مسلسلات المنصات الإلكترونية تتصدر انشغالات اللبنانيين

بحثاً عن تسلية في زمن «كورونا»

مسلسل إسباني يحصد أعلى نسبة مشاهدة في لبنان
مسلسل إسباني يحصد أعلى نسبة مشاهدة في لبنان
TT

مسلسلات المنصات الإلكترونية تتصدر انشغالات اللبنانيين

مسلسل إسباني يحصد أعلى نسبة مشاهدة في لبنان
مسلسل إسباني يحصد أعلى نسبة مشاهدة في لبنان

في زمن الحجر المنزلي وعدم القيام بأي نشاطات اجتماعية يقبع اللبناني في بيته يبحث عن الوسيلة التي يمكنها أن ترفّه عنه وتشغل وقته المصاب بشلل تام.
بعض اللبنانيين رأوا في المعارض والمتاحف الافتراضية خير طريقة يمضون معها وقتا مفيدا. فيرفهون عن أنفسهم من ناحية ويسرّعون في تمضية وقت ثقيل وطويل عليهم. وفيما يتسمر البعض الآخر أمام شاشات التلفزة يتابعون أخبار انتشار الوباء وكيفية الوقاية منه ومدى انتشاره في لبنان، فإنّ قسماً آخر رأى في التمارين الرياضية وعمليات الطهي فرصة تبعث إلى الترفيه والإفادة والمتعة معا.
أمّا النسبة الأكبر من جيل الشباب فيركزون على الألعاب إلكترونية وأهمها (بلاي ستيشن). فهذه اللعبة التي راجت في سنوات سابقة، وشهدت الركود بعدها، تعود اليومَ لتجدد شبابها. وحاليا تشكل «تراند» الأول في إيقاع الحياة اليومية في زمن «كورونا».
وفي غياب عروض لمسلسلات درامية جديدة على محطات التلفزة باستثناء «ما فيي» على قناة «إم تي في» اللبنانية، فإنّ نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين خاصة من الشباب، وجدت في المنصات الإلكترونية خير وسيلة تؤمن لهم التسلية. وما زاد من الانكباب على هذا النوع من المنصات هو فترة الحجر المنزلي. فلوائح طويلة لمسلسلات وأفلام عربية وأجنبية تقدمها هذه المنصات لمتابعيها، مما يضع مشاهديها أمام سلّة اختيارات غنية قد لا يكفيهم زمن «كورونا» لمشاهدتها بأكملها. وهكذا وبين ليلة وضحاها تصدرت أسماء مسلسلات وأفلام سينمائية أحاديث اللبنانيين عن بعد. وأصبح السؤال الـ«تراند» بينهم هو «شو عم تحضر؟ نتفليكس أو ستارزبلاي؟ ولتكتشف أن مسلسل «لا كازا دي بابل» (بيت الورق) الإسباني يتصدر نسبة المشاهدات لدى اللبناني عبر منصة «نتفليكس». ويحقق المسلسل شهرة واسعة في أميركا تحت عنوان «Money Heist»، وكذلك في دول أخرى عربية وغربية. حتى أنّ الفيلم الوثائقي الذي يدور حول نجاحات هذا المسلسل رغم فشل ذريع واجهه في بداياته، يسلط الضوء على شهرته الواسعة في بلدان العالم وبينها لبنان. فيمرر لقطات سريعة عن متظاهرين شاركوا في ثورة 17 أكتوبر يرتدون أقنعة «دالي» المشهورة في العمل. وكذلك لقطات أخرى تطل فيها الفنانة اللبنانية شيراز تغني «بيلا تشاو» بالعربية. فهذه الأغنية إضافة إلى أخرى قديمة كـ«تيامو» يردّدها أبطال العمل في مشاهد من بعض حلقاته في أجزائه الأربعة وباتت تتردد على كل شفة ولسان. حتى أن «بيلا تشاو» يصفها أبطال العمل في مقابلاتهم أنّها أصبحت بمثابة نشيد وطني. وشكّلت أسماء أبطال العمل المستوحاة من أسماء بلدان ومدن كـ«نيروبي» و«ستوكهولم» و«برلين» و«طوكيو» وغيرها شهرة واسعة في لبنان بحيث راح يستخدمها أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء بين بعضهم للإشارة إلى إعجابهم بالعمل ومدى تأثّرهم بأبطاله.
ويتضمن العمل الذي شاهده الملايين في أنحاء العالم الإثارة والتشويق لفريق من اللصوص يقومون بعملتي سطو. وعلى إيقاع خطة مدروسة ودقيقة يضعها لهم رئيس العصابة الملقب بـ«بروفسور» يرتدون خلالها أقنعة بلاستيكية لدالي على وجوههم وينفذون عمليتين. الأولى تدور في «مركز الصك المالي» الإسباني وفي الثانية يسطون على احتياطي الذهب في المصرف الإسباني. وعلى مدى أربعة أجزاء متتالية تخطف أحداثها الأنفاس، يمضي الوقت مع هذه السلسلة التي تحتل رقم واحد من نسبة المشاهدة في لبنان.
ومن الأعمال الأخرى التي تحصد مشاهدات عالية، «بريزون بريك» و«لوكد أب» و«لوف ويدينغ» إضافة إلى الفيلم التركي «المعجزة». وهذا الأخير يحكي قصة أب ينفصل عن ابنته قسرا لإبراز براءته من جريمة لم يرتكبها.
أمّا اللبنانيون الباحثون عن أعمال فنية تحكي قصصا واقعية فقد وجدوا في السلسلة البريطانية «ذا كراون» (يحكي عن العائلة المالكة) خير ملاذ لهم لتمضية وقت مع صفحات من التاريخ البريطاني. فيما دأب محبو الأفلام الوثائقية على متابعة أخرى تحكي عن أبطال رياضيين وشخصيات فنية كـ«أنا علي» عن بطل الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي.
تجدر الإشارة إلى أنّ بطل عمل «لا كازا دي بابل» الملقب بـ«البروفسور» كان قد ردّ على تغريدة للفنانة إليسا المعجبة بهذه السلسلة في أغسطس (آب) الماضي، والتي قالت فيها «جاهزة لأكون جزءا من العصابة مع البروفسور والفريق شكرا»، ووقعتها بعبارة «مع الحب بيروت». وليرد عليها بطل العمل الممثل الإسباني خوسيه كورونادو ويقول لها «سعيدون بأن تكوني من ضمن فريقنا يا بيروت».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».