كيف تستثمر وقتك أثناء الحجْر الصحي؟

من تعلُّم مهارات جديدة إلى إنشاء موقعك الخاص

كيف تستثمر وقتك أثناء الحجْر الصحي؟
TT

كيف تستثمر وقتك أثناء الحجْر الصحي؟

كيف تستثمر وقتك أثناء الحجْر الصحي؟

يواصل العالم اعتماده على التقنية خلال فترة الحجر الصحي للوقاية من وباء «كورونا» الذي أثّر على ملايين الأشخاص وأجبرهم على التزام بيوتهم لأجل غير محدد. لذلك، فإن من المهم جداً الحديث عن بعض الطرق الإيجابية التي يمكن تطبيقها للاستفادة من وقتنا الثمين خلال هذه المرحلة، واستغلاله في أمور أكثر نفعاً وإنتاجية؛ سواء لنا ولأبنائنا المتغيبين عن مدارسهم لفترة ليست بالقصيرة.
ونذكر في هذا الموضوع مجموعة من الأفكار التي نأمل أن تساعدنا في الخروج من هذه المرحلة بأكبر نفع ممكن:
- طباعة باللمس
> تعلم الطباعة باللمس: سواء كنت طالباً، وموظفاً، وحتى طفلاً، فلا شك في أنك تستخدم الكومبيوتر لكتابك تقاريرك، أو رسائلك البريدية، أو واجباتك المنزلية. فبدل أن تستغرق دقائق لكتابة بضع كلمات، فلماذا لا تستغل وقتك في التدرب على الطباعة باللمس لتتمكن من كتابة 50 أو 60 أو حتى 100 كلمة في الدقيقة. هذا ما ستصل إليه إذا اشتركت في أحد المواقع التي تختص بهذا المجال، وهنا نرشح موقع «www.typingclub.com» الذي يوفر مجاناً كثيراً من الدروس والتطبيقات العملية المناسبة لجميع الأعمار بمختلف المستويات.
> اكسب المال وأنت في البيت: بالنسبة للباحثين عن العمل أو الموظفين الذين تم تسريحهم، فإنه توجد فرصة لهم لكسب المال من خلال العمل مستقلين (Freelancer)، إذ يوجد كثير من المواقع التي توفر هذه الفرصة الفريدة من نوعها مثل موقعي «مستقل» و«خمسات» العربيين، و«freelance.com» و«upwork.com» الأجنبيين. من خلال هذه المواقع يمكنك جني الأموال عن طريق بيع خدماتك مثل كتابة المقالات، وتصميم الشعارات، وإدخال البيانات... وغيرها من الخدمات الأخرى التي يطلبها أرباب العمل ومستعدون لدفع الأتعاب مقابل تنفيذها.
> تعلم مهارة جديدة: لا يخفى على الكل أن الإنترنت يعدّ منجماً لتعلم كثير من المهارات على الأصعدة كافة، فيمكنك مثلاً تعلم لغة برمجة جديدة، وإنشاء موقع خاص، والتدرب على برامج تعديل الصور والغرافيك... وغيرها كثير. ويوفر كثير من المواقع هذه المهارات بطريقة مجانية أو مدفوعة. وننصح بتجربة موقع «udemy.com» الذي يحتوي على مئات الدورات التعليمية في كل المجالات، وأيضاً موقع «khanacademy.com» خصوصاً للأطفال ليستفيدوا من وقتهم في تعلم اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، والجغرافيا... وغيرها.
- موقعك الخاص
> موقع إنترنتي شخصي: سواء كنت خبيراً في مجال معين، وحرفيّ، ومدرس، فلا شك في أن لكل واحد منا اهتماماته الخاصة وتجاربه في هذه الحياة، فماذا لو دوّنت تجاربك في موقع خاص يمكنك عَدُّه أرشيفاً شخصياً وفي الوقت نفسه يمكن لأي شخص مهتم بمجالك نفسه الاستفادة منه. الأمر أسهل مما يتصوره البعض، فيكفي أن تبحث في «غوغل» عن طريقة إنشاء موقع، وستجد كثيراً من المصادر الغنية بالمعرفة؛ سواء مقالات مكتوبة، وعلى شكل دورة تدريبية. حدد اسم النطاق (الدومين)، وقم بشراء استضافة، وابدأ بتصميم موقعك، وتدوين تجاربك، وشاركه مع الأهل والأصدقاء والأبناء لتعم الفائدة على الجميع.
> محادثات الأهل والأصدقاء: امتثالاً لقرارات الحكومات، فلم يعد بإمكاننا زيارة الأهل والأصحاب، ولكن هذا لا يعني أن ننقطع عندهم نهائياً. أغلبنا يستخدم «واتساب» للمكالمات والرسائل، ولكن ربما يغفل البعض عن أنه يوفر ميزة محادثات للمجموعات، فيمكنك مثلاً التواصل مع أكثر من شخص من خلال اتصال واحد فقط تضيف فيه من تحب من أصدقائك. إن لم تكن من مستخدمي «واتساب» فيمكنك تجربة تطبيق «زوم (Zoom)» التطبيق الأكثر تحميلاً خلال هذه الجائحة، ويتميز بسهولة استخدامه وكفاءته العالية. كما توفر «مايكروسوفت»؛ من جهتها تطبيق «تيمز (Teams)» الذي سيخلف «سكايب» قريباً، بينما توفر «غوغل» تطبيقي «هانغ أوت (Hangout)»، و«ديو (Duo)» وكل هذه التطبيقات تعمل بشكل مشابه، فاختر ما شئت منها.


مقالات ذات صلة

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.

يوميات الشرق الملياردير الأميركي بيل غيتس (رويترز)

بيل غيتس يقرّ بأن لا حل لمشكلة المعلومات المضلِّلة

يقول غيتس لشبكة «سي إن بي سي» إن «المعلومات المضللة هي المشكلة التي تم تسليمها إلى الجيل الأصغر سناً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سيدة تعمل على جهاز كمبيوتر محمول في منزلها (د.ب.أ)

أميركا تطلب دعم عمالقة التكنولوجيا لتفادي رقابة الإنترنت في روسيا وإيران

عقد البيت الأبيض اجتماعاً في مسعى لإقناع شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة بإتاحة النطاق الترددي الرقمي بشكل أكبر لأدوات التهرب من الرقابة على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة... لكن معظم الخبراء يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف، على الأقل بالنسبة إلى بعض الشركات.

باتت قيمة «أوبن إيه آي»، الشركة الناشئة في سان فرنسيسكو التي أطلقت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع برنامجها «تشات جي بي تي (ChatGPT)» في نهاية عام 2022، تبلغ 157 مليار دولار، بعد جمع 6.6 مليار دولار من التمويل.

وبعدما كانت غير معروفة لعامة الناس قبل عامين فقط، تعزز الشركة تالياً مكانتها لاعباً أساسياً في قطاع التكنولوجيا، رغم مغادرة عدد كبير من المديرين مناصبهم فيها أخيراً، وسلسلة فضائح هزتها، والمنافسة الشرسة مع شركات أخرى في القطاع، والأهم من ذلك كله، غياب أي احتمال فوري لتحقيق الربحية.

لكن ذلك كله لا يكفي لتثبيط حماسة المحللين الذين ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه «ثورة» حقيقية.

يؤكد دان آيفز وزملاؤه في شركة «ويدبوش (Wedbush)» الاستشارية أن «الثورة الصناعية الرابعة ستصل إلى أشباه الموصلات والبرمجيات والبنية التحتية والإنترنت والهواتف الذكية خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة».

ويضيف هؤلاء: «لقد كانت (تشات جي بي تي) بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما كان آيفون بالنسبة للهواتف الذكية»، إذ «فتحت أوبن إيه آي المجال أمام نجاح الذكاء الاصطناعي واعتماده من جانب (نفيديا) و(مايكروسوفت) و(غوغل) وعالم التكنولوجيا بأكمله».

ويشير المحللون في تقديراتهم إلى أن جميع هذه الشركات ستنفق 1000 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا مكلفة للغاية، إذ إن إنتاج النصوص والصور والمحتويات الأخرى بناءً على استعلام بسيط باللغة اليومية يحتاج إلى نماذج للذكاء الاصطناعي مثل «جي بي تي 4 (GPT-4)» لـ«تغذيتها» بكميات هائلة من البيانات.

وبالتالي، تتطلب نماذج التدريب والتشغيل بنية تحتية جديدة لتكنولوجيا المعلومات، والكثير من الطاقة، ومهندسين مؤهلين تأهيلاً عالياً، وما إلى ذلك.

وقد ضخت «مايكروسوفت» 13 مليار دولار في «أوبن إيه آي»، وأعلنت أكثر من 15 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية في الذكاء الاصطناعي هذا العام، من ألمانيا إلى إندونيسيا.

وأفرجت «غوغل» عن أكثر من 13 مليار دولار على شكل «عقارات ومعدات» في الربع الثاني، أي ما يقرب من الضعف مقارنة بالمبالغ المرصودة قبل عام، وهي ميزانية تعكس احتياجاتها لمراكز البيانات الجديدة والرقائق المتطورة للغاية.

لكن هذا الإنفاق «بالكاد حقق نتائج حتى الآن، باستثناء المكاسب على صعيد الكفاءة للمطورين»، وفق ما أفاد مصرف «غولدمان ساكس» في يونيو (حزيران) الماضي في تقرير له.

يقول المحلل المستقل روب إنديرلي: «نشهد حالياً فقاعة ينادي فيها جميع الموردين بضرورة نشر (الذكاء الاصطناعي التوليدي) في جميع الاتجاهات»، في حين أن العملاء «ليسوا مستعدين بعد».

ووفق إنديرلي، فإن «أكثر من 80 في المائة من عمليات الطرح الأولى كانت فاشلة».

لكن كبار شركات التكنولوجيا لا تتطلع بعد إلى تحقيق الأرباح، كما توضح المحللة في «إي ماركتر» غريس هارمون.

وتشدد على أن هذه الشركات تخشى قبل كل شيء «التقصير في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والخسارة (...) حتى لو لم تكن عوائد الاستثمارات مضمونة».

سواء كنا نشهد فقاعة أم لا، يدرك معظم المراقبين حجم الإمكانات المرتبطة بهذه التكنولوجيا الجديدة على المديين المتوسط أو البعيد.

يقول مدير معهد «سبسكرايبد إنستيتيوت» البحثي مايكل مانسارد: «هل هناك تقييمات مرتفعة للغاية؟ نعم، ولكن هل هناك قيمة وراء ذلك؟ نعم».

ووفق هذا الخبير في القطاع، فإن التحدي الذي يواجه الشركات يكمن في إيجاد نموذج اقتصادي يضمن بقاءها بعد انفجار محتمل للفقاعة.

ويوضح مانسارد: «بالنسبة إلى شركة مصنِّعة للبرمجيات، فإن الحصول على 200 عميل بدلاً من 100 لا يكلف ضعف التكلفة المرتبطة بتشغيل البنية التحتية، ولكن بالنسبة لشركة مزودة للذكاء الاصطناعي التوليدي، هذا الأمر ممكن».

على الرغم من نجاحها العالمي والاشتراكات المدفوعة للأفراد والشركات، فإنه من المتوقع أن تتكبد «أوبن إيه آي» خسائر تبلغ 5 مليارات دولار هذا العام، مقابل 3.7 مليار دولار من الإيرادات، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

ليس لدى المحللة المستقلة كارولينا ميلانيسي أدنى شك في أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيصبح قريباً جزءاً من الحياة اليومية، ولكن للبقاء في السباق، وفرض أدوات المساعدة العاملة بالذكاء الاصطناعي وسائر الأدوات، تُضطر الشركات إلى الاستثمار.

وتشير ميلانيسي إلى أنه «من الصعب تحديد نموذج العمل؛ لأنه كلما استخدمت النموذج أكثر، أنفقت أكثر»، مضيفة: «إنه موقف دارويني إلى حد ما: أي أن البقاء سيكون للأقوى فقط».