محطات في مسيرة الحكومات المصرية

أبرز الملامح منذ يوليو 1952

المهندس محمد صدقي سليمان - د. عزيز صدقي - د. حازم الببلاوي
المهندس محمد صدقي سليمان - د. عزيز صدقي - د. حازم الببلاوي
TT

محطات في مسيرة الحكومات المصرية

المهندس محمد صدقي سليمان - د. عزيز صدقي - د. حازم الببلاوي
المهندس محمد صدقي سليمان - د. عزيز صدقي - د. حازم الببلاوي

من أبرز رؤوساء الحكومات الذين تعاقبوا على حكم مصر، هم:

المهندس محمد صدقي سليمان:
رئيس الوزراء الخامس في تاريخ مصر بعد «ثورة 23 يوليو 1952»، ورغم أن سليمان تولى منصبه لنحو 10 أشهر فقط؛ فإنه واكب أحد أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث والمتمثل في نكسة يونيو 1967.
خلال في الفترة منذ سبتمبر (أيلول) 1966 وحتى يونيو من العام التالي، تقلد سليمان رئاسة الوزراء، غير أن تداعيات النكسة، ثم تنحي الرئيس المصري –آنذاك- جمال عبد الناصر، وما أعقبها من رفض شعبي لها، دفع الأخير للجمع بين رئاستي الدولة والوزراء.
وسليمان المولود عام 1919 حصل على بكالوريوس الهندسة، وماجستير العلوم العسكرية.
لكن الدور الأبرز لسليمان والذي كان مركزياً في عمل كل الحكومات المصرية في الحقبة الناصرية، يرتبط بإدارة معركة بناء «السد العالي» ذات الطابع القومي، وسُمّي الرجل وزيراً للسد منذ عام 1962. ومروراً بثلاث وزارات مختلفة (مرتان برئاسة علي صبري، فضلاً عن وزارة زكريا محيي الدين). وحتى بعد مغادرته رئاسة الحكومة، فإنه عاد لمهمته الأثيرة، وظل حتى إتمام المشروع في عام 1970 هو مسؤوله الأول.
أيضاً، بسبب دور سليمان الحيوي وأدائه اللافت، فإنه أصبح مشرفاً على هيئة قناة السويس عام 1969، وتولّى فيما بعد رئاسة «الجهاز المركزي للمحاسبات» لمدة سبع سنوات بدأت عام 1971، وكان آخر مناصبه العامة، حتى وفاته عام 1996.

الدكتور عزيز صدقي
على الرغم من أن عُمْر عزيز صدقي ما كان حينذاك يتجاوز الـ36 سنة، فإن المهندس اللامع الذي يُعرف باسم «أبو الصناعة المصرية الحديثة»، كان أول وزير للصناعة في يوليو عام 1956.
لقد لعب صدقي دوراً أساسياً واستراتيجياً في إعداد الجبهة الداخلية للبلاد قبل خوض «حرب أكتوبر 1973»، حين تولى رئاسة الوزراء منذ مطلع عام 1972 وحتى مارس (آذار) من عام بدء المعارك، وأعقبه الرئيس المصري الراحل –آنذاك- أنور السادات في الجمع بين مهمتي الرئاسة وإدارة حكومة الحرب.
وتلقى صدقي المولود عام 1920، تعليماً رفيعاً، وبعد تخرجه في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، نال درجة الماجستير في جامعة أوريغون بالولايات المتحدة ثم درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد العريقة، وكانت الرسالة العلمية في الدرجة الأكبر تتعلق بـ«دراسة لإنشاء صناعة الحديد والصلب في مصر».
مبكراً انخرط صدقي في منظومة العمل الحكومي وزيراً للصناعة، وذلك قبل أن يضاف إليها البترول والثروة المعدنية، واحتفظ بموقعه الوزاري في عهود رؤساء وزارات مختلفين. وإليه يُنسب دور حيوي في تأسيس قاعدة صناعية كبيرة لمصر في عقد الستينات، هي القاعدة التي كان من أبرزها مصانع الحديد والصلب والمصانع الحربية.
وبعد عقود من مغادرة الدكتور صدقي العمل العام، تصدى مبكراً لمعارضة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وانخرط مع سياسيين وحزبيين في الجبهات المناوئة لاستمرار الرجل في السلطة قرابة ثلاثين سنة، غير أن صدقي توفي عام 2008 أي قبل 3 سنوات من إسقاط نظام حكم مبارك.

الدكتور حازم الببلاوي
بعد سنوات من ندرة تعيين رؤساء الوزارات من ذوي الخلفيات السياسية خلال 3 عقود من عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، جاءت تسمية الدكتور حازم الببلاوي، رئيساً منذ يوليو 2013، وحتى فبراير (شباط) 2014، كحدث لافت وإن بدا مفهوماً في سياق لحظة التغيير التي حدث بها، والتي تمثلت في إزاحة سلطة حكم «تنظيم الإخوان».
في أعقاب «ثورة يناير 2011 عُيّن الببلاوي وزيراً للمالية ونائباً لرئيس الوزراء، وهو اقتصادي من مواليد 1936، تخرج في جامعة القاهرة، وبعد ذلك حصل على درجة الماجستير من جامعة غرونوبل الفرنسية، ثم الدكتوراه من جامعة باريس - السوربون.
وحقاً، جاء الببلاوي لرئاسة الحكومة متسلحاً بالخبرة الأكاديمية والتنفيذية ذات الطابع الاقتصادي، إلى جانب كونه أحد مؤسسي «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي». ومع أن عضوية الحزب أو غالبيته لم تكن -مثلاً- سبباً في تعيين رئيساً للحكومة، فإن اختياره على الرغم من معرفة انحيازاته كانت لحظة غير دارجة في مصر.
وبالفعل، تولى الببلاوي المنصب، في ظرف بالغ الاستثناء في تاريخ البلاد، حين كانت مصر تطوي صفحة الإخوان.


مقالات ذات صلة

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع يأتي انتخاب «عرّو» في وقت حرج لإقليم أرض الصومال لا سيما مع تحديات استمرار رفض مقديشو توقيع الإقليم مذكرة تفاهم مع إثيوبيا

عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو»... دبلوماسي يقود «أرض الصومال» في «توقيت مصيري»

حياة مغلفة بـ«هم الاستقلال»، سواءً عن المستعمر القديم في السنوات الأولى، أو تشكيل «الدولة المستقلة» طوال فترتَي الشباب والشيخوخة، لم تثنِ عبد الرحمن محمد عبد

محمد الريس (القاهرة)

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».