مصير مساعد عشماوي بانتظار التنسيق بين مصر و«الوطني الليبي»

بعد اعتقاله في طرابلس ضمن عدد من قوات «الوفاق»

محمد السيد {مساعد} الإرهابي المصري عشماوي في صورة خاصة لـ «الشرق الأوسط» من الناطق باسم الجيش الليبي
محمد السيد {مساعد} الإرهابي المصري عشماوي في صورة خاصة لـ «الشرق الأوسط» من الناطق باسم الجيش الليبي
TT

مصير مساعد عشماوي بانتظار التنسيق بين مصر و«الوطني الليبي»

محمد السيد {مساعد} الإرهابي المصري عشماوي في صورة خاصة لـ «الشرق الأوسط» من الناطق باسم الجيش الليبي
محمد السيد {مساعد} الإرهابي المصري عشماوي في صورة خاصة لـ «الشرق الأوسط» من الناطق باسم الجيش الليبي

كشفت مصادر مصرية وليبية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» أمس، النقاب عن تنسيق مشترك بين السلطات المصرية و«الجيش الوطني» الليبي، فيما يتعلق بمصير أحد أبرز مساعدي الإرهابي المصري هشام عشماوي، الذي اعتقلته قوات «الجيش الوطني» خلال مواجهات ضد قوات حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، في غرب العاصمة طرابلس.
وتوقعت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن يتم تسليم مساعد عشماوي، إلى السلطات المصرية في وقت لاحق، علما بأن «الجيش الوطني» كان قد سلم عشماوي إلى مصر العام الماضي بعد اعتقاله، حيث تمت محاكمته وإعدامه لتورطه في أنشطة إرهابية في مصر.
وطبقا لما أعلنه اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، فإن المصري المعتقل الذي يخضع حالياً للتحقيقات بعد نقله إلى مدينة بنغازي في شرق البلاد بواسطة إدارة الاستخبارات العسكرية لـ«الجيش الوطني»، يدعى محمد محمد السيد.
ووزع المسماري في مؤتمره الصحافي في بنغازي مساء أول من أمس، بطاقة تعريف بالمصري تشير إلى أنه «من الإرهابيين الخطيرين وبالخطورة نفسها التي كان عليها عشماوي، وأنه شارك في عمليات إرهابية لتفجير الكنائس في مصر»، موضحا أن لديه شقيقين مسجونين في مصر على ذمة تورطهما في قضايا إرهاب.
ولفت إلى أنه كان تحت المتابعة منذ أن تم رصده في منطقة غوط الشعال بالعاصمة طرابلس في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. كما أعلن المسماري القبض مساء أول من أمس، على «إرهابي» بتنظيم «داعش» من أصول مصرية يدعى عبد المجيد عبد الباري، مطلوب لدى العديد من الأجهزة الأمنية، موضحا أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أنه دخل إلى إسبانيا من شمال أفريقيا. وبحسب المسماري، فقد أسفر استهداف قوات «الجيش الوطني» لمجموعات إرهابية في محور عين زارة جنوب طرابلس عن مقتل 7 عناصر خطيرة.
ولفت إلى نجاح قوات الجيش في القضاء على 8 «سوريين مرتزقة» في منطقة القرة بوللي وأسر إرهابي خطير من مدينة زليتن، مشدداً على أن الجماعات الإرهابية تستخدم السراج لتحقيق مآربها في ليبيا.
واعتبر المسماري أن «الجيش الوطني» يحارب الإخوان والتنظيمات الإرهابية بقيادة تركيا، لافتا إلى مشاركة عناصر إرهابية فرت من بنغازي ودرنة، في المعارك ضد قوات الجيش في محور عين زارة. واعتقلته قوات «الجيش الوطني» الليبي عشماوي، في مدينة درنة بشرق ليبيا نهاية عام 2018. قبل أن يتم تسليمه إلى مصر في مايو (أيار) من العام الماضي، علما بأنه أدين بالتخطيط لهجوم في 2014 أسفر عن مقتل 22 جندياً بالإضافة إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق محمد إبراهيم في 2013.
ولم يصدر على الفور أي تعليق من الجانب المصري على تصريحات المسماري، لكن المعتقل الأخير يمثل على ما يبدو أحد عناصر الحلقة الضيقة من مساعدي عشماوي الذين رافقوه في رحلة الهرب إلى الأراضي الليبية ومن ثم الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية هناك.
وكان الجيش الوطني قد أعلن قبل يومين فقط، عن مصرع مسلح آخر وصفه بالذراع اليمنى لعشماوي، خلال معارك ضد الميليشيات الإرهابية بمحور عين زارة، مكنى بأبو عمر المهاجر ويدعى «تكتكه» على خلفية خبرته الإرهابية في عمليات التفخيخ وإعداد المتفجرات. وتم تنفيذ عقوبة الإعدام في هشام عشماوي وهو ضابط سابق بالقوات الخاصة المصرية بعد إدانته بالضلوع في عدة هجمات كبرى، حيث كان يقود جماعة «أنصار بيت المقدس» المتمركزة في سيناء، التي بايعت تنظيم «داعش».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.