معرض «مرايا» لمايكل أنجلو بيستوليتو في بيروت بعد تورينو وفلورنسا ومتحف اللوفر

الفنان العالمي قال إن أي صورة ستحفظها ذاكرته عن لبنان قد تدخله في عالمه

من أعمال معرض «المرايا» في بيروت
من أعمال معرض «المرايا» في بيروت
TT

معرض «مرايا» لمايكل أنجلو بيستوليتو في بيروت بعد تورينو وفلورنسا ومتحف اللوفر

من أعمال معرض «المرايا» في بيروت
من أعمال معرض «المرايا» في بيروت

38 لوحة تمثل مشوار الفنان الإيطالي مايكل أنجلو بيستوليتو منذ بداياته في الستينات وحتى اليوم، تستضيفها صالة المعارض «بيروت إكزبيشن سنتر» في منطقة «بيال» وسط العاصمة اللبنانية حتى 11 يناير (كانون الثاني) المقبل.
يحمل هذا المعرض عنوان «المرايا» وهي المادة الأساسية التي يستخدمها «الماستر بيستوليتو» كما هو معروف عالميا، والتي يغوص من خلالها في أعماق الرسم والتصوير الذاتي.
«عندما دخلت هذا المجال فكرت بالهوية التي يمكنها أن تميزني عن غيري وتعرّف عني الآخرين» يقول مايكل أنجلو بيستوليتو، ويضيف: «كنت أجلس وحيدا وأنا أغوص في هذا الموضوع، وعندما شاهدت نفسي في المرآة التي أمامي، شعرت بأنني لم أعد وحيدا وبأن هناك ديناميكية ما تحيط بي وتحركني فقررت أن تكون هذه المادة عنواني».
فلسفة عميقة تلف أعمال الفنان الإيطالي، فما إن تشاهد مراياه التي تحمل الحياة في داخلها، حتى تعلم أنك أمام مفكر وفلكي وفيزيائي معا، وأنك أمام فنان مرهف أسس الحركة الفنية «أرتي بوفيرا» والتي كانت بمثابة شبكة تواصل لمجموعة من الفنانين الإيطاليين.
لوحته الشهيرة «عروس الخرق» التي تضمنها المعرض تعد إحدى أعماله الأشهر في العالم. وتتألف من تمثال «فينوس» الذي يرمز إلى الجمال الأبدي، واقفا على تلة من الخرق كان يستخدمها بيستوليتو لتنظيف اللوحات المرايا التي يبتكرها. يروي الفنان الإيطالي قصة أشهر لوحاته: «كنت في أحد أسواق روما القديمة وإذا بي أمام محلّ تجاري يبيع تماثيل نصفية وكاملة لوجوه تاريخية، ولاشعوريا اخترت تمثال «فينوس»، وحملته معي إلى مشغلي وقلت لتلة الخرق المتجمعة كجبل وهمي: «انظري ماذا جلبت لك خذيها»، فوقفت بكامل جمالها تعانق الخرق بأناقة فولدت لوحة «عروس الخرق». أما لوحاته الأخرى كـ«مظاهرة» و«ماريا الملونة» و«سيديا» و«زجاجة على الأرض» و«المائدة» و«تفاحة كونكورد» و«معبد العدل» و«من أسفل إلى الأعلى ومن أعلى إلى الأسفل» وغيرها، فهي تحكي عن مسيرة مايكل أنجلو بيستوليتو الفنية منذ عام 1960 حتى اليوم. وعندما تشاهد هذه اللوحات ذات الأبعاد الأربعة، كون الوقت يشكل البعد الرابع في الصور التي استخدمها الفنان في أعماله كما يقول، سيخيل إليك أنك أمام نماذج حية فيها النفس والروح والصورة، وهي العناصر الأساسية للوحاته التي رغم الصمت المخيم عليها تخاطبك بلغة غريبة تنقلك من الحلم إلى الواقع بدل العكس.
لماذا اخترت المرآة؟ اسأل الماستر بيستوليتو، هل لأنك تتمتع بدرجة كبيرة من حب الذات؟ يرد: «أبدا لم أشعر يوما بهذا الحب الذي تتحدثين عنه، بل أنا من تعرف إلى ذاته بواسطة المرآة، والبحث عن الهوية الخاصة بي كانت الحافز الأول لاستخدامي لها». ويضيف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لبيكاسو مقولة شهيرة وهي (أنا لا أبحث أنا أجد)، وتجربتي في هذا الإطار أخذتني نحو المستقبل، والجواب لم ينحصر بما تقترحه على الحياة فقط بل في الإمكانيات التي يمكنني أن أعمل فيها».
وعندما سألته عما إذا لبنان سيدخل عالم مراياه يوما ما بعد استضافته له، أجاب: «أي صورة ستحفظها ذاكرتي عن لبنان قد تدخله في عالمي». ومن المتوقع أن يكون للبنان دوره في المعرض الفني الذي سيقيمه العام المقبل في أميركا، إذ سيشكّل لوحة تحتوي على مربعات من رخام الـ«كاريرا» كتب على كل منها اسم بلد زاره وأحبه ولبنان سيكون واحدا بينها.
اللانهاية والحقيقة هما هدفا بيستوليتو لإبرازهما في أعماله، حتى إنه لا يتوانى عن توقيع إهداءاته للآخرين برسمة ترمز إلى الأولى، فهو متأكد من أن أفكاره لن تتوقف عن التكاثر مهما حصل. أما الحقيقة فهو أشار إليها مباشرة في قطعه الفنية، إذ وضع فيها المرآة لتعكسها في أي اتجاه نظرت إليه، من فوق من تحت أو من اليمين أو الشمال. «ما إن تلتقطي أي صورة حتى تصبح من الماضي وأنا أعيدها إلى الحياة بحقيقتها الكاملة». هكذا يشرح مايكل أنجلو فحوى لوحاته ببساطة رغم الفلسفة العميقة التي تتضمنها.
واختار الفنان بيروت لتستضيف معرضه، بعد عدة معارض أقامها في أميركا وتورينو وفلورنسا وغيرها، كما ذكرت لنا منظمة معرضه ومستضيفته نايلة كتاني صاحبة غاليري «تانيت» في بيروت وميونيخ. وهي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتردد بيستوليتو في قبول دعوتي له، كما أنني فوجئت بحبّ اللبنانيين وغوصهم في أعماله، وهو أستاذ وفنان دؤوب ورجل فضولي طوّر ممارسته ووجهها نحو المفاهيم الأساسية بدل المفاهيم الجمالية، كما أن لوحاته (المرايا) تنير غرف المزادات العالمية والمعارض والمتاحف كـ(اللوفر) الذي حطت فيه أعماله عام 2013 تحت عنوان (الجنة على الأرض)». وتضيف كتاني: «يعد هذا المعرض من الأضخم والأهم في لبنان وفاقت تكلفة إقامته الـ150 ألف دولار، شملت أمور التأمين على اللوحات وتكلفة بطاقات السفر والإقامة في لبنان، وغيرها من المصاريف التي يتطلبها معرض في هذا المستوى العالمي، ويعود الفضل لشركة (سوليدير) التي تعاونت معنا في هذا الصدد خصوصا وأنها استضافتنا في (البيال)».
يذكر أن مايكل بيستوليتو ولد في (بييلا) في إيطاليا، وباشر عرض أعماله في عام 1955. نظم أول معرض له في تورينو عام 1060. بعدها أبدع في الرسم على المرايا التي جمعت بين الناظر والوقت الفعلي للعمل. أنتج كمًا كبيرا من الأعمال بعنوان «الأشياء الناقصة»، التي تعد مدماكا في ولادة الفن المتقشف أو الفقير (آرتي بوفيرا). وفي عام 1975 - 1976 اقام 12 معرضا متعاقبا (لو ستانزي) وكان ذلك باكورة أعماله المعقدة وبينها (time continents) و(white year) و(happy turtle). وفي عام 1978 رسم ملامح مسارين رئيسيين لأعماله الفنية (أقسام وتضاعف المرآة) و(الفن من خلال الدين). فاز بيستوليتو بجائزة الأسد الذهبي في بيينالي البندقية عن إنجازات حياته الفنية. وفي عام 2004 منحته جامعة تورينو بكالوريوس فخرية في العلوم السياسية. شغل في عام 2011 منصب مدير فعاليات (الفن من أجل إعادة التطور الحضاري). وفي عام 2012 أطلق بيستوليتو مبادرة يوم إعادة الولادة التي أفرزت أكثر من 100 فعالية عالمية.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.