الاستطلاعات تعزز فرص بقاء نتنياهو رئيساً للحكومة

56 % معجبون بإدارته لأزمة «كورونا»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

الاستطلاعات تعزز فرص بقاء نتنياهو رئيساً للحكومة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مدة تكليف بيني غانتس، رئيس حزب «كحول لفان» وفشله في تشكيل حكومة، أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعزز مكانته الجماهيرية أكثر من أي وقت للبقاء في رئاسة الحكومة، ولذلك ظل متردداً في التقدم نحو تشكيل حكومة مع غانتس أو الانتظار لمفاوضات أخرى خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
فقد أظهرت هذه النتائج أن حوالي 56% من الجمهور معجبون بطريقة نتنياهو في إدارة أزمة «كورونا»، معتبرين أنه يدير الأزمة بمسؤولية وموضوعية، في حين اعتبر 41.8% من الإسرائيليين أنه يدير الأزمة بناء على اعتبارات سياسية تخدم مصالحه الشخصية.
وعندما سئل المواطنون كيف سيصوتون إذا أُجريت انتخابات رابعة، حصلت كتلة أحزاب اليمين برئاسة نتنياهو على 64 مقعداً، ما يمكنها من تشكيل ائتلاف حكومي من دون الحاجة إلى انضمام قائمة «كحول لفان»، برئاسة غانتس.
وقد أجرى الاستطلاع مركز «دايركت بولس» الإسرائيلي، ونشرت نتائجه في صحيفة «جروزلم بوست» الصادرة في القدس الغربية باللغة الإنجليزية، وجاءت على النحو الآتي:
معسكر اليمين: 40 مقعداً (له اليوم 36 مقعدا)، حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين يحافظ على قوته (9 مقاعد)، وحزب «يهدوت هتوراة» لليهود الاشكناز المتدينين (8 مقاعد)، وتحالف أحزاب اليمين الراديكالي «يمينا» (إلى اليمين) برئاسة وزير الأمن نفتالي بينيت، يرتفع إلى 7 مقاعد. المجموع: 64 مقعداً.
المعسكر الآخر: «كحول لفان» بالشراكة مع العمل 16 مقعداً (لهما الآن 17)، القائمة المشتركة للأحزاب العربية 15 مقعداً (عدد مقاعدها الآن)، حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان 8 مقاعد (له الآن 6 مقاعد)، ميرتس 5 (لها الآن مقعدان). المجموع: 54 مقعداً.
وبحسب هذه النتائج، لا تتمكن قائمة يمينية يقودها عضوا الكنيست يوعاز هندل وتسفي هاوزر، اللذان انسحبا من «كحول لفان»، من تجاوز نسبة الحسم، إذ تحصل على 2.85% من أصوات الناخبين. كما يفشل حزب «جيشر» برئاسة أورلي ليفي أبيكاسيس من عبور نسبة الحسم (0.93%)، وكذلك قائمة «عوتسما يهوديت» الكاهانيّة برئاسة إيتمار بن غفير.
ويرى المراقبون أن هذه النتائج وضعت نتنياهو في حيرة من أمره. فهو من جهة يتشجع على التوجه إلى انتخابات جديدة، ومن جهة ثانية لا يضمن بقاء هذا الزخم في معركة الانتخابات.
وقد اختلف مساعدو نتنياهو حول حسم هذه المسألة. فبعضهم يراها مناسبة لتحطيم منافسيه تماماً. فقد تمكن من تفسيخ «كحول لفان» إلى قوائم. لكن بعضهم يحذرون من احتمال عودة غانتس لتشكيل تحالفه السابق، خصوصاً أن موشيه يعلون دعاه أمس إلى الاعتراف بالخطأ والعودة إلى تشكيل المعسكر من جديد. وقال يعلون: «لن تكون مشكلة إذا اعترف بالخطأ وقال للجمهور إنه وثق بنتنياهو ولم يتوقع أن يغدره. ولذلك يعلن الطلاق التام منه».
لكن غانتس اختار مواصلة الجهد لتشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو. وألغى جلسة الهيئة العامة للكنيست، لكي يطمئن نتنياهو بأنه ليس مصراً على سن قانون يمنع نائباً متورطاً في لائحة اتهام من تشكيل حكومة. كما تعهد بألا يسعى لتعيين رئيس النيابة السابق شاي نتسان، غريم نتنياهو الذي أصر على محاكمته، قاضياً في المحكمة العليا. وأصدر بياناً مشتركاً مع حزب «الليكود» أكدا من خلاله أن المسؤولين في الحزبين سيمتنعون عن الإدلاء بتصريحات صحافية حول المفاوضات الائتلافية في محاولة لإنجاح فرص «تشكيل حكومة طوارئ وطنية».
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد أصدرت قراراً، الأحد، ترفض فيه دعوى لمنع تكليف نتنياهو، بتشكيل حكومة. وقد أقامت هذه الدعوى 117 شخصية عامة، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين للشاباك (جهاز الأمن العام)، هم عامي ايلون وكرمي جيلون ويوفال ديسكين.
وقد طالبوا بإصدار قرار قضائي يمنع تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة حتى لو حصل على تأييد 61 نائباً من أصل 120 نائباً في الكنيست. وطالبوا بأن تلزم المحكمة المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت بأن يصدر رأياً قانونياً حول الوضع الدستوري الحالي في ما يخص تكليف نتنياهو، بعد أن كان مندلبليت رفض في الماضي إعلان رأي قانوني رسمي بهذا الخصوص.
وجاء في طلب الالتماس أن نتنياهو يدير أزمة فيروس «كورونا» وسط تضارب وتناقض مصالح بين واجب العمل من أجل الصالح العام لجميع مواطني إسرائيل وبين مصلحته الشخصية، كمتهم بمخالفات جنائية يسعى إلى تخليص نفسه من المحاكمة.
وقررت المحكمة أن هذه المسألة لا تزال نظرية حتى هذه المرحلة، ولم يتم اتخاذ أي خطوات عملية، إذا لم ينقل رئيس الدولة رؤوبين ريفلين التفويض لنتنياهو.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.