بين مي: لماذا يحاولون تصوير اللاعبين على أنهم مجموعة من الأشرار؟

قائد بيرنلي ينتقد الضغوط التي يتعرض لها لاعبو الدوري الإنجليزي لخفض أجورهم

بين مي (وسط) يؤكد أن اللاعبين راغبون في أن تصل أموالهم إلى الأماكن التي في حاجة بالفعل
بين مي (وسط) يؤكد أن اللاعبين راغبون في أن تصل أموالهم إلى الأماكن التي في حاجة بالفعل
TT

بين مي: لماذا يحاولون تصوير اللاعبين على أنهم مجموعة من الأشرار؟

بين مي (وسط) يؤكد أن اللاعبين راغبون في أن تصل أموالهم إلى الأماكن التي في حاجة بالفعل
بين مي (وسط) يؤكد أن اللاعبين راغبون في أن تصل أموالهم إلى الأماكن التي في حاجة بالفعل

بصفتنا لاعبي كرة قدم، فنحن محظوظون للغاية للقيام بما نقوم به في هذا البلد، ولا ننسى ذلك أبداً. إن الأموال التي نحصل عليها موثقة بشكل جيد جداً، لكن غالبية اللاعبين المحترفين قادمون من خلفيات تنتمي للطبقة العاملة، وبغض النظر عن النجاحات التي نحققها، فإننا لا نزال متمسكين بالضمير الاجتماعي الذي شكله محيطنا.
إننا نستخدم الوسائل التي حالفنا الحظ في امتلاكها لمساعدة أولئك الذين يحتاجون المساعدة حقاً، الأشخاص الذين يحاربون هذا الفيروس الرهيب على خط المواجهة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. ربما يكون جوردان هندرسون هو قائد النادي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا، لكنه أيضاً شاب ينتمي للطبقة العاملة من سندرلاند ويستحق كل الإشادة والتقدير لنجاحه في تجميع كل اللاعبين، وهو ما يظهر أنه قائد حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إننا نسعى، كمجموعة، للقيام بشيء إيجابي، ونشعر أننا اتخذنا خطوة نحو تحقيقه.
ومنذ اللحظة التي اتصل بي فيها جوردان، يعمل قادة الأندية التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بلا تعب أو ملل لضمان أن تحقق حملة «اللاعبون_معاً»، التي تهدف لجمع الأموال لصالح المؤسسات الخيرية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، نجاحاً كبيراً في وقت قصير. لقد كان هناك تصميم جماعي كبير للمساعدة بأي طريقة ممكنة، لكننا كنا نعمل في الوقت نفسه على ضمان أن يتم توجيه أموالنا إلى الأماكن التي تحتاج إليها بشدة. من الطبيعي أن مثل هذه المسألة المعقدة تحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى حلول مناسبة، لكن مناقشاتنا التي تتسم بالصراحة الشديدة كان لها دائماً الغرض نفسه، وهو المساعدة بأي طريقة ممكنة وبأسرع وقت ممكن.
ويتمثل الهدف من هذه الحملة في جمع أكبر قدر ممكن من الأموال في أقرب وقت ممكن وتوجيهه إلى الجمعيات الخيرية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية. وسيتم استخدام الأموال التي يتم جمعها لمساعدة الموظفين والمتطوعين بهيئة الخدمات الصحية الوطنية، وتزويدهم بالطعام والأساسيات الضرورية لعملهم ليلاً، وتوفير الأثاث اللازم للغرف. وبسبب الطبيعة الشريرة لهذا الفيروس، فإن الكثيرين يعانون من العزلة ولا يمكنهم رؤية الأشخاص المقربين لهم، وهو ما سيكون له بلا شك تأثير كبير على الصحة الذهنية، لذلك نشعر بأنه من المهم للغاية أن يتمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى الأجهزة، بالشكل الذي يسمح لهم بالتحدث مع الأصدقاء والعائلة.
إن التداعيات طويلة الأمد لهذه الأزمة ستستمر لمدة سنوات، لذا من المهم أن نقدم مساعداتنا على مراحل عند الحاجة إليها. وسيتم تخصيص نسبة مئوية لتوفير الراحة وإعادة التأهيل واستعادة الصحة العقلية للعاملين بهيئة الخدمات الصحية الوطنية وأسرهم. وكما الحال مع كرة القدم، فإن التشجيع والدعم لا يتوقفان بمجرد انتهاء المباراة، وسنواصل دعم خط المواجهة كلما دعت الحاجة.
كرة القدم هي لعبة عالمية، وهو الأمر الذي يعكسه الدوري الإنجليزي الممتاز من خلال الجنسيات المختلفة في كل فريق، حيث يسافر اللاعبون من جميع أنحاء العالم ليكونوا جزءاً من أفضل بطولة في العالم. ولدى كل لاعب من لاعبي المسابقة قصة عن كيفية تأثير فيروس كورونا على بلاده. ويرسل كثير من هؤلاء اللاعبين الأموال إلى بلدانهم للمساعدة في مكافحة الفيروس، لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليهم القيام به. وهذا أحد الأسباب التي جعلتنا نقرر ألا نكشف عن هوية المتبرعين لحملة «اللاعبون_معاً». إننا لا نضغط على اللاعبين للتبرع بالأموال لهذه القضية، حيث إن هناك العديد من الفرص الرائعة للتبرع للمؤسسات الخيرية الأخرى على مستوى العالم.
ولم تكن الانتقادات التي تعرض لها لاعبو كرة القدم من العاملين في وسائل الإعلام والحكومة مفيدة، على أقل تقدير. إن الصحافة السيئة تركز على أن اللاعبين يحصلون على أموال كثيرة ويعملون في أماكن مرموقة - وهذه الأشياء قد تساعد الصحافيين في كتابة عناوين سهلة، لكنها لا تساعد في دعم المجتمع والعمل الخيري الذي نقوم به في جميع أنحاء العالم. وبينما نعمل نحن بكل قوة للقيام بدورنا في هذه الأزمة، فقد أدت هذه الانتقادات إلى تشتيت الانتباه عن القضية الأساسية، حيث حاولوا تصوير اللاعبين على أنهم مجموعة من الأشرار، بدلاً من أن يركز هؤلاء الإعلاميون على الإشادة بالعمل الرائع الذي يقوم به العمال الذين يعرضون أنفسهم للخطر لمساعدة الآخرين. إنهم هم الذين يتطوعون لإبقاء هذا البلد واقفاً على قدميه عندما يكون في أشد الحاجة إليهم. إننا نقوم بدورنا فقط لدعمهم.
رسالتنا هي رسالة إيجابية، ويجب أن ندرك أن المال ليس هو الطريقة الوحيدة للمساعدة في هذا الوضع، حيث يتعين علينا جميعاً القيام بواجبنا، سواء كان ذلك عن طريق البقاء في المنزل لمنع انتشار الفيروس، أو مساعدة قريب مسن أو جار. إننا جميعاً نعاني من الأزمة نفسها.
يعرف جميع اللاعبين البريطانيين أهمية هيئة الخدمات الصحية الوطنية، لأننا جميعاً نستخدمها ونعتمد عليها، ولم يولد معظمنا بملعقة من ذهب في أفواهنا. وبشكل أكثر تحديداً، لقد ولدنا في مستشفيات تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية. وجميع اللاعبين، بغض النظر عن المكان الذي جاءوا منه، يفهمون مدى أهمية الأمر: كثير من الناس يعرضون أنفسهم للخطر لمساعدتنا ورعايتنا، ونحن نعلم مدى أهمية ذلك.
زوجتي حامل بطفلنا الثاني، وسوف نعتمد على هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتزويدنا برعاية رائعة، كما فعلت عندما ولد ابننا الأول. لقد اعتمدنا على هذه الهيئة الرائعة طوال حياتنا لمساعدتنا في البقاء بصحة جيدة، وأنا ممتن لأننا نستطيع أن نرد شيئاً من هذا الدين. وفي الوقت الحالي، لدينا جميعاً الوقت لكي نفكر في كيفية رد الدين، وأنا أفعل ذلك كل يوم. لطالما كنت ممتناً لما قدمته لي كرة القدم، والحرية التي جعلتني أتمتع بها في حياتي.
إننا جميعاً لدينا المخاوف نفسها في الوقت الحالي، ونعمل بكل جد للحفاظ على سلامة عائلاتنا وأحبائنا، ولا يهم أي شيء آخر. وعندما نتجاوز هذه الأزمة، آمل أن نصبح مجتمعاً مترابطاً لديه مزيد من الفهم للآخرين، بغض النظر عن الوظيفة أو الخلفية أو حتى الفريق الذي نشجعه.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.