السعودية: عودة الإقراض للمشاريع الزراعية في «الدرع العربي» لتعزيز الأمن الغذائي

الموافقة الحكومية تفتح الباب لتقديم الخدمات التمويلية والمنتجات الائتمانية

السعودية تعزز قيمة الاستثمار الزراعي لأهداف التنمية وتحقيق الأمن الغذائي (الشرق الأوسط)
السعودية تعزز قيمة الاستثمار الزراعي لأهداف التنمية وتحقيق الأمن الغذائي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: عودة الإقراض للمشاريع الزراعية في «الدرع العربي» لتعزيز الأمن الغذائي

السعودية تعزز قيمة الاستثمار الزراعي لأهداف التنمية وتحقيق الأمن الغذائي (الشرق الأوسط)
السعودية تعزز قيمة الاستثمار الزراعي لأهداف التنمية وتحقيق الأمن الغذائي (الشرق الأوسط)

كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، عن موافقة حكومية لعودة الإقراض لأهداف الاستثمار الزراعي في منطقة الدرع العربي - غرب المملكة - في خطوة لدعم تنمية المناطق وتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
ورفع رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية المهندس عبد الرحمن الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد بمناسبة صدور الموافقة على رفع إيقاف الإقراض للقروض العادية في منطقة الدرع العربي، والتي جاءت وفق أن تكون عملية الإقراض في المناطق التي تتوفر فيها المياه المتجددة حسب الميزة النسبية لكل منطقة.
وأوضح مدير عام صندوق التنمية الزراعية منير السهلي أن صدور الموافقة على رفع الإيقاف عن الإقراض للقروض العادية في منطقة الدرع العربي سيفتح المجال أمام الصندوق لتقديم خدماته التمويلية ومنتجاته الائتمانية للمستفيدين في هذه المناطق بما يتماشى مع برامج الدولة في القطاع الزراعي وسياسات وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وأضاف السهلي أن عودة الإقراض تأتي لرفع الكفاءة وتعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد الطبيعية للإسهام في تطوير المناطق والاستفادة من الميزات النسبية، بالإضافة إلى تحسين ورفع دخل صغار المزارعين والمربين والصيادين وإيجاد فرص عمل للشباب السعودي المؤهل في هذه المناطق، والإسهام في الأمن الغذائي لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
وأفاد السهلي بأن تمويل الصندوق للقروض الزراعية العادية يغطي احتياجات المزارعين العاديين والمربين وصيادي الأسماك ومربي النحل ممن يشتغلون في المجال الزراعي من خلال صرف القروض القصيرة والمتوسطة الأجل، حيث بلغ إجمالي ما تم صرفه في مجال القروض العادية منذ تأسيس الصندوق وحتى نهاية العام المالي المنصرم 35.7 مليار ريال. (9.5 مليار دولار).
وفي سياق آخر، نظم مجلس الغرف التجارية السعودية بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية أمس لقاءً افتراضياً للتعريف بالمبادرات التي أطلقها الصندوق لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا على القطاع الزراعي، وآليات الاستفادة منها، بمشاركة الغرف التجارية في كل من القصيم وحائل والجوف وجازان، وبحضور عدد من المهتمين في هذا المجال.
وقال الصندوق إن أكبر المبادرات هي الإعلان الأخير عن مبادرة «تمويل استيراد المنتجات الزراعية المستهدفة في مبادرة الأمن الغذائي»، التي خصص لها مبلغ ملياري ريال من خلال مزيج من القروض المباشرة وغير المباشرة، لكنه أكد أنه في إطار دور الصندوق الحيوي في هذه المرحلة تم استهداف تمويل استيراد منتجات (الأرز، والسكر، وفول الصويا، والذرة الصفراء) في مرحلته الأولى كما سيتم إضافة منتجات أخرى حسب استراتيجية الأمن الغذائي، واحتياجات السوق.
وحول حزمة من المبادرات والتدابير المالية والنظامية العاجلة التي أطلقتها المملكة لدعم القطاع الخاص والمساهمة في الحد من آثار كورونا، قال البيان أمس «اتخذ صندوق التنمية الزراعية عدداً من الإجراءات لدعم عملائه بما يضمن استمرارية أعمالها، من خلال تخصيص مبلغ 300 مليون ريال لتقديم قروض تشغيلية مباشرة، أو من خلال المصارف والبنوك التجارية وفق اتفاقيات التمويل بالشراكة معها، وكذلك تخصيص مبلغ 150 مليون ريال لتأجيل المديونيات المستحقة لقروض المشاريع المتخصصة بقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة لمدة 6 أشهر».



الدولار الأميركي يرتفع مدعوماً بعائدات السندات

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار الأميركي يرتفع مدعوماً بعائدات السندات

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي، يوم الخميس، مدعوماً بزيادة عائدات سندات الخزانة، مما أدى إلى ضغط كبير على الين الياباني والجنيه الإسترليني واليورو، الذي بلغ أدنى مستوياته في أشهر عدة، وسط التهديد المتزايد للرسوم الجمركية.

وكان تركيز الأسواق في عام 2025 منصباً على سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)؛ حيث يتوقع المحللون أن تسهم سياساته في تعزيز النمو الاقتصادي مع زيادة ضغوط الأسعار، وفق «رويترز».

وأفادت شبكة «سي إن إن»، يوم الأربعاء، بأن ترمب يفكر في إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية لتوفير مبرر قانوني لفرض مجموعة من الرسوم الجمركية الشاملة على الحلفاء والخصوم على حد سواء. ويوم الاثنين، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن ترمب كان يدرس فرض تعريفات دقيقة على بعض المنتجات، لكنه نفى ذلك في وقت لاحق.

وقد أسهم التهديد المتزايد للرسوم الجمركية في ارتفاع عائدات السندات الأميركية؛ حيث بلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 4.73 في المائة يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى له منذ 25 أبريل (نيسان)، قبل أن ينخفض إلى 4.6628 في المائة يوم الخميس.

وفي هذا السياق، صرح كيران ويليامز، رئيس قسم آسيا في «إن تاتش كابيتال ماركتس»، قائلاً: «لا شك أن التغيير المتسارع في مواقف ترمب بشأن التعريفات الجمركية قد ترك أثراً واضحاً على الدولار الأميركي. يبدو أن هذه التقلبات ستظل سمة يجب أن تتكيّف معها الأسواق على مدار السنوات الأربع المقبلة».

وأضاف: «على الرغم من أن المناقشات المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تدعم الدولار الأميركي على المدى القصير، فإنها تحمل أيضاً تعقيدات وآثاراً غير واضحة».

وقد أدت عمليات بيع سوق السندات إلى تعزيز قيمة الدولار الأميركي، مما ترك تأثيرات سلبية على سوق العملات.

وتراجعت قيمة اليورو إلى 1.030475 دولار، ليقترب من أدنى مستوى له في عامين، الذي سجله الأسبوع الماضي، مع استمرار قلق المستثمرين بشأن احتمالية تراجع العملة الموحدة إلى مستويات قريبة من الدولار الرئيسي هذا العام، وسط التوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية.

كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 1.2303 دولار يوم الخميس، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل، رغم ارتفاع عائدات السندات الحكومية البريطانية إلى أعلى مستوياتها في سنوات عدة.

ورغم أن انخفاض أسعار الجنيه الإسترليني والسندات كانت أكثر حدة في سبتمبر (أيلول) 2022 خلال الاضطرابات التي أعقبت «الموازنة المصغرة» لرئيسة الوزراء السابقة ليز تروس، فإن المشاعر العامة لا تزال متوترة.

وقال كايل تشابمان، محلل أسواق النقد الأجنبي في مجموعة «بالينغر»: «ترتبط التحركات الحالية بالقلق المستمر بشأن مستويات الاقتراض في المملكة المتحدة، لكنني لا أرى سبباً كافياً لهذه التحركات السريعة في السوق».

وتابع: «أعتقد أننا سنشهد بعض التعافي قريباً بمجرد أن تهدأ الأسواق».

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى، عند 109.11، وهو أقل قليلاً من أعلى مستوى في عامين الذي سجله الأسبوع الماضي. وارتفع المؤشر بنسبة 5 في المائة منذ الانتخابات الأميركية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، مع استعداد المتداولين لسياسات ترمب، فضلاً عن التوقعات المعدلة لخفض أسعار الفائدة الأميركية بشكل مدروس.

في الشهر الماضي، هز بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسواق بتوقعاته بخفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025، انخفاضاً من 4 تخفيضات، وسط مخاوف بشأن التضخم والسياسات الاقتصادية لترمب.

وأظهرت محاضر اجتماع ديسمبر (كانون الأول)، التي صدرت يوم الأربعاء، أن البنك المركزي أثار مخاوف جديدة بشأن التضخم، وأن المسؤولين لاحظوا خطراً متزايداً من أن السياسات المخطط لها قد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وزيادة البطالة.

ومع إغلاق الأسواق الأميركية، يوم الخميس، يترقّب المستثمرون تقرير الرواتب يوم الجمعة؛ حيث سيُحلل هذا التقرير لمعرفة الموعد المحتمل لتخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية زادت على الأرجح بمقدار 160 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة قدرها 227 ألف وظيفة في نوفمبر.

من جهة أخرى، ارتفع الين الياباني قليلاً إلى 158.10 مقابل الدولار في اليوم نفسه، بعد أن لامس أدنى مستوى له في 6 أشهر عند 158.55 يوم الأربعاء، ليبقى قريباً من علامة 160 الرئيسية، التي دفعت طوكيو للتدخل في السوق في يوليو (تموز) الماضي.

وانخفض الين الياباني أكثر من 10 في المائة مقابل الدولار خلال العام الماضي، وبدأ عام 2025 بشكل متعثر؛ حيث تظل الأسواق حذرة من احتمال حدوث جولة جديدة من التدخل قبل اجتماع بنك اليابان في وقت لاحق من الشهر.