قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الصحة، إدوارد أرجار، اليوم (الاثنين)، إن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، عاد إلى «مقعد القيادة» بعدما تعافى من مرض «كوفيد- 19» الناجم عن الإصابة بفيروس «كورونا»، وإنه لا يزال من السابق لأوانه رفع إجراءات العزل العام في البلاد.
وأضاف أرجار، في تصريح لقناة «سكاي» التلفزيونية: «سيكون قد عاد إلى مقعد القيادة ونحن نتحدث، ليواصل العمل»، وتابع، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «إنه يتوق للعودة ومفعم بالحيوية، وأعتقد أنه سيلتقي هذا الصباح بكبار الوزراء والمستشارين، ويتم إطلاعه على كل ما حدث، وسيتم هذا في الأيام المقبلة».
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، يستأنف جونسون نشاطه مع معادلة عليه تسويتها، ألا وهي كيفية إنعاش الاقتصاد البريطاني دون المجازفة بموجة ثانية من الإصابات قد تقضي على التضحيات التي قُدمت حتى الآن.
وبعد عودته من مقر إقامته في شيكرز؛ حيث أمضى فترة نقاهة لأسبوعين، يخضع الزعيم المحافظ (55 عاماً) لضغوط متزايدة لكشف استراتيجيته حول مستجدات العزل المطبق في بريطانيا منذ شهر.
وتحدثت صحيفة «ديلي تلغراف» القريبة من الزعيم المحافظ عن تخفيف تدابير العزل، في حين عنونت «ذي غارديان» اليسارية على الانتقادات التي سيضطر جونسون إلى مواجهتها.
ومع 20732 وفاة في المستشفيات وحدها، تعتبر بريطانيا من الدول الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا، والحصيلة أعلى مع الوفيات في دور رعاية المسنين التي تقدر بالآلاف بحسب مسؤولين في القطاع.
وخلال المؤتمر الصحافي اليومي في «داونينغ ستريت»، أمس (الأحد)، سجل وزير البيئة، جورج وستيس «علامات مشجعة».
والحصيلة الأخيرة التي نشرت، الأحد، لعدد الوفيات بـ413 وفاة إضافية في المستشفيات، هي الأدنى منذ حوالى شهر.
وأشار أحد المسؤولين في أجهزة الصحة البريطانية، ستيفن بويس، إلى انخفاض عدد المرضى في المستشفيات؛ خصوصاً في لندن، وكذلك عدد المرضى في العناية الفائقة. وتحدث عن «خشيته» من ارتفاع الحصيلة مجدداً، داعياً البريطانيين إلى مواصلة جهودهم. وفي غياب علاج أو حتى تطوير لقاح قبل نهاية العام على الأقل، ستكون الطريق طويلة.
ويقول الأستاذ جايمس نيسميث، عالم الإحياء المشرف على معهد في جامعة «أوكسفورد»، إن «الفيروس يقودنا في مصعد سريع نحو الذروة؛ لكن علينا نحن إيجاد طريقنا للنزول عبر السلالم».
ويتوقع أن يستمر العزل المفروض منذ 23 مارس (آذار) حتى 7 مايو (أيار)، وتستبعد الحكومة أي تخفيف مبكر لتدابير العزل التي قد تفضي إلى ظهور موجة ثانية من الإصابات.
والأحد، أعلن وزير الخارجية، دومينيك راب، الذي تولى شؤون رئاسة الوزراء في غياب جونسون، أن بريطانيا «في مرحلة حساسة وخطيرة»، وأوضح أن «رئيس الوزراء الذي هو في حالة جيدة جداً ينتظر بفارغ الصبر العودة إلى العمل».
لكن في الكواليس هناك انقسامات داخل الفريق الحاكم، بحسب الصحافة، إذ يقلق مسؤولون من العواقب الاجتماعية والصحية لعزل صارم على فترة طويلة، وسيضطر جونسون إلى اتخاذ قرار بهذا الصدد.
ووجَّه زعيم المعارضة العمالية، كير ستارمر، في نهاية الأسبوع الماضي، رسالة إلى جونسون، كرر فيها انتقاداته، مؤكداً أنه ينتظر «بفارغ الصبر لقاء رئيس الوزراء»، وأضاف أن «أخطاء ارتكبت، والحكومة لم تتحرك بسرعة من ناحية تطبيق العزل وإجراء فحوص كشف الإصابة، أو النقص الكبير في معدات الحماية للطاقم الطبي ودور رعاية المسنين على حد سواء»، وغرَّد: «قدم البريطانيون تضحيات كبيرة لتأتي تدابير العزل بنتائج إيجابية. يستحقون المشاركة في نقاش بين راشدين بشأن الخطوات المقبلة».
جونسون يعود إلى «مقعد القيادة»... وترقب لاستراتيجيته بشأن العزل
جونسون يعود إلى «مقعد القيادة»... وترقب لاستراتيجيته بشأن العزل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة