أميركا الأكثر تأثراً بـ«كوفيد ـ 19»... وترمب أمام «أكبر قرار في حياته»

سجلت نصف مليون إصابة وتجاوزت وفياتها حصيلة إيطاليا

ممرضات وعمال صحة يكرّمون زميلاً توفي بعد إصابته بفيروس {كورونا} خارج مستشفى في نيويورك أول من أمس (أ.ف.ب)
ممرضات وعمال صحة يكرّمون زميلاً توفي بعد إصابته بفيروس {كورونا} خارج مستشفى في نيويورك أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أميركا الأكثر تأثراً بـ«كوفيد ـ 19»... وترمب أمام «أكبر قرار في حياته»

ممرضات وعمال صحة يكرّمون زميلاً توفي بعد إصابته بفيروس {كورونا} خارج مستشفى في نيويورك أول من أمس (أ.ف.ب)
ممرضات وعمال صحة يكرّمون زميلاً توفي بعد إصابته بفيروس {كورونا} خارج مستشفى في نيويورك أول من أمس (أ.ف.ب)

باتت الولايات المتحدة البلد الأكثر تأثراً في العالم بوباء «كوفيد - 19» بعد تخطيها إيطاليا من حيث حصيلة الوفيات، وتسجيل أعلى عدد إصابات بحسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.
وتجاوزت الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة نصف مليون خلال عطلة عيد الفصح، بينما تجاوز عدد الوفيات 18860، بعد تسجيل أعلى حصيلة وفيات يومية بـ2000 حالة. وقال الرئيس دونالد ترمب إن قرار موعد العودة بأمان للعمل في البلاد سيكون «أكبر قرار» سيتعين عليه اتخاذه «في حياته». وحذر خبراء الصحة العامة من أن عدد وفيات المرض قد يصل إلى 200 ألف في الولايات المتحدة خلال الصيف إذا تم رفع الإجراءات غير المسبوقة لمكافحة المرض، والتي شملت إغلاق أغلب الأعمال وبقاء أغلب الأميركيين في منازلهم، بعد 30 يوما من فرضها فقط.
وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة: «يتعيّن علي أن أتّخذ قرارا، وأنا آمل فقط من الله بأن يكون القرار الصائب. لكنّي أقول دون أي شكّ إنّه سيكون أصعب قرار يتوجب عليّ اتّخاذه». وترمب الذي يُواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) يحرص على إعادة فتح الاقتصاد الأميركي بعد أسابيع من تطبيق إجراءات حازمة أغلقت الأعمال وجمّدت النقل في جميع أنحاء البلاد لإبطاء انتشار الفيروس.
فالاقتصاد القوي ما قبل كورونا كان أهمّ نقاط قوّة حملة إعادة انتخابه. لكنّ الرئيس الأميركي يواجه تحذيرات من أنّ إعادة فتح مبكرة للاقتصاد قد تُعرّض حياة الناس للخطر وتتيح للفيروس تشكيل بؤر انتشار جديدة. وكرر ترمب: «يتعيّن علي اتّخاذ أكبر قرار في حياتي».
ومع اقتراب الإجراءات الفيدراليّة بشأن العزل والتباعد الاجتماعي وغيرها، من نهايتها أواخر الشهر، تتزايد التوقّعات بأنّ ترمب سيُبلغ الأميركيين بأنّه يمكنهم استئناف نشاطهم الطبيعي ابتداء من مايو (أيار)، على الأقلّ في أجزاء من البلاد. ومع أنّ القرار سيرتكز جزئياً على البيانات الطبية، فإنّ الاعتبارات السياسية ستلقي بثقلها، وكذلك نصائح مجتمع الأعمال الذي تضرّر كثيراً جرّاء الإغلاق، حيث انخفضت الإيرادات وارتفع معدل البطالة بشكل غير مسبوق.
لكنّ الخطوة الأهمّ تتمثّل في إعلان ترمب عزمه على تشكيل خليّة عمل جديدة تضمّ أعضاء جدداً، الثلاثاء. وقال: «سأسمّيها خليّة عمل فتح بلادنا، أو مجلس فتح بلادنا». وأضاف أن المجموعة ستضمّ «أطبّاء كبارا ورجال أعمال، وربّما أيضا حكّام ولايات». وفي إشارة إلى سعيه لحشد تأييد واسع لِما قد يكون قرارا سياسيا خطيرا، لفت ترمب إلى أنه يريد تمثيلا سياسيا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في خليّة العمل.
وقال «أريد أن أعيّن فيها أعضاء من الحزبين».
وطمأن ترمب المنتقدين الذين يقولون إنه يخاطر بالاندفاع لفتح البلاد، قائلا إنّ الرأي الطبي سيكون الأساس. وتابع: «نحن ندرس موعدا، ونأمل في أن نكون قادرين على الوفاء بموعد معيّن، لكننا لن نفعل شيئا حتى نتيقّن من أنّ الصحة في هذه البلاد ستكون جيدة». وأردف: «لا نريد العودة إلى الوراء»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتسببت أوامر البقاء في المنزل المفروضة في أنحاء 42 ولاية في الأسابيع الماضية في تبعات ضخمة على الاقتصاد الأميركي، وتوقع خبراء اقتصاديون أن يصل عدد من خسروا وظائفهم إلى 20 مليونا بنهاية الشهر الحالي، وفق وكالة «رويترز»، بما أثار تساؤلات عن إمكانية استمرار إغلاق الأعمال والقيود على التنقلات والسفر. لكن بيانات جديدة صادرة عن الحكومة الأميركية تظهر أن عدد الإصابات الجديدة سيرتفع خلال الصيف، إذا تم رفع أوامر البقاء في المنزل بعد 30 يوما فقط، وذلك وفقا لتوقعات نشرتها في البداية «نيويورك تايمز» وأكدها مسؤول في وزارة الأمن الداخلي.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.