الرئيس الإيراني يدعو النظام إلى «التآزر» مع ارتفاع إصابات «كوفيد ـ 19»

الرئيس الإيراني يدعو النظام إلى «التآزر» مع ارتفاع إصابات «كوفيد ـ 19»
TT

الرئيس الإيراني يدعو النظام إلى «التآزر» مع ارتفاع إصابات «كوفيد ـ 19»

الرئيس الإيراني يدعو النظام إلى «التآزر» مع ارتفاع إصابات «كوفيد ـ 19»

حضّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على «التآزر» بين الأجهزة الإيرانية والعمل على تعزيز ثقة الرأي العام في وقت تواجه فيه البلاد صعوبات جراء العقوبات، فيما عاد أمس عدد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجدّ، بعد انخفاض نسبي، إلى تسجيل حصيلة تفوق الألف؛ وفقاً لأرقام وزارة الصحة الإيرانية التي تدافع عن صحتها الحكومة مقابل تشكيك داخلي.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن تفشي الجائحة أثّر على نمط حياة الإيرانيين، مضيفاً أنها «لم تكن قضية صحية؛ وإنما اقتصادية أيضاً».
وقال روحاني في اجتماع مع خبراء نفسانيين واجتماعيين: «يجب ألا يشعر الناس بالتخلي عنهم في هذه الأيام الصعبة». وأضاف: «أسوأ شيء يمكن أن يتصوره الناس أنهم وحيدون ولا معين لهم»، وتعهد بحل المشكلات الاقتصادية.
ودعا روحاني غير المختصين إلى عدم التحدث عن أنه «لم يعد من (كورونا) كما كان سابقاً» وقال إن «80 في المائة من المصابين يجتازون الوباء دون أن ينتبهوا». وفي حين شدد على أهمية الوعي، قال: «إذا عملنا جميعا معاً، فسوف نجتاز الوباء بأقل عدد من الخسائر، وسنقوم بتعويضها في أقل وقت ممكن»، حسب موقع الرئاسة الإيرانية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، تشخيص 1112 إصابة جديدة، ما رفع إجمالي الإصابات في إيران إلى 92 ألفاً و584. وقال إن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس «كورونا» ارتفع بواقع 71 خلال 24 ساعة ليصل الإجمالي إلى 5877. وأشار إلى 2983 حالة حرجة في المستشفيات الإيرانية، فيما بلغت الحالات المتعافية 72 ألفاً و439 حالة من أصل 442 ألفاً و590 شخصاً خضعوا لفحص تشخيص «كورونا».
وتظهر الإحصائية تسجيل 201 حالة إضافية مقارنة بأول من أمس، الذي تراجعت فيه الإحصائية إلى من دون الألف بعد 36 يوماً، بعد تسجيل 911 حالة.
ونقلت وكالة «ارنا» الرسمية عن مسؤول التنسيق في لجنة مكافحة كورونا، نصر الله فتحيان، أن أكثر من 100 كادر طبي وممرض لقوا حتفهم في مواجهة الوباء، مشيراً إلى أن هؤلاء يصنفون «شهداء» بناء على تعليمات صدرت الشهر الماضي من المرشد الإيراني علي خامنئي.
وبحسب المسؤول الإيراني؛ فإن أكثر من 150 ألفاً من منتسبي وزارة الصحة؛ بينهم 20 ألفاً من الكوادر الطبية، وأكثر من 100 ألف ممرض وممرضة، في 64 جامعة طبية، يشاركون في عملية مواجهة الوباء، وعلاج المصابين بفيروس وباء «كوفيد19» الذي أعلنت السلطات تفشيه في 19 فبراير (شباط) الماضي.
وعلق رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي رفسنجاني بتهكم عندما رد أمس على سؤال للصحافيين حول التباين بين الإحصائية الرسمية والإحصائية الحقيقية، قائلاً: «حصلنا على الإحصائية من مقبرة طهران».
ودخلت الحكومة في سجال مباشر مع أعضاء مجلس بلدية طهران الذين رفضوا الإحصائية المعلنة وطالبوا الحكومة بإعلان الإحصائية الرسمية.
والأربعاء الماضي، دافع المتحدث باسم وزارة الصحة عن «شفافية» الأرقام المعلنة، مشدداً على أن «الإحصائية المقبولة هي إحصائية المراجع المخولة مثل وزارة الصحة»، وقال: «لا تأخذ الإحصائيات من المقابر في أي نقطة من العالم».
وكان روحاني قد وصف المنتقدين بـ«فئة قليلة تحولت من ربح العقوبات إلى الربح من (كورونا)»، واتهمهم بالسعي وراء زعزعة ثقة الناس بالنظام عبر التشكيك بفاعليته وإحصائيته.
وغداة انتقادات روحاني تراجع «مركز أبحاث البرلمان» عن تقرير بعد 48 ساعة على نشره. وقال فيه إن عدد الوفيات الحقيقي في إيران يقدر بأكثر من 80 في المائة مما أعلنته الحكومة. ورجح أن تكون عدد الإصابات بنسبة أعلى بما بين 8 و10 مرات، ما يعادل ما بين 600 ألف و750 ألف مصاب.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقريرها اليومي من إيران، أمس، إلى لقطات بثّها التلفزيون الإيراني الرسمي تظهر لافتات على متاجر بقالة تطلب من الزبائن احترام قواعد التباعد الاجتماعي. وأسف بائع قائلاً: «غالبية الأشخاص لا يحترمون هذه القواعد».
وفي التقرير نفسه، عبر سائق حافلة عن قلقه قائلاً: «لا يزال الأفراد يستخدمون الأوراق النقدية» وهي طريقة دفع حذرت السلطات الصحية من استخدامها لأنها تساهم في تفشي الفيروس. ومنذ 11 أبريل (نيسان) الحالي أجازت الدولة إعادة فتح المتاجر تدريجياً. وتبقى المدارس والجامعات والمساجد والمراكز الدينية ودور السينما والملاعب الرياضية وأماكن تجمع أخرى، مغلقة في كل البلاد.
ورغم أن السلطات تحدثت الأحد عن احتمال إعادة فتح المساجد في المناطق الأقل تأثراً بالوباء؛ فإنها لم تحدد المعايير، فيما يطلب مسؤولون من الإيرانيين احترام قواعد التباعد الاجتماعي والتقليل من الخروج من المنزل تفادياً لـ«موجة ثانية» من الإصابات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
في الأثناء، نشر مركز أبحاث البرلمان، أمس، دراسة جديدة تقيم الأبعاد الاقتصادية للجائحة خصوصاً بعد تراجع أسعار النفط.
وتشير سيناريوهات الدراسة إلى تراجع الموارد الإيرانية بنسبة ما بين 5.7 و11 في المائة نتيجة الجائحة، محذرة من أن ما بين 2870 و6431 مهددون بخسارة وظائفهم نتيجة تفشي الوباء.
وتوضح الدراسة أن إيران تواجه الوباء بعد عامين قاسيين مر بهما الاقتصاد، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج نتيجة تراجع الاستثمار ورأس المال في الاقتصاد الإيراني.
وتحذر الدراسة من أن التضخم والركود الاقتصادي سيؤثران سلباً على الإيرانيين، خصوصاً الفئات الفقيرة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

فرنسا متأرجحة نحو التغييرات السورية... إقدام أم تروٍّ؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)
TT

فرنسا متأرجحة نحو التغييرات السورية... إقدام أم تروٍّ؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)

لا تشذ فرنسا في مقاربتها للملف السوري عن غيرها من الدول الأوروبية وغير الأوروبية وتتأرجح مواقفها بين الرغبة في الإقدام على الدخول بتفاصيله، والتروي بانتظار أن يتضح المشهد السوري وما تريده السلطة الجديدة وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» بقيادة أحمد الشرع (المكنى سابقاً أبو محمد الجولاني).

كذلك تريد باريس تنسيق مواقفها وخطواتها مع شريكاتها في الاتحاد الأوروبي رغم أن الدول المعنية ليست كلها منخرطة في الملف السوري بمقدار انخراط باريس أو برلين أو مدريد، وأفادت الخارجية الفرنسية بأن الملف السوري سيكون موضع مناقشات بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل.

ما تقوله المصادر الفرنسية، يُبين أن باريس، كغيرها من العواصم، «فوجئت» بسرعة انهيار النظام الذي تصفه بأنه «نظام قاتل» مسؤول عن وفاة 400 ألف شخص وكل يوم يمر يكشف عن المزيد من «فظاعاته»، فضلاً عن أنه أساء دوماً للمصالح الفرنسية خصوصاً في لبنان، ولم يحارب الإرهاب بل «شجعه» كما دفع ملايين السوريين إلى الخارج.

وتعدّ فرنسا أن سقوط نظام بشار الأسد شكل «مفاجأة»؛ إلا أنه شكل «بارقة أمل» للسوريين في الداخل والخارج، ولكنها مُكَبّلة بعدد كبير من التحديات والمخاطر؛ منها الخوف من «تمزق» سوريا، وأن تمر بالمراحل التي مر بها العراق وليبيا سابقاً، وأن تشتعل فيها حرب طائفية ونزاعات مناطقية وتنشط مجموعات «إسلاموية وجهادية»، وتدخلات خارجية، وأن تنتقل العدوى إلى لبنان كما حصل في السنوات 2015 و2016.

ملاحظات باريسية

وإزاء مفردات خطاب «معتدلة» تصدر عن أحمد الشرع والهيئة التي يرأسها وعلى ضوء صورة الحكومة الانتقالية التي رأت النور برئاسة محمد البشير، تتوقف باريس عند عدة ملاحظات: الأولى، اعتبار أن ما جرى «يفتح صفحة جديدة»، وأن الهيئة المذكورة لم ترتكب تجاوزات كبرى واعتمدت حتى اليوم خطاباً «معتدلاً» ووفرت ضمانات «كلامية»؛ إلا أن ما يهم فرنسا، بالدرجة الأولى، «الأفعال وليست الأقوال».

وما تريده باريس عميلة انتقال سلمي للسلطة وأن تضم جميع المكونات وأن تحترم الحقوق الأساسية للمواطنين والأديان والطوائف، وأحد معاييرها أيضاً احترام وضع النساء وحقوقهن، كذلك، فإن باريس ستعمل لأجل هذه الأهداف مع الشركاء العرب وأيضاً مع تركيا وإسرائيل.

بيد أن فرنسا لا تريد لا الإسراع ولا التسرع، وإن كانت تتأهب لإرسال مبعوث إلى سوريا يرجح أن يكون الدبلوماسي جان فرنسوا غيوم، لكنها تستبعد الاعتراف السريع بالسلطات الجديدة.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صادر عنها الخميس أن باريس ترى أنه «من السابق لأوانه في هذه المرحلة مناقشة رفع العقوبات المفروضة» على سوريا.

وكان وزير الخارجية المستقيل، جان نويل بارو، قد أجرى محادثات مع بدر جاموس، رئيس لجنة المفوضات السورية ومع ممثلين عن المجتمع المدني.

وقال بيان رسمي إن بارو ومحدثيه «عبروا عن الالتزام بتحقيق انتقال سياسي سلمي يشمل الجميع ويتماشى مع القرار 2254 الصادر عن الأمم المتحدة، يحمي المدنيين والحقوق الأساسية والأقليات».

كذلك أشار إلى «الاتفاق على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة واحترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها»، فضلاً عن «الإعراب عن قلقهم إزاء مخاطر التشرذم وانعدام الاستقرار والتطرّف والإرهاب، وضرورة استنفار الطاقات السورية والدولية من أجل تحاشيها».

اللاجئون

أما بالنسبة لملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، فإن باريس تقول إنها ليست من يقول لهؤلاء بالعودة أو بالامتناع عنها. إلا أنها بالمقابل تعدّ الشروط الضرورية لعودتهم مثل الأمن والعودة الكريمة «ليست متوافرة» رغم سقوط النظام القديم وقيام نظام جديد.

وتتوافق المواقف الفرنسية مع تلك التي صدرت عن مجموعة السبع، الخميس، التي أبدت الاستعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، مذكرة بأن العملية الانتقالية يجب أن تتسم بـ«احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

وضمن هذه الشروط، فإن مجموعة السبع ستعمل مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير وتكون نتاج هذه العملية وتدعمها بشكل كامل.

وبينما تقضم إسرائيل أراضي سورية، وتدفع تركيا بالقوات التي ترعاها في الشمال الشرقي إلى مهاجمة مواقع «قسد»، فإن مجموعة السبع دعت «الأطراف كافة» إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها.

ومن جانب آخر، وفي الكلمة التي ألقتها بعد ظهر الخميس بمناسبة «القمة الاقتصادية الخامسة لفرنسا والدول العربية» التي التأمت في باريس، عدّت آن غريو، مديرة إدارة الشرق الأوسط والمغرب العربي في الخارجية الفرنسية، أن الوضع اليوم في المنطقة «بالغ التعقيد» في قراءتها للتطورات الأخيرة في سوريا وللوضع في الشرق الأوسط، وأن المنطقة «تشهد تحركات تكتونية» (أي شبيهة بالزلازل).

وتعتقد غريو أن هناك «حقيقتين» يتعين التوقف عندهما بشأن سوريا: الأولى عنوانها «انعدام اليقين»، والعجز عن توقع التبعات المترتبة على هذه التطورات ليس فقط في المنطقة ولكن أيضاً في الجوار الأوروبي، إذ إن المنطقة «تسير في أرض مجهولة» وتشهد تغيرات جيوسياسية رئيسية.

و«الحقيقة» الثانية عنوانها السرعة الاستثنائية التي تحصل فيها هذه التغيرات، مشيرة إلى أنه في عام واحد حصلت حرب غزة وحرب لبنان والحرب بين إسرائيل وإيران وانهيار النظام السوري، وهي تطورات غير مسبوقة، لا في أهميتها وتبعاتها ولا في زمنيتها.