طلقات تحذيرية... كيف أنقذت إسرائيل مقاتلي «حزب الله»؟

عناصر من تنظيم «حزب الله» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
عناصر من تنظيم «حزب الله» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
TT

طلقات تحذيرية... كيف أنقذت إسرائيل مقاتلي «حزب الله»؟

عناصر من تنظيم «حزب الله» في سوريا (أرشيفية - رويترز)
عناصر من تنظيم «حزب الله» في سوريا (أرشيفية - رويترز)

بعد انفجار صاروخ أطلقته إسرائيل، الأسبوع الماضي، صوب سيارة رباعية الدفع سوداء تابعة لتنظيم «حزب الله» في سوريا، قفز ثلاثة من عناصر التنظيم فارين من آثار الهجوم.
وبعد مرور بعض الوقت على الحادث، عاد الثلاثة بحثاً عن حقائبهم، التي عثروا عليها، وغادروا سريعاً قبل أن يهاجم السيارة صاروخ ثانٍ.
خروج الهجوم بنجاة العناصر  الثلاثة مع محتوياتهم كان سيناريو مُعدا مُسبقاً، حيث أرسلت إسرائيل تحذيراً لعناصر «حزب الله» في سوريا قبل قصف قوافلهم لتجنب قتلهم والمجازفة بحرب مدمرة في لبنان، وفقاً لعدد من المسؤولين الإسرائيليين والشرق أوسطيين الحاليين والسابقين، تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وكشف الهجوم، الذي تم تصويره على شريط فيديو مغلق، عن جانب جديد في قواعد الاشتباك غير الرسمية بين إسرائيل و«حزب الله»، الجماعة المسلحة اللبنانية، في الوقت الذي يستعد فيه كلا الجانبين لما يمكن أن يكون الحرب الكبرى التالية بينما يحاولون تجنبها.
وتعكس سياسة إسرائيل الإبلاغ بالهجوم وإرسال تحذيرات قبل تنفيذ الهجوم في سوريا تخوفاً من جانبها من إشراك «حزب الله» لترسانة الصواريخ الضخمة للتنظيم في الحرب حال محاولة إسرائيل منعها من الحصول على صواريخ موجهة بدقة وتطويرها.
وقال مسؤول استخباراتي من تحالف إقليمي مؤيد لإيران إن عناصر «حزب الله» في سوريا تلقوا مكالمات هاتفية مفاجئة من المسؤولين الإسرائيليين تحذرهم من إخلاء قواعدهم قبل قصفهم، مؤكداً أن أول صاروخ أطلق على جيب «حزب الله» الأسبوع الماضي كان خطأ متعمداً، وهي طلقة تحذيرية تهدف إلى إجبار الرجال على الفرار حتى يمكن تدمير معداتهم.
وأوضح المسؤول أن الفكرة التي تحاول إسرائيل إيصالها لـ«حزب الله» هي «أن الفكرة هي إخبار (حزب الله) يمكننا رؤيتك حتى لو لم نقتلك».
ومرت نحو 8 سنوات على انخراط «حزب الله» عملياً في الحرب السورية التي شكلت بالنسبة له التحدي الأكبر الذي واجهه منذ نشأته في عام 1982
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن في الذكرى السابعة للحرب في سوريا، مقتل نحو 122 ألف عنصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم 63820 جندياً سورياً و1630 عنصراً من «حزب الله» اللبناني.
وأشارت دراسة نشرها مركز «كارنيغي» لـ«الشرق الأوسط» في سبتمبر (أيلول) 2018 إلى أن نشر قوات «حزب الله» في سوريا لم يكن الأول من نوعه في خارج لبنان، لكنه كان الأكبر. ففي أوائل التسعينات، شارك أكثر من 100 مقاتل من «حزب الله» في الجهود التي قادتها إيران لتدريب المسلمين في البوسنة، وكان بينهم علي فياض، المُكنّى علاء، وهو مقاتل متمرّس في الحملة البوسنية وقُتِلَ خلال قتاله في سوريا في فبراير (شباط) 2016. وقبل ذلك بعقد من الزمن، كان «حزب الله»، بحسب الدراسة، «منغمساً بعمق في العراق غداة الغزو الأميركي لذلك البلد عام 2003. حيث درّب الميليشيات الشيعية العراقية التي نفّذت هجمات ضد القوات الأميركية. ولقد توجّهت معظم هذه المجموعات العراقية بعد ذلك إلى سوريا للقتال إلى جانب (حزب الله) والحرس الثوري الإيراني».



أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».