أكد صالح خليفة، نجم المنتخب السعودي ونادي الاتفاق سابقاً، أن الكرة المحلية تفتقد للمواهب خلال السنوات الأخيرة، قياساً بما كانت عليه الأمور قبل فترة الاحتراف، مشيراً إلى أن ذلك العصر شهد تحقيق كثير من المنجزات، سواء لفريقه الاتفاق أو المنتخبات الوطنية السعودية في الفئات السنية كافة.
وقال خليفة، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتراف له سلبيات وإيجابيات، مشدداً على أن الجيل الحالي من اللاعبين نال أكثر مما كان يحلم به كبار نجوم الثمانينيات الميلادية. وكشف خليفة الذي يعد من أبرز نجوم خط الوسط وصناع اللعب على مستوى القارة أنه تلقى عدة عروض للانتقال لأندية أخرى حينما كان يلعب لنادي الاتفاق، إلا أنه لم يكن مهتماً بهذا الموضوع، في ظل أن فريقه كان بطلاً وصاحب أسبقية، كما أن انتقالات اللاعبين كانت مرتبطة مباشرة بإدارات الأندية وتشترط موافقتها، على عكس الوضع الراهن، حيث باتت حظوظ اللاعب في الانتقال أكبر، من خلال استغلال الأنظمة التي تدعمهم بشكل واضح.
> في البداية، كيف ترى المنافسات الكروية في ظل أنظمة الاحتراف التي لم يشهدها جيلك من اللاعبين القدامى؟
- بكل تأكيد، الاحتراف مختلف جداً عن الفترة التي خضناها بصفة لاعبين هواة، فقد اختلف كل شيء؛ اللاعب حالياً يتسلم رواتب باهظة، وينتقل أيضاً بين الأندية بعقود ملايينية، وهذا لم يكن موجوداً في زمن الهواة الذي امتاز بالروح القتالية للاعبين والإخلاص، بعيداً عن الحسابات. وكانت هناك تضحيات كبيرة قد لا تكون موجودة في أمثلة كثيرة خلال زمن الاحتراف.
> برأيك، ماذا أوجد نظام الاحتراف من حيث قوة المنافسات وصناعة اللاعبين أو وفرة المواهب؟
- بالتأكيد، أوجد الاحتراف فرقاً في القمة، وفرقاً متوسطة، وأخرى تصارع في كل موسم، كلٌ بحسب المداخيل المالية من الرعاة والداعمين، والفكر الذي يقوده في مجلس الإدارة لكل نادي. وهناك أندية تحتكر البطولات بشكل شبه دائم في السنوات التي حضر فيها الاحتراف، مع وجود نجاحات من فرق وسط أو فرق أقل في قصص نجاح قليلة، المال بات كل شيء في كرة القدم، من حيث جلب أفضل النجوم، وهو يجير البطولات لأندية دون أخرى.
> لكن هناك أندية لديها موارد مالية عالية غير أنها تصارع على الهبوط... كيف ترى ذلك؟
- كما ذكرت، المادة قد لا تكون العامل المساعد الوحيد لتحقيق البطولات، فهناك من يجلب اللاعبين بمبالغ باهظة، وقد تكون هذه الصفقات غير موفقة، أو العمل الإداري غير منظم، ولا يتوازى مع حجم المداخيل وحجم الطموحات والآمال، ولذا ينافس نادٍ أو أكثر من الأندية صاحبة المداخيل المالية العالية على الهبوط؛ المال والإدارة عاملان مهمان، بل أحياناً تتفوق الإدارة على وفرة المال.
> هل تعتقد أن اللاعبين في الجيل الحالي محظوظين من حيث حجم المداخيل والرواتب التي يتقاضونها قياساً بما كان عليه جيلكم؟
- بكل تأكيد هم محظوظون، ولكن يجب على الإنسان أن يقبل بقسمته ونصيبه في الدنيا. في كرة القدم، هناك نجوم كبار لم يتحصلوا على جزء بسيط مما يتحصل عليه بعض اللاعبين العاديين في جيل الاحتراف، ولذا عن نفسي أنا مقتنع بما تحقق لي في حياتي الرياضية، والحمد لله.
> في فترة تألقك خلال الثمانينيات الميلادية... ألم تفكر في الانتقال من نادي الاتفاق؟ وهل وصلتك عروض حينها؟
- في عهدي، كان الاتفاق يعيش أجمل فتراته، حيث تحققت الأولويات على الصعيد المحلي؛ تحققت بطولة الدوري دون خسارة لأول مرة، وكذلك بطولة الخليج، وبطولة العرب، وغيرها من المنجزات، ولذا لم أفكر في الرحيل عن الاتفاق، ثم إن الانتقالات للاعبين كانت تتم مباشرة عن طريق إدارات الأندية حصراً، وأعتقد أن هناك عروضاً رسمية وصلت للإدارة لانتقالي، لكني لم أبلغ بها، وهذا أمر طبيعي، كون الإدارات تبحث عن الاحتفاظ بالنجوم. كان لقائنا مع بقية نجوم الكرة السعودية من خلال المنتخبات، وحينها تحققت أول بطولة قارية في عام 1984، وكذلك الوصول لأولمبياد لوس أنجلوس، ولذا أرى أن الاتفاق كان منافساً منجزاً، وليس هناك أي شيء مغرياً للرحيل عنه. وفي الوقت الراهن أيضاً، يمكن للاعب أن يطلب فك عقده مع أي نادٍ، إذا لم يتسلم راتبه لمدة 3 أشهر، هذا لم يكن في زمن الهواه، ولذا الوضع مختلف جداً.
> عندما توجد في الأماكن العامة... هل يصدف أن يتعرف عليك أحد من جيل الشباب الحالي؟
- حقيقة، كثير من أبناء الجيل الحالي يعرفونني، وإن لم يلحقوا بفترة وجودي في الملاعب، ولكن ولله الحمد أحظى بمعرفة واحترام شريحة واسعة من الجيل الحالي، إضافة للجيل السابق.
> بالنسبة لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي... كيف ترى تجربة السبعة الأجانب في الدوري؟ وهل أثرت على فرص وجود اللاعبين السعوديين في القائمة الأساسية للفرق؟
- يمكن القول إن هناك شحاً في المواهب حالياً، ولذا وجود هذا العدد من اللاعبين أفاد الدوري بشكل واضح، وبرزت بعض الفرق التي جلبت أفضل اللاعبين الأجانب، وفق الميزانية المالية التي لديها، وسابقاً كان حجم المواهب على مستوى المملكة كبيراً، أما الآن فهو في تراجع.
> كثير استبشر بوجود ابنك الأكبر فهد إلا أنه لم يقدم أي شيء يذكر المتابعين بنجوميتك... ما سبب ذلك؟
- فهد ابني لاعب موهوب، ولكن المشكلة الأساسية أنه ليس محظوظاً أبداً، حيث أجرى قرابة 7 عمليات جراحية نتيجة الإصابات المتلاحقة. وبعد كل عودة، يحتاج إلى وقت، ولكنه يصاب مجدداً. حالياً هو يلعب مع فريق الترجي بالقطيف في تصفيات الصعود لدوري الثانية، وأتمنى أن يحالفه الحظ مع المجموعة الحالية، ويحققون ما يريدون من أهداف.
> كثير من النجوم بعد اعتزالهم سلكوا مجال كرة القدم في التدريب أو الإدارة أو غيرها... لماذا لا تستمر طويلاً في المناصب التي تشغلها وآخرها العمل في إدارة النادي الحالية لفترة وجيزة جداً؟
- هذا زمن الشباب في المجالات كافة، وإن كان ذلك لا يعني الاستغناء عن الخبرة. بالنسبة لي، عملت أشهراً قليلة في إدارة الاتفاق الحالية، وحالياً أنا في صف محبي النادي، كما كنت سابقاً بعد أن اعتزلت.
> هل توجد أسباب معينة لابتعادك؟
- لا توجد أسباب معينة، أكتفي بما ذكرت: إن هذا زمن الشباب، ويجب أن أقف مع الكيان بعيداً عن الأشخاص؛ خدمت منتخبات الوطن لاعباً، وكذلك في إدارة الناشئين، وفي الاتفاق خدمت في عهود متلاحقة، في البداية لاعباً ثم في مناصب أخرى بعد الاعتزال، وسأبقى محباً وفياً لهذا النادي، بعيداً عن الأسماء والظروف المحيطة به.
> ما الرسالة التي توجهها للاتفاقيين؟
- أدعوهم جميعاً إلى الالتفاف حول ناديهم، والوقوف معه، ونبذ الخلافات من أجل مصلحة الكيان، كي ينصلح الحال.
صالح خليفة: قرار الأجانب السبعة أنقذ الدوري السعودي
قال إن الكرة المحلية تعاني شح المواهب
صالح خليفة: قرار الأجانب السبعة أنقذ الدوري السعودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة