زحمة المركبات تعود إلى شوارع الأردن ولا إصابات جديدة بالفيروس

وزراء سابقون ينتقدون أداء الفريق الاقتصادي في الحكومة

«تكية أم علي» توزع وجبات الإفطار على عائلات محتاجة في الرصيفة بالأردن (رويترز)
«تكية أم علي» توزع وجبات الإفطار على عائلات محتاجة في الرصيفة بالأردن (رويترز)
TT

زحمة المركبات تعود إلى شوارع الأردن ولا إصابات جديدة بالفيروس

«تكية أم علي» توزع وجبات الإفطار على عائلات محتاجة في الرصيفة بالأردن (رويترز)
«تكية أم علي» توزع وجبات الإفطار على عائلات محتاجة في الرصيفة بالأردن (رويترز)

عادت الحركة مجدداً إلى شوارع المدن الرئيسية في الأردن، وامتلأت شوارع العاصمة عمّان بحركة المركبات التي تقرر أن تتوزع على الأيام بحسب الأرقام الفردية والزوجية، وتشغيل نحو 50 في المائة من مركبات النقل العام.
وتوزعت مظاهر التسوق على المحال المفتوحة والتي تنتسب لقطاعات مختلفة، لكن أكثر الازدحامات رصدتها «الشرق الأوسط» لدى محلات مطاعم الوجبات السريعة بعد انتشار صور طابور المركبات عند إحداها، التي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت الأسواق الأردنية لدى فتح أبوابها ارتفاع الطلب على محلات الحلاقة وغسل الملابس.
الحظر الشامل في البلاد كان تقرر منذ الثلث الأخير من شهر مارس (آذار) الماضي. وفي الأيام الأخيرة، ارتفعت وتيرة الانتقادات لأداء الفريق الاقتصادي في الحكومة. وكتب وزير الإعلام الأسبق محمد المومني مقالاً في صحيفة «الغد» السياسية الأردنية، انتقد فيه الإجراءات الحكومية التي لم توازن بين «متطلبات حفظ الصحة العامة، ومتطلبات تشغيل القطاعات الاقتصادية التي تمثل عصب الحياة لدى الأردنيين»، بحسب قوله. كما علق وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة بأن «سبباً سياسياً» هو وراء استمرار العمل بقانون الدفاع في البلاد بعد استقرار أرقام الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد.
وكانت الحياة عادت إلى طبيعتها في محافظات جديدة مثل مادبا وجرش وعجلون، بعد قرار الحكومة السابق بإغلاق محافظات الجنوب وعودة الحياة فيها، ومحافظة المفرق شرق البلاد، وإربد في شمال المملكة التي اعتبرت أولى بؤر المرض في البلاد.
ولم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس منذ أول من أمس الماضي، فيما قررت الحكومة فرض الحظر الشامل يوم الجمعة المقبل، بعد تنسيب لجنة الأوبئة بتوصيات أثارت جدلاً حول «عدم جدوى قرارات الحظر الشامل في مواجهة انتشار العدوى».
ويجلس على أسرة الشفاء في المستشفيات الحكومية المختصة في عمان وإربد 89 حالة فقط، من أصل 499 إصابة سجلتها البلاد منذ ظهور أول الأعراض على أول مصاب مطلع شهر مارس المنصرم، في حين ارتفع عدد الوفيات بعد تسجيل وفاة ثامنة لرجل أربعيني أول من أمس.
وأمام عودة الحياة تدريجياً في البلاد، بدأ بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالمطالبة بفتح المساجد في أيام شهر رمضان، الأمر الذي دفع وزارة الأوقاف لإصدار بيان أكدت فيه التزامها بتوصيات لجنة الأوبئة فيما يتعلق بمنع التجمعات حتى في أماكن العبادة.
إلى ذلك، من المتوقع الإعلان عن خطة عودة الطلبة الأردنيين في الخارج، بعد قرار أن مطلع مايو (أيار) المقبل موعد وصول الدفعة الأولى التي تضم نحو 4 آلاف طالب وطالبة مقيمين في عدد من العواصم الأوروبية، في حين أن عدد المسجلين على منصة الراغبين في العودة من الخارج وصل إلى أكثر من 23 ألف طلب. لكن شروطاً وضعتها السلطات ستجبر العائدين للخضوع لعزل في فنادق منطقة البحر الميت على نفقتهم الخاصة.
وحول موعد امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) أكدت وزارة التربية والتعليم على لسان وكيلها نواف العجارمة أن مطلع أغسطس (آب) المقبل سيكون موعد الامتحانات ولن تتغير أجندة العام الدراسي المرتبطة بموعد بدء الفصل الجامعي الأول في الربع الأخير من العام الحالي.
يذكر أن الحكومة الأردنية أعلنت الأحد الماضي تعطيل القطاع العام والمدارس والجامعات حتى نهاية شهر رمضان، في الوقت الذي بدأت الأسواق تشهد حركة نشطة بعد فتح قطاعات متعددة منها المطاعم ومحال الألبسة وعدد من قطاعات البيع المباشر مثل محال (أجهزة الجوّالات) ومواد البناء، والمناطق الصناعية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.