توجه سعودي لسداد مستحقات القطاع الخاص عن كامل السنوات الماضية

الغرف السعودية تتلقى طلباً لحصر المديونيات (الشرق الأوسط)
الغرف السعودية تتلقى طلباً لحصر المديونيات (الشرق الأوسط)
TT

توجه سعودي لسداد مستحقات القطاع الخاص عن كامل السنوات الماضية

الغرف السعودية تتلقى طلباً لحصر المديونيات (الشرق الأوسط)
الغرف السعودية تتلقى طلباً لحصر المديونيات (الشرق الأوسط)

بينما تجري الشركات والمؤسسات الخاصة ترتيباتها حالياً لحصر المديونيات على القطاع الحكومي، تفيد المؤشرات في السعودية بتوجه لسداد ديون القطاع الخاص عن كامل السنوات السابقة بصورة سريعة، في وقت تسعى فيه نحو تخفيف وطأة تداعيات فيروس «كورونا» على الاقتصاد الوطني، بينما قدمت عشرات المبادرات والبرامج الرامية إلى تنشيط القطاعات الاقتصادية والأنشطة التجارية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوفير السيولة للأعمال.
وبحسب معلومات رسمية اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، تلقت الغرف التجارية الصناعية مؤخراً طلباً من لجنة سداد مستحقات القطاع الخاص الحكومية تدعوهم فيها لحصر المديونيات على الأجهزة الحكومية والرفع بها في خطوة ينتظر أن يعقبها الإعلان عن سداد المستحقات قريباً.
وكان وزير المالية أعلن الأسبوع الماضي عن تخصيص 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) قال إنها لتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، بالإضافة إلى مبادرة حسم 30 في المائة من فواتير الكهرباء للقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، مع دعم الأفراد العاملين في أنشطة نقل الركاب من خلال دفع مبلغ بمقدار الحد الأدنى من الرواتب لهم.
وقال محمد الجدعان وزير المالية السعودي خلال اجتماع افتراضي لأعضاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية والتي تمثل أعضاء صندوق النقد الدولي المنعقد الأسبوع المنصرم إن المملكة تواجه الأزمة العالمية الحالية من مركز قوة؛ نظراً إلى قوة مركزها المالي، واحتياطاتها الضخمة، مع ديون حكومية منخفضة نسبياً.
وأكد أن جميع المبادرات التي اتخذتها الحكومة السعودية ستساعد في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني وتعزيز الثقة بقوته، لافتاً إلى أن حكومة المملكة تراقب مجمل الأوضاع عن كثب، وأنها مستعدة لتقديم المزيد من الدعم إذا تطلب الأمر.
ووفقاً لمعلومات «الشرق الأوسط»، تلقى مجلس الغرف السعودية وثيقة حكومية قبل أسبوع، مستندة على برقية وزير التجارة رئيس لجنة سداد مستحقات القطاع الخاص، تتضمن حث جميع الغرف التجارية والصناعية في المملكة بسرعة رفع أي مطالبات لدى منتسبيها من الأعوام المالية المنتهية على الجهات الحكومية.
وطلبت في الخطاب تحديد بيانات محددة في قوائم معتمدة من الغرف تتضمن اسم الجهة الحكومية المتعاقدة ورقم العقد وتاريخه وقيمته واسم المشروع والمبلغ المستحق المتبقي، مع إيضاح استكمال الأعمال من عدمه، وما إذا كان هناك ضمانات بنكية مقدمة للجهة الحكومية، مع إرفاق صور من جميع المستندات الداعمة للمطالبة وتحفظ في ذاكرة خارجية ترفق مع المطالبة.
وترى الغرف التجارة أهمية الموضوع وضرورة تفاعل مشتركي الغرفة بحصر جميع مطالبات القطاع الخاص والالتـزام بتوفير البيانات المشار لها أعلاه مكتملة مع إرفاق صور من جميع المستندات الداعمة للمطالبة، مع إرفاق خطاب مطالبة رسمي.
يأتي هذا التطور في وقت تسعى الحكومة السعودية لتدابير عاجلة للتصدي لمخاطر «كورونا» والحد من آثاره، تضمنت العديد من المبادرات المالية والنقدية والاقتصادية، حيث بلغ إجمالي مخصصات الدعم الحكومي ما قوامه 180 مليار ريال (48 مليار دولار)، إذ بالإضافة إلى 50 مليار ريال لسداد مستحقات القطاع الخاص، تم تخصيص أكثر من 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، تعادل نحو 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في حزم تسهيلات وتمويلات لعشرات البرامج الحكومية؛ إضافة إلى 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) لحماية السعوديين العاملين بالقطاع الخاص من فقد وظائفهم وتوفير دخل بديل لمن يفقد الدخل من العمل.


مقالات ذات صلة

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
TT

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)

خفض البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي في المستقبل، مع اقتراب معدلات التضخم من الهدف واستمرار ضعف الاقتصاد.

وخفض «المركزي» للدول العشرين التي تتشارك اليورو معدل الفائدة على الودائع البنكية، والذي يؤثر على ظروف التمويل في المنطقة، إلى 3 في المائة من 3.25 في المائة. وكان المعدل قد وصل إلى مستوى قياسي بلغ 4 فقط في يونيو (حزيران) الماضي، وفق «رويترز».

وأشار البنك إلى إمكانية إجراء تخفيضات إضافية من خلال إزالة الإشارة إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى «مقيد بشكل كافٍ»، وهو مصطلح اقتصادي يشير إلى مستوى تكاليف الاقتراض الذي يكبح النمو الاقتصادي.

وقال البنك المركزي الأوروبي: «إن ظروف التمويل تتحسن، حيث تعمل تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة التي أجراها مجلس الإدارة على جعل الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأسر تدريجياً. لكنها تظل متشددة لأن السياسة النقدية تظل مقيدة ولا تزال الزيادات السابقة في أسعار الفائدة تنتقل إلى المخزون القائم من الائتمان».

ولا توجد تعريفات عالمية لمستوى الفائدة الذي يعدّ مقيداً، لكن الاقتصاديين يرون عموماً أن المستوى المحايد، الذي لا يعزز النمو ولا يبطئه، يتراوح بين 2 و2.5 في المائة.

وبموجب قرار الخميس، خفض البنك المركزي أيضاً معدل الفائدة الذي يقرض به البنوك لمدة أسبوع إلى 3.15 في المائة ولمدة يوم واحد إلى 3.40 في المائة.

ولم يتم استخدام هذه الآليات بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وفَّر البنك المركزي النظام المصرفي باحتياطيات أكثر من حاجته عبر برامج ضخمة لشراء السندات والقروض طويلة الأجل.

لكنها قد تصبح أكثر أهمية في المستقبل مع انتهاء هذه البرامج. وأكد البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أنه سيوقف شراء السندات بموجب برنامجه الطارئ لمواجهة جائحة كورونا هذا الشهر.