غريفيث لمجلس الأمن: أمام اليمنيين أفضل وقت لإسكات المدافع

غريفيث
غريفيث
TT

غريفيث لمجلس الأمن: أمام اليمنيين أفضل وقت لإسكات المدافع

غريفيث
غريفيث

أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أنه يضاعف جهوده لسدّ فجوة الخلافات بين الأطراف اليمنية، مؤكداً أن ثمة «فرصة سانحة» لتحقيق السلام، بعد خمس سنوات من الحرب في اليمن. بينما طالبت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت بـ«الامتثال الكامل لحظر الأسلحة المنصوص عليه في القرار (2216)»، معبرة عن «القلق» بصورة خاصة من التقارير عن «التدخل الإيراني» في النزاع.
واستهلّت الجلسة التي انعقدت أمس بواسطة الفيديو بسبب انتشار وباء «كورونا» على نطاق واسع في نيويورك، بإحاطة من غريفيث قال فيها إن «فرصة ظهرت لإحلال السلام في اليمن»، في وقت كانت تواجه فيه البلاد «بعض أصعب أيامها»، بسبب «التصعيد على عدة جبهات لمدة ثلاثة أشهر».
وأكد أنه «لا يمكن أن يكون هناك وقت أفضل للطرفين لالتزام إسكات المدافع وإنهاء الصراع من خلال حل سياسي سلمي»، لافتاً إلى أن «تهديد (كوفيد – 19) حفّز الجهود اليمنية والدولية نحو السلام».
وإذ ذكّر بالنداء العاجل الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 25 مارس (آذار) الماضي، من أجل وضع حد فوري للأعمال العدائية في اليمن، وما تبعه من «ترحيب فوري» من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، عبر عن إعجابه بما سماه «مدى اتساق ووضوح الرسالة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، من الناس في جميع أنحاء اليمن: يريدون لهذه الحرب أن تنتهي».
ورأى أن الهدف إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، في 8 أبريل (نيسان) في شأن وقف النار من جانب واحد لفترة أولية من أسبوعين «خلق بيئة مواتية لنجاح الجهود التي تقودها الأمم المتحدة من أجل السلام».
وعبر عن امتنانه للتحالف والقيادة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هذه «المبادرة الإيجابية»، معتبراً أنها «علامة واضحة على التزام حل سياسي سلمي للصراع ودعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن».
وشدد المبعوث الدولي على أن «كل الأنظار تتجه الآن إلى أطراف النزاع»، لأن «هذا وقت القرارات الصعبة»، موضحاً أنه استخلص من اجتماعاته الأخيرة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي أنه «يركز على ما هو أفضل لمستقبل البلد». وتحدث عن مقترحاته للطرفين في شأن اتفاق وقف النار على مستوى كل البلاد، وفي شأن التدابير الإنسانية والاقتصادية، ومنها ما يتعلق بإصدار أمر لإطلاق السجناء والمحتجزين، وفتح مطار صنعاء الدولي، ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح الطرق لإيصال المساعدات، وضمان دخول السفن التي تنقل السلع الأساسية إلى موانئ الحديدة، وكذلك في شأن الاستئناف العاجل للعملية السياسية.
وكشف أنه أجرى على مدى الأسبوعين الماضيين مفاوضات مع الأطراف على نصوص هذه الاتفاقات، متوقعاً منهم تبنّي هذه الاتفاقيات رسمياً في المستقبل القريب.
وأكد إحراز «تقدُّم جيد للغاية من حيث التوصل إلى توافق في الآراء حول المقترحات، لا سيما على مبدأ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد». وأضاف: «نضاعف جهودنا لسد الاختلافات العالقة بين الأطراف». وشدد المبعوث الأممي على أن «مواجهة جائحة (كورونا) تتطلب اهتماماً وموارد أكبر، خاصة أن اليمن ليس بإمكانه مواجهة معركتين في وقت واحد: الحرب والجائحة». ونبه إلى أن «معركة (كورونا) في اليمن قد تستنزف موارده وقدراته، وأقل ما يمكننا فعله هو وقف الحرب لنوجه اهتمامنا إلى هذا التهديد الجديد الذي يمثله الفيروس».
وتبعه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، مارك لوكوك، الذي ركز على خمس أولويات للاستجابة الإنسانية، وهي: حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتمويل جهود الإغاثة، وإنعاش الاقتصاد اليمني، والتقدم نحو السلام. وأكد أنه لا بد من إيصال المساعدات «إذا أردنا الاستمرار في مساعدة الملايين من الناس»، متحدثاً عن «قيود مرهقة للغاية» في شمال اليمن.
وأوضح أن جماعة الحوثي «وافقت على 13 مشروعاً للمساعدة منذ أوائل مارس (آذار)، علماً بأن لدى الوكالات 92 طلباً إضافياً معلقاً، بما في ذلك 40 طلباً تنتظر منذ أشهر»، لافتاً إلى أن «المسؤولين المحليين لا يزالون يرفضون المهمات بشكل تعسفي، ولا يزال العاملون في المجال الإنساني يواجهون قيوداً شديدة على الحركة».
وفي المقابل، شكر للمملكة العربية السعودية تعهُّدها، الأسبوع الماضي، بدفع مبلغ 500 مليون دولار للاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة و25 مليون دولار للنشاطات المتعلقة باحتواء وباء «كوفيد 19»، آملاً في «صرف هذه الأموال بسرعة بشروط مماثلة للسنوات الماضية، التي تعكس أفضل الممارسات العالمية في مجال المِنَح الإنسانية، بحيث يمكن للبرامج التي وصفتها أن تستمر».
وتكلمت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت التي حضّت كل الدول الأعضاء على «الامتثال الكامل لحظر الأسلحة المنصوص عليه في القرار (2216)»، معبرة عن «القلق من التقارير المستمرة عن التدخل الإيراني في النزاع، بما في ذلك من خلال تقديم المساعدة الفتاكة للحوثيين». وقالت: «نحن مضطرون إلى دعوة الحوثيين لعدم إعاقة العمليات الإنسانية»، مشددة على أن «هذه العوائق غير مقبولة، وقد تسببت بالفعل في تأخيرات كبيرة لبرامج المساعدات».
واعتبرت أنهم «أجبروا الحكومة الأميركية على تعليق جزئي للمساعدة في شمال اليمن، باستثناء العلاجات الأكثر أهمية لإنقاذ الأرواح»، فضلاً عن «تهديدهم الجهود الدولية لتقديم المساعدة الضرورية لمنع انتشار (كوفيد - 19) في اليمن».
ورحب القائم بالأعمال البريطاني جوناثان آلن بـ«ردّ الحكومة اليمنية الإيجابي على إعلان المملكة العربية السعودية واستعدادها للدخول في محادثات سلام لتحقيق وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني». ولاحظ أن «الحوثيين استجابوا بشكل إيجابي لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني في اليمن، لكن من المخيب للآمال أنهم لم ينتهزوا الفرصة لجعل هذا حقيقة واقعة».
لذا طالب الحوثيين بأن «يظهروا للمجتمع الدولي، والأهم من ذلك، أن يُظهروا للناس أنهم جادون أيضاً بشأن إنهاء هذا الصراع من خلال وقف الأعمال العدائية على الفور، والانخراط بشكل بنّاء مع مقترحات مارتن غريفيث، بما في ذلك بشأن تدابير بناء الثقة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.