أسواق ‏المواشي ‏تتأهب بوفرة ‏المستورد ‏والمحلي لموسم ‏رمضان في السعودية

ازدهار ‏الطلب عبر ‏التطبيقات ‏الإلكترونية ‏وخدمات ‏التوصيل ‏للمنازل

باخرة مقبلة من السودان تحوي آلافاً من الضأن تدخل الأسواق السعودية تأهباً لشهر رمضان (الشرق الأوسط)
باخرة مقبلة من السودان تحوي آلافاً من الضأن تدخل الأسواق السعودية تأهباً لشهر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

أسواق ‏المواشي ‏تتأهب بوفرة ‏المستورد ‏والمحلي لموسم ‏رمضان في السعودية

باخرة مقبلة من السودان تحوي آلافاً من الضأن تدخل الأسواق السعودية تأهباً لشهر رمضان (الشرق الأوسط)
باخرة مقبلة من السودان تحوي آلافاً من الضأن تدخل الأسواق السعودية تأهباً لشهر رمضان (الشرق الأوسط)

في وقت ‏حطت فيه ‏باخرة بميناء ‏جدة ‏الإسلامي - ‏غرب ‏السعودية - ‏تضم 20 ‏ألف رأس ‏من الضأن ‏مقبلة ‏السودان، ‏قبل أيام، ‏أبدت ‏أسواق ‏الماشية في ‏السعودية ‏تأهباً، بوفرة ‏المعروض من ‏اللحوم الحية ‏تزامناً مع ‏دخول شهر ‏رمضان ‏المبارك الذي ‏يُعدّ موسماً ‏بيعياً مهماً ‏لتجار ‏الأنعام ‏والماشية في ‏البلاد.‏
وأفصحت ‏وزارة البيئة ‏والمياه ‏والزراعة بأن ‏عدد المواشي ‏المفسوحة ‏منذ بداية ‏أبريل ‏‏(نيسان) ‏الجاري بلغ ‏‏160.4 ‏ألف رأس، ‏مؤكدة على ‏أن ذلك ‏يأتي في إطار ‏جهود الوزارة ‏لتحقيق ‏الأمن ‏الغذائي ‏والحفاظ ‏على استقرار ‏الأسعار.‏
واستجد في ‏مشهد ‏استيراد ‏اللحوم الحية ‏هذا العام، ‏عودة ‏الواردات ‏السودانية من ‏المواشي بعد ‏حظر دام ‏لفترة ‏لأسباب ‏احترازية، إذ ‏رست مؤخراً ‏باخرة في ‏ميناء جدة ‏الإسلامي ‏آتية من ‏ميناء ‏‏«سواكن» ‏السوداني ‏على متنها ‏‏19.4 ألف ‏رأس من ‏الضأن، تم ‏على الفور ‏‏(بحسب ‏وزارة البيئة ‏والزراعة) ‏إجراء ‏عمليات ‏الكشف ‏البيطري، ‏حيث أثبتت ‏النتائج ‏سلامة ‏الأغنام ‏الواردة ‏وملاءمتها ‏صحياً.‏
ومعلوم أن ‏الإقبال يتزايد ‏أواخر شعبان ‏من كل عام ‏على أسواق ‏الأنعام قبل ‏دخول شهر ‏رمضان ‏المبارك لشراء ‏الأغنام ‏والأبقار ‏والإبل، ‏واستخدام ‏لحومها في ‏الأطعمة ‏الرمضانية، ‏بيد أن ‏تداعيات ‏فيروس ‏‏«كورونا» ‏بمنع التجول ‏حد من ‏عمليات ‏الشراء ‏المباشر من ‏الأسواق.‏
وبرز، وفقاً ‏لتقرير أوردته ‏‏«وكالة ‏الأنباء ‏السعودية»، ‏الطلب من ‏خلال ‏الوسائل ‏الحديث، ‏حيث لجأ ‏المستهلك ‏إلى ‏التطبيقات ‏الإلكترونية ‏وخدمة ‏التوصيل إلى ‏المنازل، ‏التزاماً بقرار ‏منع التجول، ‏وانعكس ‏ذلك إيجاباً ‏على توفر ‏المعروض ‏ونجاح خطة ‏التسوق ‏الإلكتروني.‏
وفي هذا ‏السياق، ‏أشار رئيس ‏طائفة سوق ‏الأغنام ‏بالمدينة ‏المنورة (غرب ‏المملكة) ‏سليم الزغيبي ‏إلى أن ‏الإقبال ‏وسط ‏الظروف ‏والأوضاع ‏الراهنة لعامل ‏منع التجول، ‏تجعل ‏المبيعات ‏جيدة، ‏مشدداً على ‏توافر ‏المعروض من ‏الأغنام المحلية ‏والمستورة.‏
وحول ‏الأسعار، ‏لفت الزغيبي ‏إلى أن ‏أسعار ‏الأغنام ‏البلدية المنشأ ‏في السوق ‏تتراوح ما بين ‏‏900 ‏و1500 ‏ريال (240 ‏و400 ‏دولار على ‏التوالي)، ‏بحسب ‏حجم ‏الماشية، ‏مفيداً كذلك ‏بأن أسعار ‏الأغنام ‏المستوردة ‏تبدأ من ‏‏920 ‏وصولاً إلى ‏‏1050 ‏ريالاً (245 ‏و280 ‏دولاراً) على ‏التوالي.‏
وزاد الزغيبي ‏أن أسواق ‏الماشية كباقي ‏الأسواق ‏خضعت ‏لإجراءات ‏حكومية ‏عديدة مع ‏تداعيات ‏‏«كورونا»، ‏إذ تستمر ‏الجولات ‏الرقابية على ‏مدار الساعة ‏وتنظيم عمل ‏السوق، من ‏بينها إلغاء ‏ساحة الحراج ‏لتلافي ‏الازدحام، ‏وتنفيذ ‏مختلف ‏الأعمال ‏الوقائية للحد ‏من انتشار ‏الفيروس ‏والتأكد من ‏تطبيق ‏الاشتراطات ‏الصحية ‏والإجراءات ‏الاحترازية ‏في موقع ‏السوق.‏
من جانبه، ‏أكد رئيس ‏طائفة سوق ‏الإبل بالمدينة ‏المنورة محمد ‏بن معلا ‏الحرقان أن ‏الطلب ‏والإقبال من ‏ساكني ‏المدينة المنورة ‏على شراء ‏الإبل ‏ولحومها ‏يزداد ‏بمناسبة ‏حلول شهر ‏رمضان ‏المبارك، وفق ‏الضوابط ‏التي وضعتها ‏الجهات ‏الرسمية.‏ وبحسب ‏الحرقان، ‏السنّ ‏المفضلة ‏للشراء هي ‏ما تكون في ‏حدود السنة ‏تقريباً، ‏موضحاً أن ‏حجم سوق ‏المواشي ‏الجاهزة للبيع ‏في أسواق ‏المملكة ‏خلال شهر ‏رمضان ‏‏300 ألف ‏رأس من ‏المواشي. ‏وذكر أن ‏أسعار الإبل ‏تختلف وفقاً ‏للجودة ‏وحجم ‏الطلب، ‏وكذلك صِغَر ‏سن الذبيحة ‏التي تتراوح ‏غالباً بين 3 ‏إلى 6 آلاف ‏ريال (800 ‏و1600 ‏دولار) ‏للرأس ‏الواحد.‏
من جهته، ‏أوضح البائع ‏جمال العنزي ‏أحد مُلّاك ‏أحواش ‏الأغنام في ‏مدينة عرعر ‏‏(شمال ‏المملكة) أن ‏الطلب هذه ‏الأيام اتخذ ‏طريقة ‏استخدام ‏التقنية، ‏وتحديداً ‏التطبيقات ‏الإلكترونية ‏التي سهّلت ‏من عملية ‏طلب الأغنام ‏وإيصالها ‏للمستهلك.‏


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.