مخاوف من تسبب «كوفيد ـ 19» بالتهابات خطيرة لدى الأطفال

بريطانيا دقت ناقوس الخطر... وحالات محدودة في فرنسا وإسبانيا وأميركا

طفل أميركي يستعد للخضوع لفحص {كورونا} في لوس أنجليس أول من أمس (إ.ب.أ)
طفل أميركي يستعد للخضوع لفحص {كورونا} في لوس أنجليس أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

مخاوف من تسبب «كوفيد ـ 19» بالتهابات خطيرة لدى الأطفال

طفل أميركي يستعد للخضوع لفحص {كورونا} في لوس أنجليس أول من أمس (إ.ب.أ)
طفل أميركي يستعد للخضوع لفحص {كورونا} في لوس أنجليس أول من أمس (إ.ب.أ)

تبدي عدة دول قلقاً بعد ظهور حالات مرضية غير معهودة بين الأطفال مؤخراً في خضم تفشي وباء «كوفيد ‏‏- 19»، ما أثار تساؤلات عما إذا كان فيروس «كورونا المستجد» يسبب التهابات جديدة خطيرة.‏
وأعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، أمس، أمام «الجمعية الوطنية»: «يتعاون أطباء الأطفال وطواقم ‏الإنعاش (في أوروبا)، لمعرفة ما إذا كان هناك رابط بين هذا المرض الجديد ووباء (كوفيد – 19). وهذا أمر ‏لا أحمل إجابة حوله بعد في الوقت الذي أتوجه فيه إليكم». فيما صرح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك ‏الثلاثاء لإذاعة «إل بي سي»: «إنها مسألة تقلقنا».‏
ودق نظام الرعاية الصحية البريطاني ناقوس الخطر حول هذا الموضوع في نهاية الأسبوع الماضي. وفي هذه ‏الأثناء، سجلت حالات ضئيلة مشابهة في فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وبلجيكا.‏
وصرح داميان بونيه رئيس قسم أمراض القلب لدى الأطفال في مستشفى نيكير للأطفال المرضى لـ«وكالة ‏الصحافة الفرنسية»: «على مجمل مستشفيات باريس، يشمل ذلك نحو 20 حالة». وأضاف: «بحسب ‏زملائي الفرنسيين، هناك حالات أخرى في أماكن أخرى»، مؤكداً أن عددها الإجمالي (يبقى محدودا)». ‏ونقلت الحالة الأولى إلى المستشفى الذي يعمل فيه «قبل ثلاثة أسابيع»، و«تسارعت وتيرة الإصابات منذ ‏نحو ثمانية أيام».‏
وسُجلت حالات مشابهة في الجانب الآخر من الأطلسي. وصرح سونيل سود الاختصاصي في الأمراض ‏المعدية في مستشفى كوهين للأطفال بنيويورك، للوكالة الفرنسية: «رأيت مثل هذه الحالات أمس واليوم، كما ‏يرى زملائي إصابات مشابهة منذ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع».‏
ويقول البروفسور بونيه إن أعمار المصابين تتراوح بين سنتين و18 عاماً. أما سود، فيتحدث عن «مراهقين ‏أصغرهم في الـ13».‏
ويوضح بونيه أن «معظم هؤلاء الأطفال يشكون من آلام في الأمعاء ومشاكل في الجهازين الهضمي والتنفسي ‏والتهابات في القلب». ويؤكد أن «معظمهم بحاجة إلى أدوية لدعم وظيفة القلب». وتابع بونيه أن «معظم ‏الأطفال يتجاوبون مع العلاج، حتى وإن كانوا في مرحلة أولى في قسم الإنعاش». كما أن سود يؤكد أن جميع ‏المرضى الذين شاهدهم تحسنت حالتهم حتى لو لم يخرج جميعهم من المستشفى، ولم يُتوفّ أي منهم.‏
وبعض العوارض قريبة من متلازمة كاواساكي أو الإصابة بتسمم.‏
ويسبب هذا المرض الذي يصيب الأطفال التهاباً في الأوعية الدموية (طفح جلدي والعقد الليمفاوية والتهاب ‏الملتحمة ومشاكل خطيرة في القلب...). ويقول سود: «كل الأوعية الدموية في الجسم ملتهبة». ويشير بونيه ‏إلى أن ثمة تبايناً حتى لو كان هناك «أوجه شبه في عوارض» الحالات التي رأيناها. في جميع الدول التي ‏سجلت فيها هذه الحالات، تبين أن قسماً منهم مصاب بفيروس «كورونا المستجد». ويقول بونيه: «نحن في ‏حقبة تفشي وباء (كوفيد – 19) ونرى مرضاً نادراً يصبح أكثر شيوعاً. فهذا الأمر يطرح تساؤلات». ‏ويضيف: «حتى وإن كانت أسباب (متلازمة كاواساكي) مجهولة، نشتبه منذ زمن بأن تكون التهاباً حاداً ‏تسببه عدوى فيروسية بسيطة».‏
من جهته يقول سود: «من المحتمل أن يتسبب فيروس (كورونا المستجد) بالالتهاب نفسه الذي تسببه ‏فيروسات أخرى في (متلازمة كاواساكي)». ولدى الراشدين نرى أن الحالات الخطيرة لـ«كوفيد - 19» قد ‏تكون مرتبطة برد عنيف من نظام المناعة للحماية من المرض.‏
وفي جميع الدول المعنية يدعو الاختصاصيون إلى حذر أكبر للكشف بصورة أسرع عن حالات الأطفال ‏المصابين بالتهاب حاد غير اعتيادي، والتحقق مما إذا كان له علاقة مؤكدة بـ«كوفيد - 19». وإن كان ثمة ‏علاقة أم لا بفيروس «كورونا»، فإن ظهور هذه الحالات قد ينمي القلق في الوقت الذي تدرس فيه دول ‏إعادة فتح المدارس بعد انتهاء فترة العزل.‏
ويضيف بونيه: «أعتقد أن هناك منفعة من عودة الأطفال إلى المدارس، لكن يجب قياسها بالمخاطر ‏الصحية». ويتابع: «قد تكون مخاطر بقاء الأطفال في المنازل لأسابيع إضافية خصوصاً لدى بعض فئات ‏المجتمع أكبر».‏


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.