«حروب البلاغات» تطارد أعمالاً فنية رمضانية في مصر

الاتهامات تطال «البرنس» و«رامز» و«ابن الجيران»

رامز جلال في برنامجه الجديد
رامز جلال في برنامجه الجديد
TT

«حروب البلاغات» تطارد أعمالاً فنية رمضانية في مصر

رامز جلال في برنامجه الجديد
رامز جلال في برنامجه الجديد

في ظاهرة متكررة كل موسم، تطارد حروب البلاغات مسلسلات وبرامج وإعلانات بموسم رمضان في مصر، من دون حدوث تغيرات جوهرية هذا العام، إذ إنّ معظم الذين تلاحقهم البلاغات في رمضان 2020. هم أنفسهم الذين لاحقتهم خلال السنوات الماضية، ومن أبرزهم الفنان المصري رامز جلال، مقدم برامج المقالب الشهير، وبسبب برنامجه الجديد الذي يعرض بالموسم الجاري، «رامز مجنون رسمي»، انهالت البلاغات ضده لوقف عرض البرنامج.
وعقب عرض أولى حلقات البرنامج، التي استضاف فيها رامز الفنانة غادة عادل، تقدم المحامي عمرو عبد السلام، ببلاغ رسمي للنائب العام يطالبه فيه باتخاذ الإجراءات العاجلة والفورية بإلزام «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» و«هيئة الاستعلامات» بمنع إذاعة البرنامج.
وقال في بلاغه الذي نشر نصه في بيان صحافي أول من أمس: إن «البرامج التي اعتاد رامز تقديمها تتضمن مشاهد عنف سواء أكانت مصطنعة أم حقيقية»، مشيراً إلى «أن هذه النوعية من البرامج تحرض على العنف ولا تقل خطراً عن تطبيقات إلكترونية تحرض على الفسق والفجور، فكلاهما بداية الشرر لنشر الجريمة وتعريض المجتمع لخطر الانهيار»، على حد تعبيره.
ويتعرض بعض أصحاب هذه البلاغات إلى انتقادات حادة من فنانين ونقاد ومتابعين، يتهمونهم بـ«البحث عن الشهرة فقط»، لا سيما أنّ ضيوف البرنامج من الفنانين وأصدقاء رامز لا يعلنون تضررهم من المقالب ولا يتقدمون ببلاغات إلى النائب العام أو المجلس الأعلى للإعلام، فضلاً عن عدم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد أبطال الأعمال الدرامية والبرامج في المواسم السابقة، وفق الناقد الفني محمد رفعت الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «المشاهد أمير نفسه، ويستطيع الامتناع عن مشاهدة البرامج والمسلسلات التي لا يحبها، لكن الواقع يثبت العكس حيث يحرص الكثير من المشاهدين على مشاهدة برامج بعينها لانتقادها رغم ما تقدمه من مشاهد عنف قد يكون متفقاً عليها مسبقاً»، مشيراً إلى «ضرورة مشاهدة المواد الإعلامية والإعلانية من قبل لجان متخصصة قبل عرضها تفادياً لحدوث جدل وانتقادات بكل موسم».
في السياق، تقدم المحامي المصري سمير صبري، كعادته بالأعوام السابقة، ببلاغ للنائب العام مساء أول من أمس، ضد الفنان الشاب محمد رمضان يتهمه بـ«إهانة الدولة المصرية» في مسلسله «البرنس».
وقال صبري في بلاغه إن «رمضان مزق جواز سفره المصري وألقاه على الأرض بأسلوب غير لائق، خلال أحد مشاهد العمل، متناسياً أن جواز السفر المصري رمز للوطن وللدولة المصرية، ولا يليق إهانته بهذا الأسلوب»، على حد تعبيره. وتكرر الاتهام ذاته في بلاغ ثانٍ للمحامي أيمن محفوظ، الذي اتهم رمضان بـ«التطاول على كل القيم المصرية، والعمل على إهانة كافة رموز الدولة المصرية دون عقاب»، واصفاً ما قام به رمضان بـ«التصرف المشين».
يذكر أن المحامي سمير صبري، تقدم ببلاغ للنائب العام ضد محمد رمضان في منتصف شهر أبريل (نيسان) الجاري، يتهمه فيه بـ«الاستهتار بالإجراءات الوقائية الصارمة التي فرضتها الحكومة المصرية للحد من انتشار فيروس كورونا»، وذلك عقب نشر رمضان مقطع فيديو على صفحته الرسمية على موقع «تويتر» يظهر فيه رمضان وسط تجمع كبير من فريق عمل مسلسله «البرنس»، متجاهلاً الإجراءات الاحترازية. وفق صبري.
وبعيداً عن المسلسلات والبرامج، أثار إعلان تلفزيوني تقدمه الفنانة الأردنية ميس حمدان، بعنوان «ابن الجيران» لصالح إحدى شركات الملابس المصرية، جدلاً واسعاً في مصر، منذ بداية عرضه في شهر رمضان، نتج عنه تقديم بلاغات رسمية للنائب العام بسبب ما يحتويه من «تجاوزات أخلاقية» حسب بلاغ الدكتور حسن علي محمد، رئيس «جمعية حماية المشاهدين». كما تقدم جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزارة الإعلام بشأن الإعلان نفسه، مطالباً بوقف عرضه.
واستبقت شركة الملابس المصرية اجتماع المجلس الأعلى للإعلام أمس، لبحث الشكاوى المقدمة ضد إعلان «ابن الجيران» المثير للجدل، وقررت وقف عرضه. وقالت الشركة في بيان لها أمس: «تماشياً مع ما أثير من ضجة حول إعلان (ابن الجيران)، وإرضاءً للمشاهدين في مصر، قررنا وقف عرض الإعلان لأجل غير مسمى على جميع القنوات الفضائية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».