النظام السوري يستعين بفصيل لملاحقة المعارضة في السويداء

TT

النظام السوري يستعين بفصيل لملاحقة المعارضة في السويداء

تشهد مدينة صلخد (34 كيلومتراً جنوب شرقي السويداء) انتشاراً لعناصر مجموعات محلية مسلحة مدعومة من قوى الأمن التابعة للنظام، وذلك ضمن عملية أمنية تهدف لملاحقة عناصر فصيل مسلح محلي معارض للنظام، اتُهم بالهجوم على منازل متزعمي فصيل متحالف مع النظام، وسط دعوات أهلية للفصائل بوقف خلافاتها والكفّ عن تهديد حياة المدنيين في الأحياء السكنية.
وقالت مصادر في السويداء إن 3 من عناصر «قوات شيخ الكرامة» المعارض، قُتلوا قبل نحو 4 أيام، في كمين نصبه «أتباع الشيخ مهران عبيد»، بالتعاون مع جهات أمنية تدخلت للقضاء على الفصيل، بعد تفجر التوتر في مدينة صلخد الأسبوع الماضي. وفي تصريح لإذاعة محلية، قال الشيخ مهران عبيد إن أتباعه بدأوا الحملة بعد أن استهدف منزله بقذيفة «آر بي جي»، وكان الرد بعملية مدعومة من قوى الأمن التابعة للنظام.
مصادر محلية أكدت سقوط 3 قتلى خلال العملية التي لا تزال مستمرة حتى كتابة الخبر؛ بينهم اثنان من آل منصور من متزعمي الفصيل الذين جرى استهدافه بكمين قبل 4 أيام، فيما قام 4 آخرون مطلوبون للأجهزة الأمنية التابعة للنظام بتسليم أنفسهم، أول من أمس السبت. كما جرت مصادرة 8 سيارات من دون وثائق وكميات من الذخائر والأسلحة والقنابل اليدوية، من منازل اثنين من متزعمي فصيل «قوات شيخ الكرامة» بعد مقتلهما في الكمين؛ بحسب المصادر الأمنية. فيما فرّ باقي أفراد الفصيل وعددهم 12 إلى خارج مدينة صلخد، بعد سيطرة أتباع الشيخ مهران عبيد وعناصر أمن من النظام.
وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، بدورها، نقلت عن مصدر في قيادة شرطة السويداء، قوله إن «العملية تشارك فيها قوات المهام الخاصة وحفظ الأمن والنظام والأمن الجنائي والوحدات الشرطية بمنطقة صلخد، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة والأهالي»، لوضع حد لما وصفه بـ«تمادي الخارجين عن القانون»، مشيراً إلى أن «العملية أسفرت عن تسليم عدد من المطلوبين، أنفسهم، تحت ضغط من الأهالي، ومصادرة كميات متنوعة من الأسلحة والذخيرة ووثائق وهويات تعود لأشخاص مخطوفين». وأكد المصدر أن «العملية مستمرة حتى إلقاء القبض على باقي المطلوبين»، منوها بـ«تعاون الأهالي»، دون ذكر الفصيل المسلح الذي قام بتنفيذ العملية.
وتسود محافظة السويداء حالة من الانفلات الأمني وتعدد الفصائل المحلية المسلحة المتصارعة التي تعبث بها الأجهزة الأمنية، بهدف إثارة القلاقل وترويع محافظة السويداء التي رفض أهلها التحاق أبنائهم بالخدمة العسكرية خارج حدود المحافظة. وحاول النظام جرّ محافظة السويداء إلى صراع مع محافظة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات ضد النظام عام 2011، كما حاول تهديدهم بتنظيم «داعش» الذي سمح له بالتمدد إلى البادية الملاصقة، كما غضّ النظر عن تشكيل عصابات خطف وقتل تثير بين الحين والآخر التوتر في المحافظة، خصوصاً أن معظم الحوادث التي تشهدها السويداء خارج العرف العشائري السائد، وفي غياب تام للقانون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».