أعلنت الحكومة التشيلية أنها ستمضي قدماً بشأن خطة مثيرة للجدل لإصدار شهادات للمتعافين من فيروس «كورونا» المستجد تسمح لهم بالعودة إلى العمل، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وحذرت منظمة الصحة العالمية، السبت، من أنه «لا دليل» على أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس باتت لديهم مناعة تحميهم من الإصابة مجدداً، مشيرة إلى أن هذه الشهادات من شأنها أن تساهم في انتشار الوباء.
وقالت نائبة وزير الصحة التشيلية، بولا دازا، للصحافيين، أمس (الأحد)، إن تلك الشهادات ستسمح لحامليها بالعودة إلى العمل. وتابعت: «أحد الأشياء التي نعرفها هو أن المصاب لديه احتمال أقل للإصابة مرة أخرى»، وأضافت أن «الشهادات لن تؤكد أن الناس لديهم مناعة ضد الفيروس، بل تشير إلى أنهم تعافوا منه وقضوا فترة من العزلة».
ولفتت «بي بي سي» إلى أن بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تعد مرجعاً في الإحصائيات الخاصة بضحايا «كورونا» تقول إن تشيلي سجلت 189 وفاة و13 ألف إصابة بالفيروس، فيما مات ما لا يقل عن 200 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، وتحاول العديد من الحكومات حالياً إيجاد طرق لتخفيف قيود الإغلاق الذي طبقته لمنع تفشي الفيروس.
وطرحت بعض الحكومات فكرة إصدار وثائق تثبت حصانة بعض الأفراد على أساس اختبارات مصلية تكشف عن وجود أجسام مضادة في الدم، وذلك للسماح لها بإنهاء العزل وبعودة هؤلاء إلى العمل واستئناف النشاط الاقتصادي.
لكن فعالية التحصين بفضل الأجسام المضادة لم يتم تقييمها في هذه المرحلة والبيانات العلمية المتاحة لا تبرر منح «جواز سفر مناعي» أو «شهادة عدم وجود خطر»، وفق منظمة الصحة العالمية، التي حذرت من أنه لا إثباتات بعد على أن الأشخاص الذين أصيبوا بـ«كورونا» باتت لديهم مناعة تحميهم من الإصابة مجدداً، وقالت المنظمة، في بيان: «ليس هناك حالياً أي إثبات على أن الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء ولديهم أجسام مضادة باتت لديهم مناعة تقيهم من الإصابة به مرة ثانية».
وأكدت المنظمة أن «الأشخاص الذين يعتقدون أنهم محصنون ضد العدوى مرة ثانية لأن فحصهم كان إيجابياً قد يتجاهلون توصيات المحافظة على الصحة العامة، وبالتالي فإن استخدام هذا النوع من الشهادات يمكن أن يزيد من خطر استمرار انتقال العدوى». كما تعتقد المنظمة أن الاختبارات المصلية المستخدمة حالياً «تحتاج إلى دراسة إضافية لتحديد دقتها وموثوقيتها»، ويجب أن تتيح التمييز بين الاستجابة المناعية لفيروس «كوفيد - 19» والأجسام المضادة التي أنتجها الجسم من جراء الإصابة بفيروس آخر من ستة فيروسات تاجية بشرية معروفة، أربعة منها منتشرة على نطاق واسع، وتسبب نزلات برد خفيفة، أما الاثنان الآخران فمسؤولان عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرز»، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة «سارز».
ومع ذلك، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن «المصابين بأحد هذين الفيروسين قادرون على إنتاج أجسام مضادة تتفاعل مع الأجسام المضادة الناتجة، استجابة للعدوى التي يسببها (سارس - كوف - 2) ، ومن ثم من الضروري أن نكون قادرين على تحديدها»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
في خطوة مثيرة للجدل... تشيلي تصدر «شهادات» للمتعافين من «كورونا»
رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية
في خطوة مثيرة للجدل... تشيلي تصدر «شهادات» للمتعافين من «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة