بالتزامن مع الاحتفال بيوم التراث العالمي، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، مساء أول من أمس، عن اكتشاف مجموعة من التوابيت الحجرية والخشبية الملونة، التي تعود للعصر المتأخر، في منطقة آثار سقارة بالجيزة، وللمرة الأولى استعانت الوزارة بتقنية الفيديو للإعلان عن الكشف الأثري إلكترونياً كبديل عن المؤتمرات الصحافية والتجمعات التي منعها انتشار فيروس «كورونا المستجد».
ويظهر في الفيديو الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وهو يزيل التراب عن تابوت خشبي ملون ويتحدث عن الرّسومات والكتابات الهيروغليفية التي تغطي التابوت، قائلاً: إنّه «موقع أثري مهم، موقع واعد وبكر، وهذا أحد الاكتشافات الأثرية التي كشفنا عنها اليوم، هذا يوم حظ سعيد»، مؤكداً أنّ «هذا الكشف هو بداية لاكتشافات أثرية متعددة»، قبل أن ينزل إلى بئر الدفن ويكشف فيه عن مومياوات لأفراد وبعض التوابيت الحجرية والخشبية، والحلي وتماثيل الأوشابتي.
ويضمّ الكشف الأثري مجموعة من التوابيت الحجرية والخشبية الملونة، حسب الدكتور صبري فرج، مدير عام منطقة آثار سقارة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «البعثة الأثرية المصرية التي تستكمل حفائرها في المنطقة، عثرت على بئري دفن، عمق أحدهما 11 متراً، يوصل لحجرة كبيرة رئيسة، وأربع نيشات، اثنان جهة الشرق، واثنان في الغرب، وعثر بالحجرة الرئيسة على خمسة توابيت حجرية، إضافة إلى تابوت خشبي ضخم في النيشة الغربية»، مشيراً إلى أنّ «هذا الكشف هو هدية مصر للعالم في يوم التراث العالمي».
الحفائر الأثرية في هذه المنطقة بدأت في أبريل (نيسان) من عام 2018، وخلال الموسم الثالث الحالي، اكتُشف بئر دفن بعمق 11 متراً، عثر فيه على حجرة دفن بها خمس توابيت حجرية مغلقة، و4 نيشات في جدران الغرفة بها توابيت خشبية ودفنات آدمية تعود للعصر المتأخر، وفي إحدى النيشات عُثر على تابوت خشبي ضخم بهيئة آدمية وعلية كتابات بالمداد الأصفر، حوله العديد من القطع الأثرية.
وغلى الرّغم من أنّ «التوابيت المكتشفة تعود للعصر المتأخر، فإنّ القناع الخشبي الملون الذي اكتُشف في المنطقة يعود إلى العصر الحديث»، مشيراً إلى أنّه «عُثر بجوار التابوت الضخم على نحو 365 تمثال أوشابتي من الفيانس، ومسلة خشبية صغيرة، بطول 40 سم، مزينة بنقوش للآلهة إيزيس ونفتيس وحورس، وتماثيل خشبية للإله بتاح سوكر، وثلاث أوانٍ كانوبية من الفخار لحفظ أحشاء المتوفى، وتمائم للإله أنوبيس»، مؤكداً أنّ «العمل مستمر في المنطقة الأثرية مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا».
وبئر الدفن المكتشف يقع في جبانة الحيوانات والطيور المقدسة بمنطقة سقارة الأثرية، التي سبق أن كانت مسرحاً لاكتشافات أثرية متعدّدة على مدار العامين الماضيين، أهمهما خبيئة الطيور والحيوانات المقدسة، ومقبرة واح تي الملونة، التي أتاحت وزارة الآثار زيارتها أوّل من أمس افتراضياً بمناسبة يوم التراث العالمي.
واستكمالاً لاحتفال وزارة السياحة والآثار بيوم التراث العالمي أضاءت الوزارة أهرامات الجيزة مساء أول من أمس باللون الأزرق، وكتبت على الهرم الأكبر الشّعارات التي أطلقها المجلس الدولي لمعالم التراث العالمي ومواقعه (ICOMOS)، وهي «ثقافة مشتركة، تراث مشترك، ومسؤولية مشتركة»، إضافة إلى شعار stay home الذي يدعو إلى المكوث في المنازل للوقاية من فيروس كورونا، واختتمت مصر احتفالها بيوم التراث العالمي عند سفح الهرم الأكبر، بفيديو يعرض مشاهد للمناطق السياحية والأثرية في مصر على أنغام النشيد الوطني.
ويحتفل العالم يوم 18 أبريل من كل عام، بيوم التراث العالمي، للدّعوة لحماية التراث الإنساني والتعريف به، ويعود تاريخ الاحتفال إلى اقتراح من المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) بتحديد يوم التراث العالمي عام 1982. ووافقت منظمة اليونيسكو على الاقتراح عام 1983.
اكتشاف توابيت حجرية وخشبية ملونة في سقارة بالجيزة
إضاءة الأهرام بالأزرق احتفالاً بـ«يوم التراث العالمي»

إنارة الأهرام بالأزرق وبرسائل «ابقَ في المنزل» للحدّ من انتشار «كورونا» في اليوم العالمي للتراث (أ.ف.ب)
اكتشاف توابيت حجرية وخشبية ملونة في سقارة بالجيزة

إنارة الأهرام بالأزرق وبرسائل «ابقَ في المنزل» للحدّ من انتشار «كورونا» في اليوم العالمي للتراث (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة