أعضاء سيرك إيطالي متجول يعيشون على معونات أهالي القرى

تحت الحجر في حقل فارغ على مشارف روما

ديفيد كاسارتيلي مدرب الزرافات والفيلة (أ.ب)
ديفيد كاسارتيلي مدرب الزرافات والفيلة (أ.ب)
TT

أعضاء سيرك إيطالي متجول يعيشون على معونات أهالي القرى

ديفيد كاسارتيلي مدرب الزرافات والفيلة (أ.ب)
ديفيد كاسارتيلي مدرب الزرافات والفيلة (أ.ب)

يقولون إن العرض يجب أن يستمر، لكن سيرك «روني رولر» لن يذهب إلى أي مكان في الوقت الحالي. فقد اكتفت القافلة بالجلوس في خمول بحقل فارغ على مشارف العاصمة روما.
وحسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس فلاعبو الأكروبات والمهرجون وغيرهم من الفنانين عالقون هناك مع عشرات الحيوانات، بما في ذلك الأسود والنمور والحمير. كان آخر عرض لهم في 7 مارس (آذار)، ومع احتدام جائحة فيروس «كورونا» مختلف أنحاء العالم، لم يعد أحد يعلم متى سيسمع هدير الجماهير من جديد.
وقال مدير السيرك روني فاسالو (46 عاماً) إنه «من الغريب بالنسبة لي أن أكون مع الأسود في هذا الجو الصامت وفي هذا الظلام. أفتقد جمهوري، أفتقده بشدة. أفتقد الوقوف أمامهم والاستمتاع بالتصفيق».
تدرس إيطاليا حالياً تخفيف الإغلاق على الصعيد الوطني بعد أكثر من شهر لوقف انتشار الفيروس الذي أدى إلى وفاة أكثر من 24 ألف شخص في البلاد، وهو أعلى معدل في أوروبا. لكن الأحداث التي تجمع حشوداً كبيرة مثل عروض السيرك، من غير المرجح أن تعود في وقت قريب.
بحسب مافريك نيمن، مهرج يبلغ من العمر 23 عاماً يعمل لدى سيرك «رومينا أورفي» المتوقف في حقل واسع خارج نابولي، فإن «قطاع الترفيه سيكون آخر ما يعاد فتحه» مضيفاً: «لقد سمعت شائعات عن معاودة العمل في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. أملنا الوحيد هو أن يجدوا لقاحاً».
الحيوانات في حاجة إلى الطعام، بعضها شهيته كبيرة ويأكل كميات ضخمة. يضم السيرك ما يقرب من 100 حيوان، بما في ذلك ثلاثة أفيال، وفرس النهر، والحمار الوحشي، واللاما، والخيول، والزرافات والجمال. وعندما نفد الطعام في السيرك، تبرع المزارعون المحليون بالقش والفواكه والخضراوات، التي توزعها «وكالة الحماية المدنية» الإيطالية يومياً.
يقول دافيو كاسارتيلي، مدرب الفيل والزرافات البالغ من العمر 64 عاماً: «لم نعتَد على طلب المساعدة. وأتطلع إلى أن أتمكن من رد شيء ما».
طلبت «جمعية السيرك الإيطالية» مؤخراً 10 ملايين يورو (10800 مليون دولار) من وزارة الثقافة لمساعدة جميع شركات الترفيه التي أغلقت بسبب الوباء. وبحسب الجمعية، فإن نحو 20 ألف عامل في 5 آلاف شركة باتوا من دون دخل حالياً.
يستحق عمال السيرك إعانات البطالة شأن أي عامل إيطالي آخر، ويستحقون قسائم الطعام. ويمكن لأرباب العمل الاستفادة من الإيقاف المؤقت للضريبة، وهو جزء من خطة الطوارئ الاقتصادية للحكومة.
الجدير بالذكر أن العديد من عمال السيرك ولدوا في مكان العمل، ولذلك فهي الحياة الوحيدة التي يعرفونها. وهذه هي المرة الأولى التي يتوقف فيها السيرك لفترة طويلة. وفي الوقت نفسه، كل ما يمكنهم القيام به هو ممارسة ألعاب الأرجوحة، وخفة اليد، وحيل الحيوانات وغيرها من الأعمال، وجميعها متوقف حالياً.
كثيراً ما ترى الفتيات الصغيرات يبحلقن في إعجاب عند مشاهدة تدريبات أوتيليا ماريا مارتينيز دوسانتوس، بهلوانة تبلغ من العمر 44 عاماً بفرقة سيرك «روني رولر» عندما تتمرن على ألعاب الحلقة الهوائية. لكنها لا تزال تتوق لأداء مآثرها المذهلة أمام حشد من الناس.
هنا قالت ماريا: «أفتقد الجمهور والاستعدادات وشعور العرض الحي. آمل أن يكون المستقبل كما كان عليه ماضينا حتى جاء الفيروس. أخشى أن يكون من الصعب العودة كما كنا».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.