منشور حول الحجر الصحي يقود جزائرياً إلى السجن

TT

منشور حول الحجر الصحي يقود جزائرياً إلى السجن

«الضرر بالمصلحة الوطنية»، تهمة قادت جزائرياً أمس إلى الحبس الاحتياطي بناء على قرار من قاضي التحقيق بمحكمة بغرب الجزائر، وذلك على أثر نشره خبراً في شبكة التواصل الاجتماعي يخص وباء كورونا، اعتبرته قوات الأمن والقضاء «كاذباً ويزرع الفوضى» في البلاد.
ويأتي هذا التوقيف بعد ساعات من تعديل مجلس الوزراء على مواد من قانون الجنايات، تتعلق بـ«تجريم الأنباء الكاذبة».
وتمت متابعة المتهم بـ«الضرر بالمصلحة الوطنية»، على أساس مزاعم بأن مجموعة أشخاص كانوا في الحجر الصحي بفندق بوهران (400 كلم غرب)، تمكنوا من مغادرته قبل نهاية مدته (14 يوماً) «بفضل تدخل وساطات». وأثار الخبر - الإشاعة - ردود فعل ساخطة في شبكة التواصل الاجتماعي، ما دفع جهاز الأمن المتخصص في «الجرائم الإلكترونية»، إلى فتح تحقيق، توصل حسب مصادر مطلعة، إلى تأكيد عدم مغادرة أي ممن كانوا في الحجر الصحي (أكثر من 300 شخص) الفندق، قبل آجاله المحددة من طرف وزارة الصحة. وكان هؤلاء عادوا إلى الجزائر من فرنسا، منتصف الشهر الماضي بواسطة باخرة، فتم وضعهم في العزل مباشرة، وقد التحقوا ببيوتهم منذ أيام قليلة لعدم ثبوت أي إصابة بالفيروس.
وألقت قوات الأمن القبض على صاحب المنشور وهو شاب ثلاثيني، وعرضته على النيابة التي أحالته على قاضي التحقيق، الذي طبق عليه مواد في قانون الإجراءات الجزائية، تتناول «زرع الفوضى والرعب في أوساط المواطنين» عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي، فأمر بإيداعه الحبس على ذمة التحقيق، في انتظار تحديد تاريخ المحاكمة.
واحتج ناشطون حقوقيون على سجن الشاب، بحجة أن نشر أخبار أو التصريح أيا كانت خطورته، لا يجب أن يقود صاحبه إلى السجن، وأن هناك عقوبات مؤقتة بديلة ينص عليها القانون، ومنها الرقابة القضائية.
وصادق مجلس الوزراء، الذي عقد برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، أول من أمس، على تغييرات في قانون العقوبات، تصب في الاتجاه نفسه، سميت حسب بيان للرئاسة بـ«تجريم ترويج أنباء كاذبة بهدف المساس بالنظام والأمن العموميين».
وبرر وزير العدل بلقاسم زغماتي تعديل القانون بـ«الانتشار الكبير لأفعال تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في البلاد، بعضها يلحق ضرراً بأمن الدولة والوحدة الوطنية».
كما تضمن تعديل القانون، «تجريم التزوير للحصول على الإعانات والمساعدات المالية والمادية، والعينية العمومية والإعفاءات الاجتماعية، والأفعال التي تمس بنزاهة الامتحانات والمسابقات، وتعريض حياة الغير أو سلامته الجسدية للخطر، وكذلك تشديد العقوبات في جرائم الإهانة والتعدي على الإمام، وهدم أو تدنيس أماكن العبادة العمومية». وقال وزير العدل بهذا الخصوص، إن إعادة النظر في قانون العقوبات، تتماشى «مع الأشكال الجديدة للإجرام وسد الفراغ في المنظومة القانونية في مجال تسيير الأزمات».
وبموجب تهمة «المس بالوحدة الوطنية» و«الضرر بالمصلحة العامة»، سجن القضاء العشرات من نشطاء الحراك الشعبي، لمجرد أنهم شاركوا في مظاهرات مطالبة بتغيير النظام، أو لأن بعضهم رفع الراية الأمازيغية خلال احتجاجات في الشارع. ووجهت التهمة الأولى للصحافي خالد درارني مراقب منظمة «مراسلون بلا حدود»، وهو في السجن الاحتياطي منذ 20 يوماً. وكان بصدد تغطية مظاهرات بالعاصمة في السابع من الشهر الماضي، عندما اعتقل رفقة العديد من المتظاهرين، ووضع في الرقابة القضائية ثم أودع رهن الحبس.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.