثيرة وهو ليس أمراً عادياً بالنسبة إلى إنجلترا».
من جهة أخرى، أعلن ليفربول أنه يشعر «بخيبة أمل» من تعليقات رئيس بلدية المدينة حول عدم استكمال الموسم حتى من دون جماهير بسبب مخاطر تجمع المشجعين خارج استاد أنفيلد.
وكان ليفربول يتقدم بفارق 25 نقطة على أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي الذي يمتلك مباراة مؤجلة عندما توقف الموسم في مارس، ويحتاج إلى انتصارين فقط من أجل تحقيق لقبه الأول في الدوري منذ 30 عاماً.
وأبلغ جو أندرسون، رئيس بلدية ليفربول، هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن الصحة والسلامة هما الأهم، وأن أفضل شيء هو إعلان نهاية الموسم ومنح اللقب إلى ليفربول لأنه البطل المستحق. وقال أندرسون، وهو مشجع لإيفرتون غريم ليفربول في المدينة: «حتى لو أقيمت المباريات من دون جماهير، سيكون هناك الآلاف من المشجعين حول أنفيلد. لن يحترم الكثير من الناس ما نقوله ويبقون بعيداً عن الملعب، سيأتي العديد من الناس للاحتفال ولذلك أعتقد أنه يجب ألا يُستأنف الموسم». وأضاف: «سيكون من الصعب على الشرطة إبعاد الناس بعضهم عن بعض والحفاظ على التباعد الاجتماعي إذا حضروا للاحتفال خارج أنفيلد».
ورد ليفربول في بيان قال فيه إن مزاعم أندرسون «تفتقر لأي أدلة». وقال النادي: «في الأسابيع الأخيرة كنا على تواصل مع مجموعات المشجعين الذين أبلغونا بعزمهم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي». وتابع: «في حالة إعلان استئناف الموسم، سنواصل التعاون معهم ومع الأطراف المعنية الأخرى تمشياً مع رغبتنا جميعاً في تحقيق هذا الهدف المهم».
وقال مارك روبرتس، رئيس قطاع الشرطة المسؤول عن تأمين مباريات كرة القدم في بريطانيا، في وقت سابق، إن الشرطة تريد أن تكون لديها القدرة على إنهاء الموسم لو لم تحترم الجماهير قواعد التباعد الاجتماعي عند استئناف المباريات.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».