ارتفاع عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الأميركية إلى 54 ألفا

الصينيون في المرتبة الأولى بين الطلاب الأجانب والسعوديون رابع أكبر كتلة

ارتفاع عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الأميركية إلى 54 ألفا
TT

ارتفاع عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الأميركية إلى 54 ألفا

ارتفاع عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الأميركية إلى 54 ألفا

كشف تقرير حديث عن ارتفاع شديد في أعداد الطلاب الأجانب الملتحقين بالكليات والجامعات الأميركية، وعلى رأس الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الطلاب الصين والسعودية اللتان تسهمان في زيادة سنوية بنسبة 8 في المائة في أعداد الأجانب الدارسين بالكليات والجامعات الأميركية.
وأفاد تقرير بعنوان «الأبواب المفتوحة» صادر عن معهد التعليم الدولي ووزارة الخارجية الأميركية أن 886 ألفا و52 طالبا أجنبيا انضموا لمؤسسات أميركية للتعليم العالي خلال العام الدراسي 2013 - 2014. وقد زاد هذا الإجمالي بأكثر من 66 ألف طالب عن عام 2012 - 2013، وذلك في ثامن سنة متوالية تشهد تزايدًا في أعداد الطلاب الأجانب.
من ناحية أخرى، يمثل الصينيون 31 في المائة من إجمالي الطلاب الأجانب الملتحقين بكليات وجامعات أميركية، ما يجعلهم أكبر كتلة من الطلاب الأجانب على مستوى البلاد. وقد ارتفع إجمالي عددهم بنسبة 17 في المائة، ليصل لنحو 274 ألف طالب. أما الطلاب السعوديون فقد ارتفعت أعدادهم بنسبة 21 في المائة لتصل قرابة 54 ألف طالب. وتحتل السعودية حاليا المرتبة الرابعة بين أكبر الدول المصدرة للطلاب إلى الولايات المتحدة.
وتأتي الهند في المرتبة الثانية، بقرابة 103 آلاف طالب، بزيادة قدرها 6 في المائة. وتليها كوريا الجنوبية في المرتبة الثالثة بنحو 68 ألف طالب، بانخفاض قدره 4 في المائة.
وفي بيان له، أوضح إيفان إم. راي، مساعد وزير الشؤون التعليمية والثقافية أن: «التعليم الدولي من العوامل المحورية لبناء علاقات بين الأفراد والمجتمعات داخل الولايات المتحدة وبمختلف أرجاء العالم». وأضاف: «من خلال هذه العلاقات، يمكننا معا مجابهة التحديات العالمية مثل التغييرات المناخية وتفشي الأوبئة والتطرف العنيف».
فيما يخص الجامعات، استضافت جامعة نيويورك العدد الأكبر من الطلاب الأجانب، حيث بلغ عدد الملتحقين بها منهم 11.164، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بدلاً من جامعة ساوزرن كاليفورنيا. جدير بالذكر أن جامعة ساوزرن كاليفورنيا، التي تضم 10.932 طالب أجنبي، ظلت في المرتبة الأولى على مستوى البلاد طيلة 12 عامًا متوالية.
وتضم قائمة الكليات والجامعات العشر الأولى أيضًا: جامعة إلينوي في أربانا شامبين (84310)، وجامعة كولومبيا (10486)، وجامعة بوردو (9988)، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس (9579)، ونورث إيسترن يونيفرستي (9078)، وجامعة ولاية أريزونا (8683)، وجامعة ولاية ميتشيغان (7704) وجامعة واشنطن (7469).
الملاحظ أن هناك كثيرا من العوامل التي تدفع باتجاه عولمة التعليم العالي. وتجتذب أعداد كبيرة من الجامعات الأميركية الكبرى طلابا أجانب، كما ترسل الكثير من الأسر الثرية أبناءها للولايات المتحدة لنيل درجات علمية، مما يعد مصدرا رئيسيا للدخل لهذه الجامعات.
وداخل العاصمة واشنطن، التي تعد مدينة جاذبة للطلاب الأجانب نظرًا لمكانتها العالمية، يوجد قرابة 10 آلاف طالب من خارج الولايات المتحدة، مما يعادل قرابة 11 في المائة من إجمالي الطلاب الأكاديميين بالمدينة، تبعا لما ذكره التقرير. وضمت جامعة جورج واشنطن، وهي الأكبر على مستوى المدينة، 4256 طالبا أجنبيا في أحدث السنوات الدراسية لديها، حسبما ذكر التقرير. وضمت جامعة جورج تاون 2511 طالبا، والجامعة الأميركية لديها 1691 طالبا، ولدى الجماعة الكاثوليكية 552 طالبا، بينما لدى جامعة غالوديت 177 طالبا.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».