مصر: أطباء نفسيون يدعمون زملاءهم في جبهة «كوفيد ـ 19»

عبر مبادرة افتراضية تهدف إلى تخفيف معاناتهم اليومية

الصفحة الرئيسية لموقع المبادرة الجديدة
الصفحة الرئيسية لموقع المبادرة الجديدة
TT

مصر: أطباء نفسيون يدعمون زملاءهم في جبهة «كوفيد ـ 19»

الصفحة الرئيسية لموقع المبادرة الجديدة
الصفحة الرئيسية لموقع المبادرة الجديدة

في محاولة لمساندة زملائهم العاملين على خط مجابهة فيروس «كورونا المستجد»، دشن أطباء نفسيون مصريون مبادرة افتراضية لتقديم دعم نفسي لأطباء مستشفيات الحجر الصحي والحميات، للتخفيف من آلام وإرهاق عمليات مواجهة الفيروس. عبر جلسات علاجية تقدم «أون لاين» بواسطة أطباء نفسيين متطوعين.
وتهدف المبادرة إلى تقديم جميع أشكال الدعم النفسي لمن يحتاجه من الأطباء وأطقم التمريض الذين يعملون في مستشفيات العزل الصحي والحميات وجميع المستشفيات والمنشآت الصحية التي تتعامل مع حالات فيروس «كورونا المستجد» عبر التواصل المباشر على موقع المبادرة «الدعم النفسي للطواقم الطبية»، الذي تم تدشينه خصيصاً لهذا الأمر.
ولطمأنة الأطباء الذين يحتاجون إلى دعم نفسي، نُشرت قائمة بأسماء الأطباء والاختصاصيين النفسيين المتطوعين في البرنامج، ومؤهلاتهم العلمية وملخص سيرهم المهنية، والمواعيد التي خصصوها من وقتهم لتلقي اتصالات زملائهم الذين يحتاجون إلى استشارات نفسية أو جلسات علاج، ويختار طالب الخدمة اسم الطبيب الذي يود التواصل معه من القوائم المنشورة على الموقع الإلكتروني أو صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ويتواصل معه مباشرة، وتستغرق جلسة العلاج 45 دقيقة، عبر خاصية الفيديو بالموقع الإلكتروني.
ووفقاً للطبيب النفسي، مصطفى حسين، مؤسس المبادرة، فإنّ برامج التواصل بالفيديو على الموقع الإلكتروني تخضع لتشفير يضمن تأمينها ضد الاختراق لضمان سرية الجلسات، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «بعض الزملاء الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية يحتاجون أحياناً إلى جلسات كثيرة بسبب إصابتهم بمشكلات نفسية نتيجة الضغوط التي يعايشونها أثناء مواجهتهم فيروس كورونا» مشيراً إلى أنه «بعدما يختار متلقي الخدمة طبيباً نفسياً يتواصل معه، يكتشف الطبيب أن حالته تحتاج إلى تخصص نفسي محدد، أكثر دقة، فيقوم بتحويله إلى طبيب متطوع آخر».
وبلغ عدد الأطباء والاختصاصيين النفسيين المتطوعين بالبرنامج في اليوم الأول لانطلاقه نحو 40 طبياً واختصاصياً ينتمون لأجيال مختلفة، ويتلقى البرنامج بشكل متواصل طلبات جديدة من أطباء يطلبون التطوع والمشاركة.
ويرى مؤسس المبادرة أن عدم توافر أدوات الحماية الطبية الخاصة بأطباء مواجهة كورونا، يزيد من خوفهم وقلقهم، بجانب تغير أسلوب تعامل المواطنين العاديين معهم، باعتبارهم مصدراً للعدوى، خصوصاً في محيطهم الاجتماعي من الجيران بالحي أو الشارع الذي يعيشون به.
ورغم حال التقدير والاحتفاء الرسمي والشّعبي بجهود الأطباء في مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، فإنّ مصر شهدت في الفترة الماضية وقائع تنمر عدة ضد أطباء.
وتقدم المبادرة نصائح علمية عامة موجهة للأطباء والطواقم الطبية العاملين في مواجهة كورونا، لدعمهم في التصدي للفيروس، والضغوط النفسية الناتجة عن طبيعة عملهم، وتهدف جلسات العلاج النفسي القصيرة إلى خلق مساحات تنفيس في بيئة آمنة تضمن عدم تطور الأعراض المؤقتة إلى حالة مرضية دائمة عقب انتهاء أزمة الفيروس.
«وتُبنى المبادرة على أساس (من يرعى الراعي)»، حسب تعبير الطبيبة النفسية الدكتورة سالي توما، إحدى الطبيبات المتطوعات في البرنامج، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «من المعروف أنّ مقدمي الخدمة دائماً يعانون من النسيان والرعاية، لذلك من المهم جداً أن يشعروا بدعم المجتمع لهم، حتى يمكنهم المواصلة، وبجانب جلسات العلاج ننشر معلومات علمية عن إدارة القلق والخوف والاكتئاب، وجميع الأعراض التي قد تظهر عليهم نتيجة الضغوط».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».