ينتظر العاملون في حقل الثقافة والترفيه، بترقب شديد، قرار الحكومة بإعادة افتتاح «أوبرا باريس» وغيرها من صالات العرض المسرحي والسينمائي. وفي حين يحاول أصحاب المطاعم والمقاهي التأقلم مع تعليمات المباعدة بين طاولات الزبائن، فإن الجدوى الاقتصادية لتقديم عرض أوبرالي يشارك فيه عشرات الموسيقيين والراقصين، أمام جمهور يشغل ربع مقاعد الصالة، تبقى غير مشجعة.
في استطلاع للرأي، نشر في باريس، أمس، أبدت نسبة 67 في المائة ممن شملهم الاستطلاع قلقهم من ارتياد دور السينما وصالات المسارح، حتى لو أعادت فتح أبوابها. وقال هؤلاء إنهم لن يستأنفوا التردد على النشاطات الثقافية قبل الإعلان عن القضاء على فيروس «كوفيد ـ 19». لكن نسبة تقارب 88 في المائة من الفرنسيين أكدت أن حلم قضاء إجازة الصيف في مكان بعيد عن البيت ما زال يراودها. وتأتي المنتجعات الواقعة على شواطئ البحار في المقدمة.
وينتظر العاملون في حقل الثقافة والترفيه، بترقب شديد، قرار الحكومة بإعادة افتتاح «أوبرا باريس» وغيرها من صالات العرض المسرحي والسينمائي. وفي حين يحاول أصحاب المطاعم والمقاهي التأقلم مع تعليمات المباعدة بين طاولات الزبائن، فإن الجدوى الاقتصادية لتقديم عرض أوبرالي يشارك فيه عشرات الموسيقيين والراقصين، أمام جمهور يشغل ربع مقاعد الصالة، تبقى غير مشجعة. وحتى في حالة عودة الحياة إلى دور السينما، فإن الجمهور غير متحمس لمشاهدة أفلام كانت مبرمجة للعرض قبل قرار الحظر الخاص بوباء «كورونا»، وتبدو «بائتة» رغم أنها جديدة.
وتوالت خلال الأسابيع الماضية قرارات إلغاء أو تأجيل العديد من الفعاليات ذات الشهرة العالمية، مثل مهرجان أفينيون الدولي للمسرح. وكانت إدارة «مسرح الشعب» في مدينة باسونغ، شرق فرنسا، آخر من أعلنت إلغاء عروضها الصيفية، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية. وكان هذا المسرح العريق قد تأسس على يد موريس بوتيشير عام 1895. أما «مسرح أوروبا» في باريس فقد واصل التشبث بالأمل واستمر في إضاءة واجهته مع لافتة ساخرة تقول: «منذ 6 أسابيع والمقاعد كلها محجوزة مسبقاً».
في انتظار انتهاء الأزمة، أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يقام جنوب فرنسا كل ربيع، عن خطة مشتركة مع مهرجانات عالمية أخرى، منها تريبيكا وبرلين والبندقية، لتقديم دورة تدور وقائعها بالكامل عبر «الإنترنت». ويمكن لكل ذي خيال واسع أن يتصور الكيفية التي ستجري عبرها المسابقة الرسمية وطريقة المفاوضات بين لجان التحكيم. وبخلاف الحزن الذي رافق صوتي تييري فريمو مدير مهرجان كان وأوليفييه بي مدير مهرجان أفينيون، فإن المتحمسين للمهرجانين من منتجين ومديري صالات وأصحاب فنادق ومطاعم، باتوا يشكلون جماعات ضغط على الحكومة باعتبار المهرجانات الفنية من المصادر الرئيسية لدعم اقتصاد المدن الصغيرة وما يجاورها، كما توفر الثقافة مورداً للميزانية العامة يعادل 7 مرات ما توفره صناعة السيارات. وفي تصريح لصحيفة «ألفيغارو» قارن ميشيل أورييه، مدير الموسيقى في «راديو فرانس»، بين الواقع الذي فرضه العزل وبين الانكفاء الذي منيت به الثقافة الفرنسية أثناء الاحتلال النازي للبلد في الحرب الثانية. وقال: «إن جيلنا لم يعرف أزمة خانقة مثل هذه». وتضم فرنسا 200 صالة للسينما و1200 متحف وآلاف المسارح الكبيرة والصغيرة.
ولا يتوقف القلق عند العاملين في الحقل الثقافي، بل يشمل أولياء أمور التلاميذ والطلبة. وحتى مع الإعلان عن تأهيل الصفوف للحفاظ على مسافة بين المناضد، فإن كثيراً من الأهالي يخشون عودة أبنائهم إلى المدارس. والأمر نفسه بالنسبة لحضانات الأطفال، رغم ما يسببه توقف الأمهات عن العمل من تدهور لميزانية الأسرة. وجاء تصريح النائب عن حزب الجمهوريين، إريك فيرت، ليزيد من القلق العام. فالسياسي الذي كان وزيراً للخزانة، ثم للعمل، قال لإذاعة «أوروبا 1»، إن تقديراته لأرقام البطالة بسبب أزمة «كورونا» تشير إلى مليون عاطل جديد عن العمل في فرنسا. ومع كل الأخبار الباعثة على التشاؤم، يواصل الفرنسيون أحلامهم بألا يضيع هذا الصيف، وأن يختفي الفيروس بعصا ساحر لكي يتمتعوا بالإجازات، التي حلموا بها، وهم أحرار في الهواء الطلق وتحت الشمس.
الفرنسيون يحلمون بالإجازة رغم القلق من البطالة
مليون عاطل جديد عن العمل وقطاع الثقافة مصاب بالشلل
الفرنسيون يحلمون بالإجازة رغم القلق من البطالة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة