«فتح» ترد على الزجّ باسم عرفات في قضية الصدر

ياسر عرفات (أرشيفية - أ.ف.ب)
ياسر عرفات (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«فتح» ترد على الزجّ باسم عرفات في قضية الصدر

ياسر عرفات (أرشيفية - أ.ف.ب)
ياسر عرفات (أرشيفية - أ.ف.ب)

هاجمت حركةُ «فتح» بقوة الأمينَ العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» أحمد جبريل، رداً على الحلقات التي يتحدث فيها عن الثورة الفلسطينية، في الإعلام اللبناني.
وقالت الحركة، في بيان، إن أحمد جبريل ليس هو المؤهل لرواية تجربة الثورة الفلسطينية، «لأنه لطالما كان أداة تستخدمها بعض الأنظمة العربية لتخريب الثورة وتمزيقها من الداخل، وأداة سياسية وعسكرية لمحاولات السيطرة على القرار الوطني الفلسطيني المستقل».
وجاء بيان «فتح» رداً على زج جبريل باسم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خلال سلسلة لقاءات أجرتها معه إحدى القنوات اللبنانية المقرّبة من سوريا و«حزب الله»، في قضية لها علاقة باختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا.
وقالت «فتح» إن سلسلة اللقاءات «مليئة بالافتراءات والأكاذيب، وتأتي في سياق الدور التخريبي الذي يقوم به للمسّ برموز الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، خاصة القائد الوطني التاريخي ياسر عرفات (أبو عمار) الذي كان شوكة في حلق أمثاله وبقي ممسكاً بالقرار الوطني، ومنع الأطراف الإقليمية من استخدام القضية الفلسطينية ورقة لصالح هذا النظام أو ذاك».
وذكّرت «فتح» بدور جبريل في حصار طرابلس؛ «حيث كان رأس الحربة في هذا الحصار، وما نجم عنه من سفك دماء لخيرة فدائيي (فتح) والثورة الفلسطينية». ووصفته بأن يده «ملطخة بالدم الفلسطيني الطاهر كمثيله صبري البنا (أبو نضال)»؛ بحسب البيان.
واستنكرت «فتح» الزجَّ باسم أبو عمار في قضية الإمام الصدر، واستهجنت سماح القناة المعنية «بتشويه المسيرة النضالية والثورية لشعبنا الفلسطيني، التي كانت وما زالت ملهمة للشعوب الأخرى، والسماح له بالمسّ بالرموز الوطنية الفلسطينية؛ رموز شعبنا، وفي مقدمتهم القائد الخالد أبو عمار».
وكان جبريل، الذي وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذات مرة بأنه «عميل للمخابرات السورية»، قد تحدّث عبر 11 حلقة عن محطات ومفاصل مهمة في مسيرة الثورة الفلسطينية، وتحدّث عن الصدر بوصفه مقرباً من القذافي، وحاول تبرئة القذافي من قضية الصدر.
وقال: «سألت القذافي مرات عديدة، وكان ينفي هذا الموضوع»، مضيفا أن علاقة الصدر والقذافي كانت علاقة حميمة، وأنه قد دعمه بالمال، وأنه كان موجوداً في احتفال انتصار الثورة في الجماهيرية الليبية، وأنه التقى في الفندق بموسى الصدر. وتابع: «لكن ما شفتو في المهرجان. المنصة كبيرة لم أنتبه إذا كان (موجود) أو لا، وبعد أسبوع اختفى».
وتحدّث عن احتمالات غيابه بقوله إنه «قد يكون (القذافي) قد أرسل خلفه وتصادما في المناقشات، واشتد الخلاف وأخذه بعض الحرس واختفى. أو أن أبو عمار هو من قام بهذا العمل وأخفى موسى الصدر من أجل أن يخلق مشاكل للرئيس الليبي الذي يتدخل في لبنان. بهدف الانتقام». أما الاحتمال الثالث، فقد أحاله إلى «أبو نضال» الذي وُجد في ليبيا في حينها، وأنه ربما اختطفه «انتقاماً، أو بطلب عراقي لإحراج معمر».
ورفضت أطراف وفصائل فلسطينية ولبنانية رواية جبريل، ورأت فيها مغالطات كثيرة. وأصدرت حركة «فتح» أيضاً في لبنان بياناً آخر اتهمت فيه جبريل بمحاولة «إيقاع فتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني». كما أصدرت «لجنة المتابعة لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر»، بياناً ردت فيه على رواية جبريل، وعدّت أنّه «حاول أن يخدع الرأي العام، وأن يُبرِّئَ ساحة الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي من جريمة خطف الإمام الصدر».



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.