اعتدى مجموعة من المستوطنين اليهود الأعضاء في تنظيم «شبيبة التلال» الإرهابي، على ثلاثة من الشباب الفلسطيني، مساء أمس (الاثنين)، بالضرب الدموي وأحرقوا سيارتين كانتا بحوزتهم قرب شاطئ البحر الميت في الضفة الغربية المحتلّة. وقد وصف مصدر أمني إسرائيلي هذا الاعتداء بالإرهابي. وقالت حركة «سلام الآن» إن أجهزة الأمن تتحمل مسؤولية انفلات هذه العناصر.
وأعربت مصادر أمنية عن اعتقادها أن هؤلاء المعتدين هم «مجموعة من الإرهابيين اليهود الذين لا يتورعون عن تنفيذ اعتداءات على رجال الأمن الإسرائيليين وعلى فلسطينيين أبرياء. نحن نتعامل معهم بإنسانية ونسعى لحمايتهم من كورونا وهم يستغلون ذلك لتنفيذ جرائم».
وكان شابان فلسطينيان من الضفة الغربية وشابة من سكان حيفا (فلسطينيي 48)، يعملون في بلدة قريبة، قد جلسوا يتسامرون في منطقة وادي الدرجة المحتلة، قرب شاطئ البحر الميت. فداهمهم ثلاثة شبان يهود ودخلوا معهم في سجال متوتر. فغادر الثلاثة، ثم عادوا ومعهم نحو عشرة شبان ملثمين وراحوا يرجمونهم بالحجارة، ثم اقتربوا منهم ورشّوا عليهم غازًا مسيلاً للدموع وغاز الفلفل وراحوا يعتدون عليهم بالضرب المبرح بالعصي. وقد أغمي على الشابة عدة مرات وهي بين أيديهم. ثم أحرقوا السيارتين الفلسطينيتين. وفروا من المكان بعد سماعهم صوت سيارات الشرطة.
وتبين من التحقيقات الأولية ان المعتدين هم جزء من عشرين عضواً في «شبيبة التلال» الإرهابية الذين تم وضعهم في الحجر الصحي داخل فندق ضمن اعتقال منزلي، ولكنهم اعترضوا على ذلك. فقررت المخابرات إقامة خيمة حجر تابعة للجيش الإسرائيلي في غور الأردن. وقد وصفت ظروف احتجازهم هناك بأنها «خدمة VIP» وبأنها بمستوى «خمس نجوم». ومع أنهم وافقوا على ذلك فإنهم خلال نقلهم إلى الخيمة فروا من الحافلة العسكرية فطاردتهم الشرطة واعتقلتهم. وساقتهم بالقوة إلى الخيمة. ولكنها تركتهم من دون حراسة، بعد أن تعهدوا بعدم الفرار مرة أخرى. ووفرت لهم مولداً للكهرباء وطعاماً وأثاثاً. وقدمت لهم وسائل وقاية من فيروس كورونا.
وعقب مصدر أمنى إسرائيلي على الحدث، لوسائل الإعلام العبرية، قائلاً إن هذا الحادث «دليل آخر على أن هذه مجموعة إرهابية لا تستحق التعامل معها بالمسايرة». وقال الناطق بلسان حركة «سلام الآن» الإسرائيلية إن «المسألة أعمق من مجرد اعتداء. فهذه مجموعة كبيرة من الشباب اليميني الإرهابي الذي يحظى بالدعم والدلال من حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو منذ سنوات طويلة ومن سلطات الجيش والمخابرات أيضاً. وهذا الاعتداء هو نتيجة حتمية لهذا التعامل. إن مكان هؤلاء الإرهابيين الطبيعي هو السجن وليس خيمة VIP تحت حماية الجيش. والتصريحات التي نسمعها من قيادة أجهزة الأمن ومن بعض الوزراء ضد هذا الاعتداء هي مجرد عهر. فهم يتحملون مسؤولية عن هذا النشاط الإرهابي».
وذكر الناطق أن «اعتداءات (شبيبة التلال)، أدت خلال السنوات الماضية، إلى قتل فلسطينيين عديدين، بينهم ثلاثة من عائلة الدوابشة، الذين أحرق منزلهم في قرية دوما وهم نيام. فقط في شهر فبراير (شباط) الماضي، ألغى وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمر اعتقال إدارياً بحق مستوطن متطرف مشتبه بتنفيذ هجوم إرهابي بحق فلسطيني، في خطوة غير مسبوقة تأتي خلافاً لتوصية جهاز الأمن الإسرائيلي العام (شاباك)».
يهود هربوا من حجر VIP ونفذوا اعتداء على فلسطينيين
مصدر أمني إسرائيلي وصفهم بـ«الإرهابيين»
يهود هربوا من حجر VIP ونفذوا اعتداء على فلسطينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة