ما مدى تأثير وقف ترمب تمويل منظمة الصحة العالمية عليها؟

شعار منظمة الصحة العالمية (إ.ب.أ)
شعار منظمة الصحة العالمية (إ.ب.أ)
TT

ما مدى تأثير وقف ترمب تمويل منظمة الصحة العالمية عليها؟

شعار منظمة الصحة العالمية (إ.ب.أ)
شعار منظمة الصحة العالمية (إ.ب.أ)

رغم حالة الطوارئ الصحية نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس (الثلاثاء) تهديده بتعليق المساهمة المالية الأميركية في منظمة الصحة العالمية التي يتهمها «بسوء الإدارة» في مواجهة وباء «كوفيد - 19» الذي انطلق من الصين في نهاية عام 2019.
وكانت الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في المنظمة في المنطقة، حيث تدفع لها أكثر من 400 مليون دولار سنوياً، أي نحو 10 أضعاف المبلغ الذي تدفعه الصين.
وقدمت مجلة «ذا كونفيرسيشن» الأميركية تحليلاً مفصلاً عما يعنيه هذا القرار للمنظمة.
كيف يتم تمويل منظمة الصحة العالمية؟
تتلقى منظمة الصحة العالمية معظم تمويلها من مصدرين أساسيين، الاشتراكات المقدّرة والمساهمات الطوعية.
والاشتراكات المقدّرة هي مستحقات تدفعها البلدان لتكون عضواً في المنظمة. ويتم حساب المبلغ الذي يتعين أن تدفعه كل دولة على أساس الناتج المحلي الإجمالي وتعداد السكان.
ولكن هذه الاشتراكات تشكل فقط ربع تمويل المنظمة، حيث يأتي بقية التمويل من المساهمات الطوعية، التي تقدمها الحكومات والمنظمات الخيرية لتمويل مشاريع أو مبادرات محددة، مما يعني أن منظمة الصحة العالمية لن يكون لديها القدرة على الاستفادة سحب هذه الأموال من المبادرات والمشاريع لاستخدامها في حالات الطوارئ مثل جائحة «كوفيد - 19».
هل سحبت أي دولة تمويلها للمنظمة من قبل؟
على مدار أكثر من 70 عاماً من تأسيسها، فشل عدد من الدول في دفع اشتراكات العضوية في الوقت المحدد.
في عام 1949 أعلن الاتحاد السوفياتي السابق رغبته في الانسحاب من المنظمة، ولكن مع عدم وجود نص قانوني يسمح بالانسحاب، فقد رفضت المنظمة الطلب، فرفض الاتحاد السوفياتي دفع اشتراك عضويته لعدة سنوات.
وعند انضمامه مرة أخرى للمنظمة في عام 1955. طالب الاتحاد بتخفيض قيمة الاشتراكات السابقة التي لم يدفعها فوافقت المنظمة على ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، تأخرت بعض الدول الأخرى في دفع اشتراكاتها المقدرة في كثير من الأوقات، الأمر الذي عرض المنظمة لخطر الإفلاس أكثر من مرة.
هل تم توجيه أي نقد سياسي لمنظمة الصحة العالمية من قبل؟
نعم. في عام 2009. اتُهمت منظمة الصحة العالمية بالتسرع في تصنيف إنفلونزا الخنازير كوباء عالمي، حيث قالت الانتقادات إن هذا التسرع جاء تحت ضغط من شركات الأدوية لتسويق عقاراتها وزيادة مبيعاتها.
وبعد خمس سنوات، اتُهمت المنظمة بالتأخر في تصنيف «إيبولا» كوباء خطير، وبإساءة تقدير حجم المرض الذي أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص بين عامي 2014 و2016.
وانتقد ترمب منظمة الصحة العالمية لعدم تصرفها بسرعة كافية وعدم إرسال خبرائها لتقييم جهود الصين لاحتواء فيروس كورونا.
وتقول منظمة الصحة إنها لا تتمتع بالسلطة لإجبار الدول الأعضاء على قبول فريق من خبرائها لإجراء أي تقييم لجهودها، أو مشاركة أي معلومات تخصها.
بالإضافة إلى ذلك، تشير المنظمة إلى أنها أرسلت بالفعل فريقاً من الخبراء للصين في منتصف فبراير (شباط) لتقييم الأوضاع بعد حصولها على موافقة الحكومة. وقد قدمت نتائج هذا التقييم معلومات مهمة حول الفيروس وجهود الصين لوقف انتشاره.
هل للصين تأثير متزايد على منظمة الصحة العالمية؟
انتقدت غرو هارلم برونتلاند، المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة الصين علناً وقت انتشار فيروس سارس في عام 2003 قائلة إنها حاولت إخفاء تفشي الفيروس.
وتعرضت الصين مؤخراً لاتهامات من بعض الدول والقادة بعرقلة محاولة تايوان للانضمام إلى المنظمة.
لكن الصين هي في نهاية المطاف مجرد دولة واحدة من بين 194 دولة عضو في منظمة الصحة العالمية.
ماذا يحدث بعد وقف الولايات المتحدة تمويل المنظمة؟
قد تتسبب هذه الخطوة في إفلاس منظمة الصحة العالمية في منتصف الوباء.
وهذا يعني أن المنظمة لن تكون قادرة على تنسيق الجهود الدولية حول قضايا مثل أبحاث اللقاحات، وشراء معدات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين، وتقديم المساعدة الفنية وإرسال الخبراء لمساعدة البلدان على مكافحة الوباء.
بالإضافة إلى ذلك، لن يتمكن الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل من الحصول على الأدوية الحيوية المطلوبة لمكافحة الوباء.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.