رحيل الفنان أحمد دياب... «رجل الأعمال المهم» في الدراما المصرية

عن عمر يناهز 75 عاماً

الفنان الراحل أحمد دياب
الفنان الراحل أحمد دياب
TT

رحيل الفنان أحمد دياب... «رجل الأعمال المهم» في الدراما المصرية

الفنان الراحل أحمد دياب
الفنان الراحل أحمد دياب

غيَّب الموت مساء أول من أمس، الفنان المصري أحمد دياب، عن عمر يناهز 75 عاماً، وتم تشييع جثمانه أمس الخميس في هدوء تام، ومن دون تنظيم مراسم جنازة أو عزاء، بسبب قرارات التباعد الاجتماعي التي أقرتها الحكومة المصرية، خوفاً من عدوى فيروس «كورونا»، ومراعاة للأوضاع الاستثنائية الجارية، وفق نقابة الممثلين المصريين.
ونعى عدد كبير من الفنانين المصريين الممثل الراحل الذي اشتهر بتقديم دور رجل الأعمال، أو بعض الشخصيات الشريرة في المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية المصرية، خلال مشواره الفني الذي بدأه في نهاية سبعينات القرن الماضي.
وقال الفنان صلاح عبد الله، عبر حسابه بموقع «تويتر»: «وبعدين بقى يا حزن... وبعدين بقى يا وجع... دموعي بتدعيلك يا حبيبي... أرجوكم الفاتحة والدعاء للراجل الطيب قوي الفنان أحمد دياب».
كما نعته الفنانة نهال عنبر، وعلَّقت عبر حسابها بموقع «تويتر»: «وفاة الفنان القدير عشرة العمر أحمد دياب... ربنا يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته».
وكان دياب قد صوَّر بعض مشاهده بمسلسل «الفتوة» الذي يعرض في موسم دراما رمضان المقبل، وفق ما أكده الفنان خالد عبد السلام، عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، والذي عبَّر عن صدمته من رحيل الفنان أحمد دياب المفاجئ، ونشر صورة تجمعه بالفنان الراحل وعلَّق عليها قائلاً: «كان يصور معي في مسلسل (الفتوة) ولمست ذوقه الراقي، وقلبه الأبيض، كما حكى لي الكثير عن ذكرياته الجميلة؛ لكن فجأة قرأت خبر رحيله، أنا أحبه جداً وأحزنني فراقه جداً».
دياب الزوج السابق لابنة الفنان الكبير الراحل رشدي أباظة «قسمت»، شارك في أعمال تلفزيونية عدة، أبرزها: «أين قلبي» مع يسرا، و«حجر جهنم»، و«سلسال الدم 4 و5»، و«حق مشروع»، و«الجماعة 2»، بشخصية حيدر باشا، و«أنا شهيرة أنا الخائن»، و«عفاريت عدلي علام» و«أستاذ ورئيس قسم» مع الفنان عادل إمام، و«عائلة الحاج متولي» مع الفنان نور الشريف.
ورغم أنه لم يقدم أدوار البطولة الأولى أو الثانية، وظهر في مشاهد قليلة، فإنه استطاع ترك بصمة مهمة في تقديم «رجل الأعمال المهم»، و«الشرير الأنيق»، على الشاشة، وهي أدوار ترسخت في أذهان المشاهدين بسبب ملامح وجهه ونبرة صوته المميزة، على غرار الدور الذي جسد فيه شخصية «سامي شرف» أحد مؤسسي المخابرات العامة المصرية، وسكرتير الرئيس عبد الناصر الشخصي للمعلومات، في فيلم «أيام السادات» مع الفنان الراحل أحمد زكي. كما شارك في أفلام «مطب صناعي» مع الفنان أحمد حلمي، و«بوبوس» مع عادل إمام، و«على جنب يا أسطى» مع أشرف عبد الباقي، و«عصر الحب»، و«المنتقمون»، و«حائط البطولات»، و«كلاشنكوف» وغيرها من الأفلام.
وقبل دخول دياب مجال الفن، نال شهرة لافتة بعد زواجه من ابنة رشدي أباظة الوحيدة؛ حيث تم الاحتفال بزواجهما في فندق «مينا هاوس» الشهير المواجه لأهرامات الجيزة، وسط حضور عدد كبير من النجوم والفنانين ووسائل الإعلام.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».