صندوق النقد الدولي: النظام المالي السعودي مهيّأ لتقليل صدمة «كورونا»

كالين أكد لـ «الشرق الأوسط» أن التعاون مع المملكة قوي

صندوق النقد الدولي: النظام المالي السعودي مهيّأ لتقليل صدمة «كورونا»
TT

صندوق النقد الدولي: النظام المالي السعودي مهيّأ لتقليل صدمة «كورونا»

صندوق النقد الدولي: النظام المالي السعودي مهيّأ لتقليل صدمة «كورونا»

في حين أكد صندوق النقد الدولي أنه ليس هناك دولة في العالم ناجية من الآثار السلبية المترتبة على «كورونا»، وأن كثيراً من البلدان ستسجل نمواً سلبياً، رغم تدابير احتواء الفيروس، قال مسؤول بالصندوق لـ«الشرق الأوسط» إن النظام المالي السعودي مهيأ لتقليل صدمة من الآثار الاقتصادية للجائحة، مشيراً إلى أن تولي المملكة رئاسة مجموعة العشرين أتاح فرصة لمواصلة التعاون بين الصندوق والمملكة، في ظل الإصلاحات التي اتخذتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين.
وعن تقييمه لحالة الاقتصاد، والوضع المالي والمصرفي، في ضوء الاحتياطات المتخذة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، حول مستقبل المنطقة والعالم، قال تيم كالين، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السعودية: «من المؤكد أن الاقتصاد العالمي سيتأثر بوباء الفيروس التاجي، وأن الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس سوف تقلل من النشاط الاقتصادي».
وأضاف كالين: «كما هو واضح، فإننا نرى التأثيرات الناجمة عن تفشي الفيروس في كل دول العالم، بلا استثناء، ونلاحظ ما تم اتخاذه من تدابير واحترازات مهمة حول العالم، كما هو الحال في المملكة»، لكنه شدد على أن النظام المالي في المملكة مهيأ بشكل جيد، حيث إن البنوك السعودية ذات ملاءة مالية، وتمتلك رؤوس أموال ضخمة، وبالتالي فهي في وضع جيد لاستيعاب آثار التباطؤ في الاقتصاد، التي تفرزها الآثار السالبة لتفشي الجائحة.
وعن تقييمه لمستوى التعاون بين صندوق النقد الدولي والسعودية، قال كالين: «كان التعاون بين المملكة وصندوق النقد تاريخياً قوياً، حيث إنه مع تولي السعودية رئاسة مجموعة العشرين، أتاح ذلك فرصة لمواصلة هذا التعاون وتعميقه، خاصة أن المملكة شرعت في إصلاحات اقتصادية واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، استمرت خلال رئاستها».
وعن توقعاته لحجم الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الدولي بسبب تفشي فيروس كورونا في المستقبل المنظور، في ظل هذه الظروف الصعبة، قال كالين إن «صندوق النقد الدولي نشر أخيراً أحدث التوقعات الاقتصادية العالمية... ونتوقع فيها أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 3 في المائة هذا العام».
ومن المتوقع، وفق كالين، أن تشهد كثير من البلدان نمواً سلبياً، رغم أن كثيراً من البلدان طبقت تدابير احتواء لمحاولة الحد من انتشار الفيروس، ما انعكس على الحالة الاقتصادية الداخلية، وفرض كذلك تدابير حكومية لدعم الاقتصاد، في حين لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أن توقعات الصندوق الدولي الاقتصادية العالمية ترجح انتعاشاً في النمو الاقتصادي العالمي في نهاية عام 2020 حتى عام 2021.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.