في محاولة منها للعمل على الحد من انتشار وباء «كورونا» بمصر، ابتكرت جامعة حلوان، نظاماً إلكترونياً متكاملاً يدعم عملية التقصي الذاتي وتتبع الأشخاص المحتمل مخالطتهم لمصابي فيروس «كورونا المستجد».
ويتكون النظام الجديد الذي ابتكره فريق بحثي بمعمل الأبحاث اللاسلكية بكلية الهندسة جامعة حلوان، من ثلاثة أجزاء رئيسية هي (تطبيق ذكي على الهاتف المحمول، ومنصة إلكترونية لمعالجة البيانات، وموقع إلكتروني على الإنترنت) وتعمل هذه الأجزاء بشكل متكامل معتمدة على الذكاء الصناعي.
وسمحت دول أجنبية عدة بتطبيق برامج مماثلة للمساعدة في تتبع الأشخاص المصابين لتقليل تفشي الوباء على غرار الصين، وسنغافورة وبريطانيا وفق الدكتور محمود المسلاوي المشرف على المشروع، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتواصل مع أي جهة حكومية مصرية لدعم المشروع سوى مع أكاديمية البحث العلمي المصرية ضمن البرنامج الذي أعلنت عنه في شهر مارس (آذار) الماضي تحت عنوان (طبّق فكرتك) لكن لم يصلنا رد حتى الآن».
وأكد المسلاوي «سهولة تنفيذ التطبيق الجديد على الهواتف المحمولة بعد توفير خادم، أو سيرفر لدمج الأنظمة الثلاثة مع توفير معلومات حول المناطق التي تم تسجيل الإصابات بها»، موضحاً أن «تشغيل التطبيق لا يتطلب دعماً مالياً كبيراً، لأنه لا يعتمد على مكونات وخامات ثمنها مرتفع، كما أن تنفيذه بشكل نهائي، ليكون صالحاً بعده للاستخدام، لن يستغرق سوى أسبوعين فقط».
وأعلنت وزارة الصحة المصرية، في بيانها أمس (الاثنين)، أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس «كورونا المستجد» بلغ 2190 حالة، بينهم 488 حالة تماثلت للشفاء، و164 حالة وفاة.
ويقدم هذا النظام أداة جديدة تمكّن الأشخاص من التقصي الذاتي لاحتمالية مخالطتهم بأحد المصابين بفيروس «كورونا المستجد»، إذ يقوم التطبيق أوتوماتيكياً عن طريق معالجة بعض البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي بتنبيه صاحب الهاتف بأنه ربما كان موجوداً في محيط أو خالط أحد الأشخاص الحاملين للفيروس في الأيام المحددة الماضية ومن ثم اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة، حسب الدكتور أحمد الجارحي، عميد كلية الهندسة بجامعة حلوان.
ويضيف الجارحي لـ«الشرق الأوسط»: «يعمل النظام الجديد أيضاً على توفير معلومات مهمة للجهات المعنية بالدولة على غرار وزارة الصحة والسكان المصرية، لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيال انتشار المرض إلى جانب المتابعة المستمرة للأشخاص المخالطين للمصابين بـ(كورونا)».
ويشكو أكاديميون مصريون من فجوة كبيرة بين الأبحاث والابتكارات العلمية وبين تطبيقها على أرض الواقع، إلى جانب حصول مئات الأفكار على براءات الاختراع من أكاديمية البحث العلمي دون تحويلها إلى تطبيقات عملية.
وتضم مصر 27 جامعة حكومية منتشرة في معظم أنحاء البلاد، و4 جامعات أهليّة غير ربحية، ونحو 20 جامعة خاصة و12 أكاديمية بالإضافة إلى عدد من المراكز البحثية الحكومية المتخصصة.
جامعة مصرية تبتكر تطبيقاً ذكياً لتتبع المخالطين لمرضى «كوفيد - 19»
جامعة مصرية تبتكر تطبيقاً ذكياً لتتبع المخالطين لمرضى «كوفيد - 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة