يهود هربوا من حجر VIP ونفذوا اعتداء على فلسطينيين

مصدر أمني إسرائيلي وصفهم بـ«الإرهابيين»

صورة أرشيفية لاعتداءات من جماعة «تدفيع الثمن» على مسجد في بيت صفافا بالضفة يناير الماضي (أ.ب)
صورة أرشيفية لاعتداءات من جماعة «تدفيع الثمن» على مسجد في بيت صفافا بالضفة يناير الماضي (أ.ب)
TT

يهود هربوا من حجر VIP ونفذوا اعتداء على فلسطينيين

صورة أرشيفية لاعتداءات من جماعة «تدفيع الثمن» على مسجد في بيت صفافا بالضفة يناير الماضي (أ.ب)
صورة أرشيفية لاعتداءات من جماعة «تدفيع الثمن» على مسجد في بيت صفافا بالضفة يناير الماضي (أ.ب)

اعتدى مجموعة من المستوطنين اليهود الأعضاء في تنظيم «شبيبة التلال» الإرهابي، على ثلاثة من الشباب الفلسطيني، مساء أمس (الاثنين)، بالضرب الدموي وأحرقوا سيارتين كانتا بحوزتهم قرب شاطئ البحر الميت في الضفة الغربية المحتلّة. وقد وصف مصدر أمني إسرائيلي هذا الاعتداء بالإرهابي. وقالت حركة «سلام الآن» إن أجهزة الأمن تتحمل مسؤولية انفلات هذه العناصر.
وأعربت مصادر أمنية عن اعتقادها أن هؤلاء المعتدين هم «مجموعة من الإرهابيين اليهود الذين لا يتورعون عن تنفيذ اعتداءات على رجال الأمن الإسرائيليين وعلى فلسطينيين أبرياء. نحن نتعامل معهم بإنسانية ونسعى لحمايتهم من كورونا وهم يستغلون ذلك لتنفيذ جرائم».
وكان شابان فلسطينيان من الضفة الغربية وشابة من سكان حيفا (فلسطينيي 48)، يعملون في بلدة قريبة، قد جلسوا يتسامرون في منطقة وادي الدرجة المحتلة، قرب شاطئ البحر الميت. فداهمهم ثلاثة شبان يهود ودخلوا معهم في سجال متوتر. فغادر الثلاثة، ثم عادوا ومعهم نحو عشرة شبان ملثمين وراحوا يرجمونهم بالحجارة، ثم اقتربوا منهم ورشّوا عليهم غازًا مسيلاً للدموع وغاز الفلفل وراحوا يعتدون عليهم بالضرب المبرح بالعصي. وقد أغمي على الشابة عدة مرات وهي بين أيديهم. ثم أحرقوا السيارتين الفلسطينيتين. وفروا من المكان بعد سماعهم صوت سيارات الشرطة.
وتبين من التحقيقات الأولية ان المعتدين هم جزء من عشرين عضواً في «شبيبة التلال» الإرهابية الذين تم وضعهم في الحجر الصحي داخل فندق ضمن اعتقال منزلي، ولكنهم اعترضوا على ذلك. فقررت المخابرات إقامة خيمة حجر تابعة للجيش الإسرائيلي في غور الأردن. وقد وصفت ظروف احتجازهم هناك بأنها «خدمة VIP» وبأنها بمستوى «خمس نجوم». ومع أنهم وافقوا على ذلك فإنهم خلال نقلهم إلى الخيمة فروا من الحافلة العسكرية فطاردتهم الشرطة واعتقلتهم. وساقتهم بالقوة إلى الخيمة. ولكنها تركتهم من دون حراسة، بعد أن تعهدوا بعدم الفرار مرة أخرى. ووفرت لهم مولداً للكهرباء وطعاماً وأثاثاً. وقدمت لهم وسائل وقاية من فيروس كورونا.
وعقب مصدر أمنى إسرائيلي على الحدث، لوسائل الإعلام العبرية، قائلاً إن هذا الحادث «دليل آخر على أن هذه مجموعة إرهابية لا تستحق التعامل معها بالمسايرة». وقال الناطق بلسان حركة «سلام الآن» الإسرائيلية إن «المسألة أعمق من مجرد اعتداء. فهذه مجموعة كبيرة من الشباب اليميني الإرهابي الذي يحظى بالدعم والدلال من حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو منذ سنوات طويلة ومن سلطات الجيش والمخابرات أيضاً. وهذا الاعتداء هو نتيجة حتمية لهذا التعامل. إن مكان هؤلاء الإرهابيين الطبيعي هو السجن وليس خيمة VIP تحت حماية الجيش. والتصريحات التي نسمعها من قيادة أجهزة الأمن ومن بعض الوزراء ضد هذا الاعتداء هي مجرد عهر. فهم يتحملون مسؤولية عن هذا النشاط الإرهابي».
وذكر الناطق أن «اعتداءات (شبيبة التلال)، أدت خلال السنوات الماضية، إلى قتل فلسطينيين عديدين، بينهم ثلاثة من عائلة الدوابشة، الذين أحرق منزلهم في قرية دوما وهم نيام. فقط في شهر فبراير (شباط) الماضي، ألغى وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمر اعتقال إدارياً بحق مستوطن متطرف مشتبه بتنفيذ هجوم إرهابي بحق فلسطيني، في خطوة غير مسبوقة تأتي خلافاً لتوصية جهاز الأمن الإسرائيلي العام (شاباك)».


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».