غرينبلات: «كورونا» حقق ما لم تفعله المفاوضات

غرينبلات: «كورونا» حقق ما لم تفعله المفاوضات
TT

غرينبلات: «كورونا» حقق ما لم تفعله المفاوضات

غرينبلات: «كورونا» حقق ما لم تفعله المفاوضات

نشر المستشار المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، جيسي غرينبلات، مقالا مشتركا مع الصحافي الفلسطيني، بشارة بحبح، في صحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس، بعنوان «ما لم تفعله المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فعله كورونا»، جاء فيه، أن «الوباء يذكر الفلسطينيين والإسرائيليين كم يرتبط مصير بعضهم ببعض. فالحدود بين إسرائيل والضفة الغربية أو يهودا والسامرة هي حدود مشتركة والمخاطر هي ذاتها وإذا لم يحترسوا، ولم يقاتلوا بشكل جذري ومشترك ضد هذا الفيروس، فالطرفان سيعانيان».
وتابع المقال، أن رد إسرائيل والسلطة الفلسطينية على الوباء، مؤشر على أن الإسرائيليين والفلسطينيين قادرون على التغلب على بعض العوائق، التي صممت علاقاتهم على مدى عشرات السنين. وقد عكس الرئيس رؤوبين ريفلين هذا الإحساس بشكل مناسب، حين اتصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقال إن «التعاون بيننا ضروري لضمان صحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء». أما عباس فرد عارضا تعاونه الكامل في الحرب ضد هذا المرض الفتاك.
واختتم الطرفان المقالة، بالقول: «من السابق لأوانه القول إن هذا التعاون الجديد سيؤدي إلى مفاوضات صادقة وإلى اتفاق سلام شامل. فلا أحد يمكنه أن يتنبأ بما سيحصل عندما تعود الحياة إلى مجراها. ولكننا نأمل بأن تتواصل الدروس التي استخلصت من هذا الوباء وأجواء الاحترام المتبادل والتعاون، كي يكون ممكنا للتقدم نحو اتفاق السلام أن يبنى على عناصر مشابهة من الإرادة الطيبة، والاحترام، والتعاون. حان الوقت لدينامية إسرائيلية - فلسطينية جديدة. حان الوقت لمستقبل جديد للإسرائيليين والفلسطينيين وللمنطقة».
وفي إسرائيل توجه مركز «عدالة» للشؤون القانونية برسالة إلى كل من المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست، بيني غانتس، يؤكد فيها أن البند الذي ينص على ضم مناطق محتلة للسيادة الإسرائيلية في اتفاق الائتلاف بين الليكود وكحول لفان، يخالف القانون الدولي وموقف المستشار القضائي للحكومة، ويجب إلغاؤه في الحال.
وجاءت هذه الرسالة في ضوء محاولات تشكيل الحكومة وتصريحات وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، التي قال فيها إن هذا شأن الحكومة الإسرائيلية وحدها. وقالت الرسالة: «ضم مناطق محتلة وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية المحتلة، يخالفان القانون الدولي، ويتعارضان مع موقف المستشار القضائي للحكومة بشأن قانون التسوية وموقفه حول صلاحية محكمة الجنايات الدولية». وأوضحت الرسالة التي وقعتها المحامية سهاد بشارة، أن ضم المناطق المحتلة ينتهك بشكل جارف اتفاقية روما المناهضة لنظام الفصل العنصري (أبرتهايد) ويخالف القانون الدولي الإنساني، ويخالف كذلك ميثاق الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب بتقرير المصير. كما أوضح المركز أن محكمة الجنايات الدولية أوضحت بشكل قاطع منع ضم مناطق محتلة وفرض سيادة وقانون المحتل عليها، وتم تفصيل ذلك في قرار جدار الفصل العنصري وتم التأكيد على منع ضم المناطق المحتلة عام 1967 للسيادة الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.