150 إصابة مؤكدة لمهاجرين في مخيم للاجئين باليونان

181 حاوية نمساوية لتخفيف الاكتظاظ

150 إصابة مؤكدة لمهاجرين في مخيم للاجئين باليونان
TT

150 إصابة مؤكدة لمهاجرين في مخيم للاجئين باليونان

150 إصابة مؤكدة لمهاجرين في مخيم للاجئين باليونان

أعلنت السلطات اليونانية، أمس (الثلاثاء)، تسجيل تفشي فيروس كورونا بين مهاجرين ولاجئين يقيمون في فندق (يعمل بصفة مخيم للاجئين) بمنطقة بورتشيلي في شبه جزيرة بيلوبونيز (شبة جزيرة المورة). وقال المسؤول الحكومي نيكوس خارذالياس إن أكثر من 150، من بين 470 شخصاً يقيمون في الفندق، ثبت إصابتهم بفيروس كورونا. وكان قد جرى وضع الفندق قيد الحجر الصحي عقب ثبوت إصابة سيدة من الصومال بالفيروس قبل يومين.
وقال متحدث حكومي إن السلطات تقوم «بكل ما تستطيع لاحتواء التفشي». وتأتي هذه الأنباء بعدما وضعت اليونان مخيمين آخرين في البر الرئيسي قرب أثينا قيد الحجر الصحي قبل أيام. وفي تصريح لنائب وزير الحماية المدنية الذي توجه على استعجال إلى المخيم، قال إنه «لا داعي للهلع، وسوف يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية المتبعة، وعقد اجتماع بخصوص الأمر مع أستاذ الأمراض المعدية سوتيريس تسيودراس وزملائه».
وأعلن المسؤول اليوناني، عقب الاجتماع، بجانب حظر التجول، فرض حظر حركة مرور السيارات في منطقة كيرانيدي، حيث يوجد الفندق، من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساءً، وعدم خروج أي شخص من المخيم أو الدخول إليه، بجانب إغلاق الأسواق الشعبية الأسبوعية. كما دعا الأشخاص الموجودين في المنطقة أو الذين كان لهم اتصال مع اللاجئين بوضع أنفسهم في الحجر الصحي.
ووفقاً للوزارة، فقد تم أخذ العينات بعد تحديد حالة إيجابية لامرأة حامل تبلغ من العمر 28 عاماً من الصومال، كانت في الحجر الصحي الانفرادي في الفندق الذي يعمل بصفة مبنى لإيواء اللاجئين. وتعد هذه السيدة المصابة ثالث حالة إصابة تسجل في مركز للمهاجرين واللاجئين، بعد الإصابتين في مركزي ريتسونا ومالاكاسا.
ومن جهته، أبلغ وزير الهجرة واللجوء، نوتيس ميتاراكيس، رئيس بلدية ميتيليني بأن وزارة الهجرة واللجوء اليونانية قررت نقل ألفين وثلاثمائة وثمانين لاجئاً ومهاجراً من مراكز الاستقبال الكائنة في جزر شرق بحر إيجه إلى داخل البلاد، وذلك في إطار محاولات تخفيف اكتظاظ مركز اللاجئين والمهاجرين، وتخفيض خطر تسجيل إصابات فيروس كورونا المستجد جراء الاكتظاظ وسوء ظروف النظافة. ومن المفترض أن يتم البدء بنقل كبار السن والمرضى والعائلات في مجموعات إلى البر الرئيسي في اليونان خلال الأسبوعين المقبلين.
ومن جهة أخرى، وفي خطوة احترازية لمنع تفشي وباء كورونا في المخيمات اليونانية المكتظة، أعلنت النمسا عن تقديم 181 حاوية خاصة لنقل المهاجرين إليها، وذلك لتخفيف الاكتظاظ في المخيمات اليونانية الواقعة في شرق بحر إيجه، كما أكد أيضاً وزير الهجرة اليوناني سعي بلاده لنقل فئات من المهاجرين إلى البر الرئيسي.
وبحسب مفوضية الاتحاد الأوروبي، فإن الحاويات ستكون مخصصة للسكن والصرف الصحي، وسيشارك الاتحاد الأوروبي بتنسيق وتمويل نقل الحاويات، وهي عبارة عن صناديق معدنية تضم مراحيض وحمامات وغرف. وتأتي هذه الخطوة بعد تفعيل آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي، إذ طلبت اليونان مساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عبر مفوضية اللاجئين.
ووفقاً للمفوضية الأوروبية، طالبت اليونان الدول الأعضاء الأخرى بتزويدها بمستلزمات طبية وصحية لتوزيعها على المهاجرين في المخيمات. وفي حديثه لوكالة الأنباء الألمانية، قال ديميتريس باتاتوس، رئيس فرع منظمة أطباء العالم في جزيرة ليسبوس: «إن ظهور حالات الإصابة هي فقط مسألة وقت»، بالإشارة إلى أنه حتى الآن، لم يتم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد في المخيمات اليونانية الواقعة على جزر بحر إيجه، القريبة من تركيا.
وفي غضون ذلك، ذكر نائب وزير الحماية المدنية وإدارة الأزمات، نيكوس خارذالياس، أن الإجراءات الوقائية في البلاد سوف تستمر حتى 27 أبريل (نيسان) الحالي، وأعرب عن شكره للمواطنين الذين حرصوا على تطبيق الإجراءات بشكل صارم خلال فترة عيد الفصح، مؤكداً في الوقت نفسه أن الخطر لم ينتهِ بعد.
وأضاف خارذالياس أن عدد المخالفين كان قليلاً، مؤكداً أنه تم تحقيق خطوة مهمة وجهد مشترك، موضحاً أن هناك نقاشاً بدأ بشأن التخفيف التدريجي للإجراءات في اليونان، كما في الاتحاد الأوروبي، ومشدداً على أن التخفيف سيبدأ على مراحل عندما يتم التأكد من أنه لم يعد هناك ما يبرر الاستمرار في الإجراءات.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».