العلماء يكتشفون سر الحلقات العملاقة الداكنة على جليد البايكال

واحدة من حلقات البايكال الغامضة
واحدة من حلقات البايكال الغامضة
TT

العلماء يكتشفون سر الحلقات العملاقة الداكنة على جليد البايكال

واحدة من حلقات البايكال الغامضة
واحدة من حلقات البايكال الغامضة

«لا علاقة للكائنات الفضائية بالظاهرة الغريبة على جليد بحيرة بايكال». هكذا ببساطة، وبعبارة عن يقين علمي، يحاول العلماء وضع «نقطة» في نهاية سطر روايات متعددة، وحكايات مختلفة، بعضها رحلة في «الفانتازيا العلمية»، والبعض الآخر من «الخيال الشعبي»، بدأ تداولها منذ أكثر من عقد من الزمن، حول حلقات عملاقة، سوداء غامضة، تظهر من حين لآخر على طبقة الجليد التي تغطي سطح بحيرة البايكال في روسيا.
وتعود بدايات الحكاية إلى عام 2009، حين لاحظ رواد الفضاء أثناء مراقبتهم الأرض من داخل المحطة الفضائية الدولية، حلقات سوداء اللون «مجهولة المصدر» على جليد البايكال. وفور انتشار الخبر عن تلك «المشاهدات الفضائية»، وبينما شرع العلماء في العمل على تفسير الظاهرة، انتشرت بين العامة روايات مختلفة حول مصدر تلك الحلقات، التي يزيد قطرها على 1.5 كم، ويصل أحياناً حتى 7 أو 10 كم، وسارع البعض للتأكيد على أن «الحلقات ليست سوى آثار مركبات تحمل كائنات فضائية حطت على سطح البحيرة»، وقال آخرون إنها «نتيجة نشاط مخلوقات فضائية اختبأت منذ زمن في مياه البحيرة العميقة»، بينما رأى مواطنون من الشعوب المحلية أنها «إشارات من كبار الكهنة» الذين رحلوا منذ قرون.
وتتشكل تلك الحلقات عادة نتيجة ذوبان جزء، على شكل دائرة، من سطح الجليد، حتى سماكة يظهر عبرها لون الماء الداكن، بينما تبقى طبقة الجليد داخل الدائرة محافظة على سماكتها الطبيعية ولونها الأبيض. ولأنها عملاقة يمكن مشاهدتها من الفضاء فقط. وفي أحدث دراسة علمية حول تلك الحلقات، رجح علماء روس أنها تتشكل نتيجة دوامات في مياه البحيرة، ترتبط طبيعة حركتها بتضاريس العمق. وقالوا إن قياسات درجة حرارة الماء على السطح وفي العمق عند تلك الحلقات، فضلاً عن قياس سرعة التيار، أكدت فرضية «الدوامات». وفي وقت سابق، قال فريق علمي إنها تنتج عن انبعاثات غاز الميثان من طبقات رسوبية على عمق عدة كيلومترات تحت قاع البحيرة، موضحين أن هذا الغاز ينبعث مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في الربيع، لكنه يتجمد في الشتاء، ولذلك لا تظهر تلك الحلقات إلا مع بداية الربيع.
إلا أن «الحكايات الخيالية» عنها لم تتوقف بين الناس، لا سيما أن هناك روايات أخرى سابقة وكثيرة، عن مشاهدة أجسام طائرة غريبة تحلق في أجواء البحيرة. ويبدو أن وجود أكثر من تفسير علمي للظاهرة، يزيد أصحاب الحكايات تمسكاً برؤيتهم، وذهب بعضهم إلى «تصميم» صور لتلك الحلقات، يجعلها أقرب إلى شكلها في الروايات المتخيلة عن كائنات فضائية تقوم بصنعها.



البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».