عودة الحياة الطبيعية تدريجياً في محافظات الأردن الجنوبية

بعد عزلها عن جاراتها الشمالية

TT

عودة الحياة الطبيعية تدريجياً في محافظات الأردن الجنوبية

تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في محافظات الجنوب (الكرك والطفيلة ومعان والعقبة) اعتباراً من اليوم، بعد ثبوت خلوها من إصابات فيروس الكورونا المستجد، وإجراء عينات فحص عشوائية ظهرت نتائجها سلبية على آلاف الحالات.
وكانت السلطات الأمنية الأردنية قد أعلنت الخميس الماضي، رفع الإغلاق عن مدينة العقبة (400 كم) جنوب البلاد، وعزلها عن باقي المحافظات، وعودة الحياة لطبيعتها تدريجياً خلال ساعات محددة، اعتباراً من صباح الأحد الماضي، وذلك بعد ثبوت خلوها من أي إصابات طيلة الفترة الماضية.
وينحسر السماح بالحركة لمواطنين داخل كل محافظة دون التنقل بين محافظات العزل، وبشروط الالتزام بكل الإجراءات الوقائية، مع استمرار عمليات أخذ عينات فحص فيروس الكورونا عشوائياً.
وجاء القرار العسكري بعد تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على أن رفع الحظر عن أي منطقة أو مدينة، يجب أن تسبقه اختبارات عشوائية واسعة النطاق، للتحقق من عدم وجود إصابات، وتطبيق الإجراءات الاحترازية، التي توصي بها وزارة الصحة، مشدداً خلال ترؤسه لجلسة مجلس السياسات الوطني، على أهمية الأخذ برأي المرجعية الطبية في وزارة الصحة بخصوص أي خطط للبدء بفتح بعض القطاعات تدريجياً في المحافظات، التي لم تسجل فيها حالات إصابة بالفيروس.
ومع تخفيف إجراءات الحظر على محافظات الجنوب، تبدأ قطاعات حيوية بالعودة إلى العمل تدريجياً، وذلك في إطار تخفيف الأعباء الاقتصادية نتيجة تعطل الحياة العامة أكثر من شهر بعد تنفيذ حظر شامل وجزئي على جميع القطاعات باستثناء قطاعات المخابز ومحال المواد التموينية ومحال الخضراوات.
وأمام بدء عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها، فإن أزمة إصدار تصاريح للحركة لا تزال تخضع لتعقيدات بفعل تعدد المرجعيات في منح التصاريح، وعدم توفر قواعد بيانات شاملة، الأمر الذي أضاف أزمة جديدة أمام أصحاب المهن التي سيسمح لها بالعمل اعتباراً من اليوم الأربعاء. وسط تقديرات رسمية تشير إلى منح نحو مليون تصريح لتتمكن القطاعات المسموح لها بالعودة إلى العمل.
في الأثناء ما زال الجدل حول قراري الدفاع المتعلقين بخصم أجور العاملين في القطاع الخاص والعام يتفاعل وسط تقديرات مراكز أبحاث ودراسات أشارت إلى أن تلك القرارات لم تكن مدروسة، ولم تأتِ مستندة إلى منظومة حماية لتلك الشرائح المتضررة بفعل أزمة كورونا.
إلى ذلك، من المتوقع أن تبدأ الحكومة الأردنية بتنفيذ خطة واسعة لإعادة الطلبة الأردنيين من الخارج على مراحل، وكان وزير الخارجية أيمن الصفدي تحدث عن توقعات بأن تصل أرقام الدفعة الأولى لأكثر من 3 آلاف طالبة وطالب، في حين أن إجراءات حجزهم صحياً ستتضمن إقاماتهم على نفقتهم في فنادق البحر الميت، وتخصيص مواقع موازية بأسعار أقل من الأسعار الفندقية، وتحمل الحكومة نفقات غير القادرين منهم.
وتقدر أعداد الطلبة الأردنيين في الخارج بنحو 35 ألف طالب وطالبة، تقدم منهم نحو 23 ألفاً بطلبات عودة عبر منصة الحكومة، وفقاً لما أعلنت عنه السلطات أول من أمس.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.