أذن أشباه التماسيح تكشف تحولها من مخلوق أرضي إلى بحري

التغيرات التي حدثت في الأذن الداخلية لأشباه التماسيح
التغيرات التي حدثت في الأذن الداخلية لأشباه التماسيح
TT

أذن أشباه التماسيح تكشف تحولها من مخلوق أرضي إلى بحري

التغيرات التي حدثت في الأذن الداخلية لأشباه التماسيح
التغيرات التي حدثت في الأذن الداخلية لأشباه التماسيح

اكتشف فريق دولي من الباحثين أن أحد أشباه التماسيح خضعت لتحولات في الجسم تلائم تحوله من مخلوق أرضي إلى بحري، وكان أبرز هذه التحولات حدوث تغير في الأذن لتلائم بيئة تحت الماء.
وحدوث تحولات رئيسية في الحيوانات للتكيف مع الموائل الجديدة شائع في الدراسات العلمية، والمثال الكلاسيكي لذلك هو الحوتيات (الحيتان والدلافين)، والتي حدث بها تغيرات تلائم تحولها من أسلاف الثدييات الحية إلى أسماك المحيط، وتصف الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» تشريح الأذن الداخلية لأشباه التماسيح والمسماه بـ«التلاتوسوشيون»، وهو أحد الأنواع التي كانت تسكن الأرض، ثم انتقلت إلى محيطات العالم خلال العصر الجوراسي منذ أكثر من 150 مليون سنة، وانقرضت قبل نحو 125 مليون عام. وتسمى «التلاتوسوشيون» بشكل غير رسمي باسم التماسيح البحرية أو تماسيح البحر، رغم أنها ليست أعضاء في التمساحيات، وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن أرجلها الأمامية تطورت لتصبح زعانف، وأرجلها الخلفية تطورت إلى ذيل متقلب، وأصبحت أجسامهم أكثر نحافة حتى يتمكنوا من الانزلاق بسلاسة عبر الماء.
وخلال الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أن الأعضاء الداخلية للتماسيح مثل الأذن الداخلية تغيرت أيضاً لتناسب البيئة الجديدة، ولمعرفة المزيد عن تطور آذان «الثالاتوسوكيات»، أجرى الباحثون عمليات تشريح باستخدام التصوير المقطعي المحوسب على أكثر من اثني عشر من أحافير جمجمتها، وركزوا بشكل أكثر تحديداً على هياكل الأذن الداخلية المستخدمة للحفاظ على التوازن.
وتتكون الأذن الداخلية من ثلاث قنوات شبه دائرية، ووجد الباحثون أنه بعد أن أصبحت «الثالاتوسوكيات» مخلوقاً بحرياً، توسعت سماكة القنوات في الأذن الداخلية ولكنها أصبحت أقصر في الطول، وكان شكلها النهائي مشابهاً جداً للحيتان والدلافين الحديثة.
وتقول د.جوليا شواب من جامعة أدنبرة البريطانية، والباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشرته شبكة Science X Network، أول من أمس: «لاحظنا أن الشكل أكثر ملاءمة للمخلوقات التي تعيش في أعماق المحيط، حيث يكون الطفو أكثر أهمية من التعامل مع تأثيرات الجاذبية».


مقالات ذات صلة

القطّ «مصاص الدماء» يبحث عن منزل جديد

يوميات الشرق له شروطه ومزاجه (الجمعية الملكية لحماية الحيوان)

القطّ «مصاص الدماء» يبحث عن منزل جديد

يبحث قطٌّ أسود ذو أنياب تُشبه مصاصي الدماء عن شخص يتقبّل هيئته المُخيفة بعدما أمضى 4 أشهر في ملجأ للحيوانات ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فيل يرعى في حديقة حيوان في برلين - ألمانيا 3 يناير 2025 (أ.ب)

فيل مذعور يقتل سائحة إسبانية في محمية تايلاندية

أعلنت الشرطة التايلاندية، الاثنين، أن فيلاً «مذعوراً» قتل سائحة إسبانية أثناء وجودها بجانبه خلال استحمامه في مياه محمية في جنوب تايلاند.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أنواع من الخفافيش تهاجر لمسافات طويلة (معهد ماكس بلانك لدراسة سلوك الحيوانات)

الخفافيش تقطع 400 كيلومتر في ليلة واحدة

الخفافيش تعتمد على استراتيجيات طيران ذكية لتوفير الطاقة وزيادة مدى رحلاتها خلال هجرتها عبر القارة الأوروبية مما يمكنها من قطع مئات الكيلومترات في الليلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الوفاء... (أ.ب)

كلبة تقرع باب عائلتها بعد أسبوع من هروبها

بعد بحث استمرَّ أسبوعاً، وجدت «أثينا» طريقها إلى منزل عائلتها في ولاية فلوريدا الأميركية بالوقت المناسب عشية عيد الميلاد؛ حتى إنها قرعت جرس الباب!

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.