النفط ينزف... والسعودية وروسيا تلوّحان بإجراءات

تذبذب الخام الأميركي غداة الصدمة الكبرى... و«برنت» دون الـ20 دولاراً للبرميل

تراجعت أغلب أسواق منطقة الشرق الأوسط على وقع انهيار الخام الأميركي يوم الاثنين
تراجعت أغلب أسواق منطقة الشرق الأوسط على وقع انهيار الخام الأميركي يوم الاثنين
TT

النفط ينزف... والسعودية وروسيا تلوّحان بإجراءات

تراجعت أغلب أسواق منطقة الشرق الأوسط على وقع انهيار الخام الأميركي يوم الاثنين
تراجعت أغلب أسواق منطقة الشرق الأوسط على وقع انهيار الخام الأميركي يوم الاثنين

واصلت أسعار النفط العالمية أمس نزيفها متأثرة بالصدمة الكبرى التي شهدها الخام الأميركي أول من أمس عندما بلغت عقود شهر مايو (أيار) الآجلة مستوى تاريخياً عند 37 دولاراً للبرميل.
وبادرت الدول الكبرى لإعلان مواقفها لدعم الأسواق، إذ أكدت السعودية أمس أنها تراقب عن كثب أوضاع سوق النفط، مبدية استعدادها لاتخاذ أي إجراءات إضافية لتحقيق استقرار أسواق النفط. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن مجلس الوزراء «أكد حرص المملكة على تحقيق الاستقرار للسوق البترولية، والتزامها مع روسيا تنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين، واستمرارهما في مراقبة أوضاع السوق والاستعداد لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع أعضاء (أوبك بلس) والمنتجين الآخرين».
بدورها، لوّحت روسيا بإجراءات هي الأخرى، إذ قال الكرملين أمس إن من الممكن إجراء اتصالات بين كبار المنتجين في العالم لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج إذا اقتضت الضرورة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر يومي عبر الهاتف مع الصحافيين: «جميع الآليات موجودة لمتابعة مواقفنا مع الشركاء في هذا الاتفاق (بين منتجي أوبك بلس)»، مضيفاً أنه يمكن تنظيم اتصالات إذا اقتضت الحاجة.
وربط المتحدث باسم الكرملين انهيار العقود الآجلة بتعاملات «للمضاربة»، مشيراً إلى أن الحكومة الروسية لديها كل الاحتياطيات التي تحتاجها لتعويض انخفاض أسعار النفط وهو السلعة الرئيسية التي تصدرها روسيا.
من جانبه، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، من إدارته إعداد خطة لمساعدة شركات النفط الأميركية التي تواجه تخمة هائلة في الإمدادات وانخفاضاً تاريخياً في أسعار الخام. وغرّد ترمب على «تويتر»: «لن نخذل قطاع النفط والغاز الأميركي العظيم (...) طلبت من وزير الطاقة ووزير الخزانة إعداد خطة تتيح الأموال لتأمين هذه الشركات والوظائف المهمة جداً لوقت طويل في المستقبل».
ولم يحدد ترمب حجم الأموال التي ستتم إتاحتها أو الشركات التي ستحصل على هذه الأموال، لكنه وصف الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط الاثنين بأنه قصير الأجل وناجم عن «ضغوط مالية».
وفي الأسواق، تذبذبت أسعار الخام الأميركي أمس غداة الصدمة الكبرى، وهوت عقود تسليم يونيو (حزيران) عند الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش، 52 في المائة إلى 9.74 دولار للبرميل. فيما تراجعت عقود «برنت» بأكثر من 30 في المائة إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل (وصلت 17.51 دولار)، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001.
... المزيد


مقالات ذات صلة

الزيادة الكبيرة في مخزونات الوقود الأميركية تخفّض أسعار النفط

الاقتصاد خزانات تخزين النفط الخام في منشأة «إينبريدج» في شيروود بارك في أفق مدينة إدمونتون في كندا (رويترز)

الزيادة الكبيرة في مخزونات الوقود الأميركية تخفّض أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، يوم الخميس، بعد زيادة كبيرة في مخزونات الوقود في الولايات المتحدة أكبر مستخدم للنفط في العالم.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ضباط تفتيش الهجرة يرتدون بدلات واقية يتفقدون ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ في الصين (أرشيفية - رويترز)

أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات

عكست أسعار النفط الانخفاضات المبكرة يوم الثلاثاء، مدعومةً بمخاوف من تقلص الإمدادات الروسية والإيرانية في مواجهة العقوبات الغربية المتصاعدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منصة النفط والغاز البحرية «إستر» في المحيط الهادئ في سيل بيتش بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

أسعار النفط تواصل التراجع في ظل توقعات وفرة المعروض وقوة الدولار

واصلت أسعار النفط خسائرها للجلسة الثانية على التوالي يوم الثلاثاء بفعل تصحيح فني بعد صعود الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.