يقولون إن العرض يجب أن يستمر، لكن سيرك «روني رولر» لن يذهب إلى أي مكان في الوقت الحالي. فقد اكتفت القافلة بالجلوس في خمول بحقل فارغ على مشارف العاصمة روما.
وحسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس فلاعبو الأكروبات والمهرجون وغيرهم من الفنانين عالقون هناك مع عشرات الحيوانات، بما في ذلك الأسود والنمور والحمير. كان آخر عرض لهم في 7 مارس (آذار)، ومع احتدام جائحة فيروس «كورونا» مختلف أنحاء العالم، لم يعد أحد يعلم متى سيسمع هدير الجماهير من جديد.
وقال مدير السيرك روني فاسالو (46 عاماً) إنه «من الغريب بالنسبة لي أن أكون مع الأسود في هذا الجو الصامت وفي هذا الظلام. أفتقد جمهوري، أفتقده بشدة. أفتقد الوقوف أمامهم والاستمتاع بالتصفيق».
تدرس إيطاليا حالياً تخفيف الإغلاق على الصعيد الوطني بعد أكثر من شهر لوقف انتشار الفيروس الذي أدى إلى وفاة أكثر من 24 ألف شخص في البلاد، وهو أعلى معدل في أوروبا. لكن الأحداث التي تجمع حشوداً كبيرة مثل عروض السيرك، من غير المرجح أن تعود في وقت قريب.
بحسب مافريك نيمن، مهرج يبلغ من العمر 23 عاماً يعمل لدى سيرك «رومينا أورفي» المتوقف في حقل واسع خارج نابولي، فإن «قطاع الترفيه سيكون آخر ما يعاد فتحه» مضيفاً: «لقد سمعت شائعات عن معاودة العمل في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. أملنا الوحيد هو أن يجدوا لقاحاً».
الحيوانات في حاجة إلى الطعام، بعضها شهيته كبيرة ويأكل كميات ضخمة. يضم السيرك ما يقرب من 100 حيوان، بما في ذلك ثلاثة أفيال، وفرس النهر، والحمار الوحشي، واللاما، والخيول، والزرافات والجمال. وعندما نفد الطعام في السيرك، تبرع المزارعون المحليون بالقش والفواكه والخضراوات، التي توزعها «وكالة الحماية المدنية» الإيطالية يومياً.
يقول دافيو كاسارتيلي، مدرب الفيل والزرافات البالغ من العمر 64 عاماً: «لم نعتَد على طلب المساعدة. وأتطلع إلى أن أتمكن من رد شيء ما».
طلبت «جمعية السيرك الإيطالية» مؤخراً 10 ملايين يورو (10800 مليون دولار) من وزارة الثقافة لمساعدة جميع شركات الترفيه التي أغلقت بسبب الوباء. وبحسب الجمعية، فإن نحو 20 ألف عامل في 5 آلاف شركة باتوا من دون دخل حالياً.
يستحق عمال السيرك إعانات البطالة شأن أي عامل إيطالي آخر، ويستحقون قسائم الطعام. ويمكن لأرباب العمل الاستفادة من الإيقاف المؤقت للضريبة، وهو جزء من خطة الطوارئ الاقتصادية للحكومة.
الجدير بالذكر أن العديد من عمال السيرك ولدوا في مكان العمل، ولذلك فهي الحياة الوحيدة التي يعرفونها. وهذه هي المرة الأولى التي يتوقف فيها السيرك لفترة طويلة. وفي الوقت نفسه، كل ما يمكنهم القيام به هو ممارسة ألعاب الأرجوحة، وخفة اليد، وحيل الحيوانات وغيرها من الأعمال، وجميعها متوقف حالياً.
كثيراً ما ترى الفتيات الصغيرات يبحلقن في إعجاب عند مشاهدة تدريبات أوتيليا ماريا مارتينيز دوسانتوس، بهلوانة تبلغ من العمر 44 عاماً بفرقة سيرك «روني رولر» عندما تتمرن على ألعاب الحلقة الهوائية. لكنها لا تزال تتوق لأداء مآثرها المذهلة أمام حشد من الناس.
هنا قالت ماريا: «أفتقد الجمهور والاستعدادات وشعور العرض الحي. آمل أن يكون المستقبل كما كان عليه ماضينا حتى جاء الفيروس. أخشى أن يكون من الصعب العودة كما كنا».
أعضاء سيرك إيطالي متجول يعيشون على معونات أهالي القرى
تحت الحجر في حقل فارغ على مشارف روما
أعضاء سيرك إيطالي متجول يعيشون على معونات أهالي القرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة