ترمب متلهف لعودة النشاط الرياضي الأميركي... وخطة لاختصار الموسم

دوري المحترفين لكرة القدم يشكك في استئناف المنافسات منتصف الشهر المقبل

جانب من مباراة فريقي واشنطن دي سي وإنترميامي قبل قرار التوقف (رويترز)
جانب من مباراة فريقي واشنطن دي سي وإنترميامي قبل قرار التوقف (رويترز)
TT

ترمب متلهف لعودة النشاط الرياضي الأميركي... وخطة لاختصار الموسم

جانب من مباراة فريقي واشنطن دي سي وإنترميامي قبل قرار التوقف (رويترز)
جانب من مباراة فريقي واشنطن دي سي وإنترميامي قبل قرار التوقف (رويترز)

وسط تلهف من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعودة النشاطات الرياضية، يواصل أصحاب الشأن بحثهم الحذر عن حلول لاستئناف البطولات وسط استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد الذي وضع الولايات المتحدة على رأس لائحة الدول الأكثر تضرراً، إن كان من ناحية عدد الوفيات أو الإصابات.
وقال ترمب: «علينا استعادة رياضتنا. لقد سئمت من مشاهدة مباريات في البيسبول أقيمت قبل 14 عاماً».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها ترمب إلى استئناف الدوريات المحلية، إذ أبدى أيضاً في أوائل الشهر الحالي ثقته بعودة المنافسات، «عاجلاً وليس آجلاً»، لكنه امتنع عن تحديد جدول زمني لهذه العودة.
وفي اتصال هاتفي جماعي مع مفوضي الدوريات الرياضية الرئيسية في البلاد، أعلم ترمب في حينها مفوض دوري كرة القدم الأميركية رودجر غودل بأنه متفائل بإمكانية انطلاق الموسم الجديد كما كان مقرراً في سبتمبر (أيلول).
وتسبب فيروس «كوفيد - 19» بتعليق كافة البطولات الوطنية في الولايات المتحدة، مثل دوري كرة السلة للمحترفين، ودوري البيسبول، ودوري كرة القدم والدوري الوطني للهوكي.
واعترفت رابطة الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم أمس بأنه «من غير المرجح جداً» أن تستأنف موسمها كما كان متوقعاً في منتصف مايو (أيار) المقبل، ملمحة إلى ضرورة تقصيره بالنظر إلى تطور انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت الرابطة في بيان لها: «رغم أننا نأمل في العودة إلى الملعب في منتصف مايو، فإنه يبدو من غير المرجح جداً بالنظر إلى التوجيهات الصادرة عن السلطات الصحية الاتحادية والمحلية».
وكانت الرابطة قررت في 19 مارس (آذار) الماضي، إيقاف الدوري لمدة شهرين بسبب الوباء، وذلك بعد إقامة مرحلتين فقط من الموسم الجديد. وأضافت: «هدفنا يبقى لعب أكبر عدد ممكن من المباريات، ورغم أنه لا يزال أمامنا الوقت لخوض الموسم بأكمله، فإننا ندرك في هذه المرحلة أنه قد يكون من الصعب القيام بذلك». وبحسب البرنامج الذي لم يتم تعديله حتى الآن، من المقرر أن ينتهي الموسم العادي في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لإفساح المجال أمام مباريات الأدوار الإقصائية والدور النهائي المقرر في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وتابعت: «نواصل تعلم المزيد كل يوم من الخبراء الطبيين، ونأمل في الحصول على مزيد من التفاصيل في الأسابيع المقبلة بشأن الوقت الذي يمكننا فيه اللعب مرة أخرى».
وكإجراء وقائي، حظرت الرابطة أيضاً الوصول إلى مرافق الفرق حتى 24 أبريل (نيسان) على الأقل.
وتبقى الدوريات الرياضية الكبرى الأخرى موقوفة بدورها وتتوقف عودتها على تطور فيروس «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل أكثر من 614 ألف إصابة وقرابة 26 ألف وفاة. لكن رغم ذلك ظل الرئيس الأميركي متفائلاً وقال: «أريد عودة المشجعين إلى الملاعب... عندما نكون جاهزين. بمجرد أن نكون قادرين، بطبيعة الحال. لا أستطيع أن أخبركم بالتاريخ لكني أعتقد أنه سيكون عاجلاً وليس آجلاً».
ويدرس مسؤولو دوري البيسبول ودوري كرة السلة إمكانية استئناف المنافسات خلف أبواب مؤصدة من دون جمهور وعلى ملاعب محايدة، وذلك لتقليل مخاطر العدوى التي يمكن أن تنجم عن الحضور الجماهيري. ومع ذلك، تحدث ترمب بتفاؤل عن عدة المنافسات بحضور الجمهور، موضحاً: «لن يكون هناك فصل (تباعد اجتماعي) لبقية حياتنا على هذا الكوكب. نحن بحاجة لذلك في هذه الفترة من الزمن، لكن في نهاية المطاف سيكون الناس قادرين على شغل تلك المقاعد (في المدرجات) بجانب بعضهم بعضاً. أنا لا ألتزم بذلك، لكن سيكون من الرائع إذا استطعنا».
ولم يتخذ دوري كرة القدم الأميركية أي قرار حتى الآن بشأن إرجاء موسم 2020 - 2021 المقرر أن ينطلق في العاشر من سبتمبر، على أن تكون المباريات التحضيرية في أغسطس (آب).
لكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم شكك بإمكانية استئناف المنافسات الرياضية في أغسطس أو سبتمبر، محذراً من احتمال عودة العدوى بالفيروس في حال استئناف البطولات الرياضية.
وأدى توقف البطولات إلى تكهنات حول متى وكيف يمكن استئناف المنافسات، في وقت تنكب رابطتا دوري كرة السلة والهوكي على دراسة كيفية استكمال الموسم الذي كان في مراحله الأخيرة قبل الدخول في الأدوار الإقصائية «بلاي أوف».
وفي الوقت الذي تداولت التقارير بإمكانية أن تقام الأدوار الإقصائية لدوري كرة السلة في مكان واحد قد يكون لاس فيغاس، أفيد أن رابطة البيسبول بدورها تفكر بعزل الفرق الثلاثين في أريزونا، أو ربما أريزونا وفلوريدا، على أن يبدأ الموسم خلف أبواب مؤصدة من دون جمهور.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».