مستثمرو العالم يكثفون «اكتناز الذهب»

وسط ظروف دولية تتجاوز القلق من «كورونا» وحده

وضع السعودية كسوق ناشئة وآثاره على المنطقة ككل
وضع السعودية كسوق ناشئة وآثاره على المنطقة ككل
TT

مستثمرو العالم يكثفون «اكتناز الذهب»

وضع السعودية كسوق ناشئة وآثاره على المنطقة ككل
وضع السعودية كسوق ناشئة وآثاره على المنطقة ككل

وصل سعر أونصة (أوقية) الذهب إلى سقف قياسي في الآونة الأخيرة. ومع أن مخاطر دخول العالم مرحلة كساد اقتصادي، طويل الأمد ومجهول الأبعاد، باتت مرتفعة من جراء تفشي فيروس «كورونا» عالمياً، فإن المصارف المركزية الدولية تصارع انهيار البنى التحتية الاقتصادية لدى عديد من الدول الصناعية الكبرى، عن طريق ضخ أنهار من الأموال في أسواق المال النابضة التي تأمل في الخروج من نفق الظلام في أسرع وقت ممكن. مع ذلك، لا يرى خبراء السلع الأولية في برلين أي علاقة مباشرة بين تداعيات هذا الفيروس الاقتصادية وارتفاع أسعار الذهب.
في سياق متصل، تقول الخبيرة الألمانية في عقود الذهب الآجلة، كارين بيلاني، إنه وفي ظل حالة الخوف والقلق من مفعول فيروس «كورونا» الاقتصادي المُدمِّر على العالم في موازاة إقبال المصارف المركزية على طباعة الأوراق النقدية بصورة غير مسبوقة، برزت سبائك الذهب مجدداً إلى الواجهة، كي تلمع في عيون المستثمرين الدوليين الذين عادوا إلى شرائها بكميات كبيرة.
وتضيف أن حجم التداول بالذهب عبر صناديق الاستثمار المتداولة، المعروفة باسم «إي تي إف»؛ بلغ ذروته، وفي الربع الأول من عام 2020 رسا إجمالي حجم الذهب الذي تتداوله هذه الصناديق عند 23 مليار دولار حول العالم. ولغاية نهاية شهر مايو (أيار) القادم، من المتوقع أن يصل مجموعه إلى 48 مليار دولار. ولناحية الوزن، احتضنت صناديق الاستثمار المتداولة حول العالم 83 طناً من الذهب في شهر أبريل (نيسان) من عام 2020 وحده، يُضاف إليها ما تم خزنه من ذهب داخل هذه الصناديق، في الشهور الثلاثة الأولى من العام، ويرسو إجماليه عند 298 طناً. وتختم: «بعد انقطاع دام أكثر من أربعة شهور، يعود المستثمرون الألمان إلى تكثيف عمليات شراء الذهب، إما عن طريق عدد من صناديق الاستثمار المتداولة، وإما عن طريق شراء سبائك الذهب مباشرة، أو عبر وسطاء ماليين. وعلى صعيد ألمانيا، وصل حجم الاستثمارات في الذهب، في الشهور الثلاثة الأولى من عام 2020 إلى 1.580 مليار يورو؛ وهذا رقم قياسي جديد في فترة وجيزة».
من جانبها، تشير الخبيرة الاقتصادية ماريا ماير في مدينة فرانكفورت، إلى أن ألمانيا تسير نحو أسوأ أزمة اقتصادية مرَّت بها منذ ثلاثينات القرن الماضي. وفيما يتعلق بعام 2020 فمن المتوقع أن ينكمش الناتج القومي العالمي بين 3 و5 في المائة. أما على صعيد ألمانيا فمن المتوقع أن يرسو هذا الانكماش عند 3.75 في المائة.
وتضيف أن الحوافز المالية التي تضعها المصارف المركزية العالمية في تصرُّف الأسواق المالية، تُضاف إلى مرحلة الحوافز المالية الأولى، المنوطة بتجاوز أزمة عامي 2008 و2009 المالية التي لم تنتهِ بعد. في موازاة ذلك، تتحصَّن هذه المصارف، على غرار ما يفعله المستثمرون الدوليون، لناحية الأمن المالي، عن طريق تعزيز التجارة بالذهب.
وتؤكد أن موجة التضخم المالي عادت لتطفو على السطح بصورة مقلقة، مع أن عديدًا من الأنشطة الإنتاجية والصناعية أقفلت أبوابها منذ بداية فترة الحجر التي فرضتها عشرات الدول على الشركات والمواطنين. وتحت مجهر السياسات المالية، قد يُرافق خروج الدول من الإقفال التام، لمكافحة فيروس «كورونا»، مفاجآت مالية موجعة، لن تنجح المصارف المركزية في كتمها.
وتختم: «عادت أسعار الذهب إلى الارتفاع مقابل تراجع أسعار الفائدة الأميركية. وهذا أمر لافت يعود إلى فرض ثقله على أسواق المعادن الأولية. فبعدما قرر (الاحتياطي الفيدرالي) تخصيص مساعدات مالية إلى الشركات الأميركية بما إجماليه 2.3 تريليون دولار، تراجعت أسعار الفائدة لأذون الخزينة الأميركية التي تستحق بعد عشرة أعوام، من 0.15 في المائة في بداية عام 2020 إلى ناقص 0.5 في المائة حالياً. وعلى صعيد أوروبا، رسا مجموع هذه المساعدات، لليوم، عند 540 مليار يورو، منها 95 مليار يورو مُخصَّصة لمساعدة الشركات الألمانية».



ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أظهر تقرير أرباح بنك اليابان (المركزي) يوم الأربعاء، أن البنك تكبد خسائر قياسية في تقييم حيازاته من السندات الحكومية في النصف الأول من السنة المالية مع ارتفاع عائدات السندات بسبب رفع أسعار الفائدة.

وعادة ما تشهد البنوك المركزية انخفاض قيمة حيازاتها من السندات عندما ترفع أسعار الفائدة، حيث تؤثر مثل هذه التحركات على أسعار السندات التي تتحرك عكسياً مع العائدات.

وأظهر تقرير الأرباح أن حيازات البنك المركزي من السندات تكبدت خسائر في التقييم بلغت 13.66 تريليون ين (90.03 مليار دولار) في الأشهر الستة حتى سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما يزيد عن الخسارة البالغة 9.43 تريليون ين المسجلة في مارس (آذار).

وبلغت حيازات بنك اليابان من السندات الحكومية طويلة الأجل 582.99 تريليون ين في نهاية النصف الأول من السنة المالية، بانخفاض 1.6 تريليون ين عن العام السابق، وهو ما يمثل أول انخفاض في 16 عاماً.

وأظهر التقرير أن حيازات البنك المركزي من صناديق الاستثمار المتداولة حققت أرباحاً ورقية بلغت 33.07 تريليون ين، بانخفاض من 37.31 تريليون ين في مارس.

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية وتوقف عن شراء الأصول الخطرة مثل صناديق الاستثمار المتداولة في مارس الماضي، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الضخم الذي استمر عقداً من الزمان. وفي يوليو (تموز)، رفع البنك أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة، ووضع خطة لتقليص مشترياته الضخمة من السندات في محاولة لتقليص ميزانيته العمومية الضخمة.

وقال بنك اليابان إنه حصد 1.26 تريليون ين أرباحاً من حيازاته في صناديق المؤشرات المتداولة في النصف الأول من السنة المالية من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر، ارتفاعاً من 1.14 تريليون ين في الفترة المقابلة من العام الماضي. وساعدت هذه العائدات في تعويض الخسائر التي تكبدها بنك اليابان لرفع تكاليف الاقتراض، مثل دفع الفائدة على الاحتياطيات الزائدة التي تحتفظ بها المؤسسات المالية لدى البنك المركزي.

وأظهر التقرير أن بنك اليابان دفع 392.2 مليار ين فائدة على الاحتياطيات الزائدة التي تحتفظ بها المؤسسات المالية لدى البنك المركزي في النصف الأول من السنة المالية، وهو ما يزيد 4.3 مرة عن المبلغ الذي دفعه قبل عام.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضاً يوم الأربعاء بقيادة أسهم قطاع صيانة السيارات وسط مخاوف من تداعيات رسوم جمركية تعهد بفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، فضلاً عن ارتفاع الين.

وتراجع المؤشر نيكي 0.8 في المائة ليغلق عند 38134.97 نقطة، وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.9 في المائة إلى 2665.34 نقطة.

وتعهد ترمب يوم الاثنين بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين، وهو ما قال محللون استراتيجيون إنه أثار مخاوف من تعرض المنتجات اليابانية لرسوم مماثلة.

وصعد الين بفضل الطلب على الملاذ الآمن وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط، ليجري تداوله في أحدث التعاملات مرتفعاً 0.57 في المائة إلى 152.235 ين للدولار.

وتراجع سهم تويوتا موتور 3.62 في المائة في هبوط كان الأكثر تأثيراً على المؤشر توبكس، كما انخفض سهم «موتور» 4.74 في المائة و«هوندا موتور» 3.04 في المائة. وخسر المؤشر الفرعي لأسهم شركات صناعة السيارات 3.39 في المائة في أداء هو الأسوأ بين المؤشرات الفرعية للقطاعات البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو.

وانخفض سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 3.71 في المائة لتصبح أكبر الخاسرين على المؤشر نيكي. ومن بين أكثر من 1600 سهم في السوق الرئيس ببورصة طوكيو، ارتفع نحو 16 في المائة وانخفض نحو 82 في المائة، وظل نحو واحد في المائة دون تغيير.