عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> جميل بن محمد علي حميدان، وزير العمل والتنمية الاجتماعية البحريني، ألقى خلال كلمة عن بُعد، أول من أمس، في افتتاح الملتقى السنوي الرابع للتدريب والكوتشينج الذي تنظمه جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية، بمناسبة يوم الكوتشينج البحريني، وأكد أن «الكوتشينج» بات يستهدف جميع فئات المجتمع ليسهم في تحديد مسارات حياة الفرد الشخصية والمهنية، ويشارك في تنظيم المؤسسات وفق منهجيات الإدارة وأساليب القيادة الناجحة التي من شأنها أن ترفع الكفاءة والإنتاجية في مختلف الظروف.
> شوقي عاشق يوسف، وزير العمل الجزائري، أجرى، أول من أمس، زيارة إلى مركز التشخيص والكشف والعلاج بحسين داي، وأكد أن قطاعه قام بتسخير كافة الإمكانيات التابعة له من أجل المساهمة في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، وهو ما يندرج في إطار الجهد الوطني للتصدي ومحاربة فيروس كورونا. كما دعا «يوسف» جميع المواطنين للبقاء في بيوتهم حيث يمكنهم الحصول على جميع الخدمات عن بعد عبر الوسائل الرقمية التي يجدونها في الموقع الإلكتروني لوزارة العمل.
> هشام الجودر، سفير ‎البحرين بمصر، أشرف أول من أمس، على عودة رحلة خاصة تقل 165 مواطنا وطالبا بحرينيا إلى المملكة من مطار القاهرة الدولي، كرحلة أولى في ظل غلق المجال الجوي نتيجة فيروس كورونا المستجد. وتابع قيام مكتب الحجر الصحي بالمطار إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمسافرين، وتوفير أدوات الحماية الشخصية لهم من معقمات وكمامات وقفازات طبية. يذكر أنه سيتم تسيير البحرين رحلة أخرى خلال الأيام المقبلة لتسهيل مهمة رجوع عدد آخر من أبناء المملكة.
> المهندس عصام بن عبد الله خلف، وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بالبحرين، كشف عن قرب إطلاق مشروع وكالة الثروة الحيوانية الخاص بتوصيل الذبائح إلى المنازل، والذي يهدف لوقف الذبح العشوائي البعيد عن الرقابة في الحظائر وضمان سلامة وصحة الذبائح والنقل الصحي لها من المسلخ إلى المنزل. وأوضح أن المشروع يعتمد على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدام منصة اتصال لشركة توصيل الطلبات، وتوصيل اللحوم للمنزل في وسائل نقل مبرده تحافظ على سلامتها.
> الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري، أجرى جولة تفقدية، أول من أمس، في مدينة العلمين الجديدة، لمتابعة استمرار العمل في مختلف المواقع، واطمأن الوزير على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والاحتياطات لضمان سلامة وصحة العاملين بالمشروعات المختلفة بالمدينة سواء في مواقع العمل، أو المكاتب، أو أماكن مبيت وإقامة العمال، مؤكداً أنه سيتم الاستعانة بشركات مياه الشرب لتعقيم وتطهير المواقع بشكل دوري، والتنسيق مع شركات المقاولات لتوفير الكمامات والقفازات وغيرها من أدوات الحماية والوقاية للعاملين.
> الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة بمصر، أشادت أول من أمس، بحملة التوعية المجتمعية التي أطلقتها صحيفة «صوت الأمة» بعنوان «أوقفوا التنمر... كورونا مش جريمة»، لوقف التنمر ضد مصابي فيروس كورونا. وأعربت عن فخرها أن تكون ضمن المشاركات بالحملة، معبرة عن رفضها اعتبار الإصابة بالفيروس وصمة عار تستدعي معاقبة المصابين ورفض التعامل معهم أو مع المخالطين لهم والتنمر عليهم بما أصابهم، في وقت يحتاجون فيه إلى الدعم النفسي.
> محمد واجعوط، وزير التربية الوطنية الجزائري، وجه رسالة شكر وتقدير إلى كل من ساهم في تسجيل الحصص التعليمية عن بُعد، لفائدة التلاميذ. وقال في الرسالة، التي نشرتها الوزارة في صفحتها الرسمية أول من أمس: «نقف وقفة إجلال لكل من يساهم من قريب أو من بعيد في رفع التحدي مع كل إشراقة شمس جديدة»، مشيدا بموظفي قطاع التربية الوطنية بجميع فئاتهم وفي مقدمتهم الأساتذة والمفتشون وكافة التقنيين الذين تجندوا لتسجيل حصص تعليمية لفائدة التلاميذ.
> الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أشرفَ أول من أمس على إطلاق قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة لمبادرة «معاك في البيت»، في إطار جهود توصيل الخدمات الثقافية والتنويرية عن بُعد، وأكد أن المبادرة تهدف لاستمرار التواصل مع زوار مكتبة الإسكندرية، منذ الآن وحتى بداية شهر رمضان الكريم عن طريق تقديم برامج مصممة خصيصا تشمل جولات حية من داخل متاحف ومعارض المكتبة، وتُبث مباشرة على قناتها على موقع يوتيوب، بالإضافة إلى صفحاتها الرسمية على موقع «فيسبوك».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».