«الحاجة أمّ الاختراع»... ابتكارات صغيرة لحماية ليبيا من «كوفيد ـ 19»

رئيس مركز مكافحة الأمراض في ليبيا يتسلم عينة من واقيات الوجه الطبية (وزارة التربية والتعليم التقني)
رئيس مركز مكافحة الأمراض في ليبيا يتسلم عينة من واقيات الوجه الطبية (وزارة التربية والتعليم التقني)
TT

«الحاجة أمّ الاختراع»... ابتكارات صغيرة لحماية ليبيا من «كوفيد ـ 19»

رئيس مركز مكافحة الأمراض في ليبيا يتسلم عينة من واقيات الوجه الطبية (وزارة التربية والتعليم التقني)
رئيس مركز مكافحة الأمراض في ليبيا يتسلم عينة من واقيات الوجه الطبية (وزارة التربية والتعليم التقني)

انشغلت ليبيا بقياداتها السياسية والتنفيذية المختلفة بتدبير الأدوات والأجهزة اللازمة للحماية من فيروس «كوفيد - 19»، بعدما ارتفعت الإصابات إلى 26 حالة في عموم البلاد، فيما أشارت تقارير إلى تمكّن فنيين من تصنيع أقنعة وجه طبية للمساهمة في التصدي للجائحة.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، مساء أول من أمس، أن الإصابات بالفيروس وصلت إلى 26 حالة، بعد تحليل أجري لسيدة تبلغ من العمر 66 عاماً تم تحويلها إلى غرفة العزل المخصصة.
وقال المركز في النشرة التوضيحية اليومية، أمس، إن إجمالي الحالات النشطة المصابة بالفيروس حتى الآن، وصل إلى 16 حالة، بينما تعافى 9، وسُجّلت حالة وفاة واحدة. وشدد على أن هذا التطور يستلزم «ضرورة الالتزام بتطبيق الحجر الصحي، كأحد أهم الإجراءات الوقائية للحد من تفشي (كورونا)».
في غضون ذلك، لوحظ أن مصانع وورش حياكة ملابس حوّلت في الفترة الأخيرة أنشطتها، خصوصاً في الجنوب الليبي، ولجأت إلى تصنيع الكمامات والملابس المخصصة للطواقم الطبية كمساهمة منها في سد العجز الذي تعاني منه الصيدليات والمستشفيات بالبلاد. وفي ظاهرة أخرى تُعتبر ترجمة عملية لمبدأ «الحاجة أمّ الاختراع»، برز أيضاً دور المرأة الليبية بشكل ملحوظ مبكراً في هذه الأزمة، حيث سُجّل قيام نسوة، في جنوب البلاد على وجه الخصوص، بحياكة الكمامات على نطاق واسع لمساعدة جهود القطاع الصحي في البلديات الفقيرة.
وأعلن الدكتور بدر الدين النجار، رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أنه تسلم 150 واقياً طبياً للوجه، تم تصنيعها محلياً بواسطة فنيين ليبيين تتلمذوا داخل مؤسسات التعليم التقني والفني التابعة للهيئة الوطنية للتعليم، في إطار دعم الأطقم الطبية والطبية المساعدة للحد من انتشار فيروس «كورونا».
وقال رئيس لجنة إدارة الهيئة الوطنية للتعليم التقني والفني الدكتور عادل زنداح، خلال عملية التسليم، التي تمت أول من أمس، إن الهيئة تعمل على تجهيز ألفي سترة واقية للأطقم الطبية، وتصنيع مثلها من الكمامات، وستكون قيد التسليم في غضون يومين.
في سياق ذلك، لا تزال قضية آلاف الليبيين العالقين في دول العالم، تراوح مكانها دون حل، باستثناء بعض الإجراءات التي ما زالت محل بحث، وسط مطالبات مئات الأسر الليبية في مصر سلطات بلادها بتسهيل عودتها لليبيا مرة ثانية.
إلى ذلك، تواصل حكومتا شرق ليبيا وغربها تشييد مقار للحجر الصحي. وقالت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» في طرابلس، أمس، إنها قاربت على الانتهاء من تجهيز مركز علاج لمصابي «كورونا» بمنطقة السواني ومدينة الزاوية غرب ليبيا. في المقابل، قام سعد عقوب، وزير الصحة بالحكومة الموازية في شرق ليبيا، بجولة ميدانية شملت المرافق الصحية ومراكز العزل السريري الطبي وأقسام الحجر الصحي وفرق الرصد والتقصي والاستجابة السريعة في شرق البلاد. وقالت وزارة الصحة في بيان، أمس، إن عقوب تفقد مخازن الإمداد الطبي وتوفير المستلزمات الوقائية والتجهيزات والمعدات الطبية المطورة.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط، في طرابلس، تسلمت شحنة رابعة من المعدات الطبية لتوزيعها على العيادات والمستشفيات بكل أرجاء ليبيا، في إطار جهود المؤسسة لمكافحة فيروس «كوفيد - 19». وقال مختار عبد الدائم مدير إدارة التنمية المستدامة بالمؤسسة: «ما زلنا نعمل على توفير مزيد من الاحتياجات الطبية الأساسية مثل الأقنعة، وأجهزة التنفس الصناعي، والبدل الواقية وغيرها من المواد الضرورية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».