أطباء جزائريون يخشون ارتفاع الإصابات بعد رفع الحظر في بؤرة الوباء

أطباء جزائريون يخشون ارتفاع الإصابات بعد رفع الحظر في بؤرة الوباء
TT

أطباء جزائريون يخشون ارتفاع الإصابات بعد رفع الحظر في بؤرة الوباء

أطباء جزائريون يخشون ارتفاع الإصابات بعد رفع الحظر في بؤرة الوباء

حذّر أطباء في الجزائر من ارتفاع محتمل لحالات الإصابة بـ«كوفيد - 19»، بعد رفع الحظر الصحي جزئياً عن بؤرة الوباء بولاية البليدة (جنوب العاصمة)، وتخفيفه في العاصمة وبقية الولايات التي يسجّل بعضها عدداً كبيراً من الإصابات والوفيات. وبلغ عدد المصابين في عموم الجزائر، حسب آخر حصيلة، 3127، فيما بلغ عدد الوفيات 415.
وكتب طبيب أمراض القلب والأوعية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة، وهو أحد الناشطين في الحراك الشعبي، سليم بن خدة، بحسابه على موقع «فيسبوك»، أمس، أن «الوضع عرف استقراراً في الأيام الأخيرة، بل تراجعاً ملحوظاً في عدد الإصابات وهذا بعد تطبيق الحجر المنزلي الصحي، ولو أنه كان نسبياً وغير كامل». وعبَّر الطبيب عن مخاوفه من ارتفاع كبير في حالات الإصابة في الأيام المقبلة «نتيجة عودة الناس إلى التقارب والاتصال كما كانوا في السابق، من دون الأخذ بالاحتياطات اللازمة والنصائح الصحية... إن الوضع الوبائي غير مستقر وحقيقة انتشار المرض غير معروفة بدقة... فعلى الجميع المحافظة على الإجراءات الوقائية الأولية كغسل اليدين باستمرار، والتباعد ولبس الكمامات وتجنب الخروج إلا للضرورة خصوصاً بالنسبة إلى المسنين والمرضى... فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بدقة كيف سيتطور هذا الوباء في الأسابيع المقبلة».
وكان الطبيب، الذي يملك شعبية كبيرة تعود لكونه ابن رئيس الحكومة المؤقتة (وقت الاستعمار الفرنسي) يوسف بن خدة، قد حذّر في وقت سابق من «التهاون والاستهتار والتسيب... فلا مكان للتباعد ولا أثر للكمامات ولا الاحتياطات الأساسية. سندفع الثمن». من جهته، أبدى البروفسور عبد الرزاق بوعمرة، رئيس قسم الأوبئة بمستشفى «فرانز فانون» بالبليدة، في تصريحات للصحافة، قلقاً بالغاً من التخلي عن الحظر الشامل في البليدة بعد أن دام شهراً كاملاً، وتم تخفيفه بدخول شهر رمضان، داعياً إلى احترام التباعد الاجتماعي وارتداء الواقيات لتفادي إصابات جديدة. وأوضح أن «الذين يتجمعون بكثافة في الأسواق والفضاءات التجارية هذه الأيام، سيجدون أنفسهم لا محالة في أقسام الاستعجالات في غضون أيام». وذكر الطبيب محمد يوسفي، رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى «بوفاريك» في ولاية البليدة، لصحافيين، أن «الجهود التي بذلناها للتحكم في الوباء، قد تذهب سدى خلال شهر رمضان، إذا لم يحترم المواطنون إجراءات الحجر ومسافة التباعد. الأمر خطير ومن يعتقد بأننا تغلبنا على الوباء مخطئ».
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن يوسفي، إن الأطباء في المستشفى جرّبوا بروتوكول العلاج «كلوروكين» على عدد كبير من المصابين، وأن 300 مريض استجابوا بشكل إيجابي للدواء، 150 منهم سيغادرون المستشفى قريباً، حسبما قال. وقدّر يوسفي نسبة الشفاء بـ90% «بعد أخذ هذا الدواء ومضادات أخرى للفيروسات». وأكد مدير «معهد الصحة العمومية» إلياس رحال، للوكالة الحكومية، أن العلاج بـ«كلوروكين» الذي طال مصابين بالوباء «أثبت نجاعة لدى معظم الذين يعالَجون به وهذا منذ 24 مارس (آذار) الماضي». وقال إن 21% من المصابين بـ«كوفيد - 19» تلقوا علاجاً بهذا الدواء لمدة تراوحت بين 5 و6 أيام، فيما 1.8% منهم خضعوا له لمدة بين يوم و5 أيام.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.