إقامة المباريات من دون جمهور ليس الخيار المفضل للإنجليز

الدوري الإيطالي حائر بين شبح الخسائر المالية واستئناف نشاطه رغم أزمة «كورونا»

جماهير ليفربول ستتجمع خارج الأبواب المغلقة إذا فاز فريقهم ببطولة الدوري من دون حضورهم في المدرجات (رويترز)
جماهير ليفربول ستتجمع خارج الأبواب المغلقة إذا فاز فريقهم ببطولة الدوري من دون حضورهم في المدرجات (رويترز)
TT

إقامة المباريات من دون جمهور ليس الخيار المفضل للإنجليز

جماهير ليفربول ستتجمع خارج الأبواب المغلقة إذا فاز فريقهم ببطولة الدوري من دون حضورهم في المدرجات (رويترز)
جماهير ليفربول ستتجمع خارج الأبواب المغلقة إذا فاز فريقهم ببطولة الدوري من دون حضورهم في المدرجات (رويترز)

ستفقد كرة القدم الإنجليزية جاذبيتها إذا تم إجبار الأندية على استكمال الموسم من دون حضور الجماهير للملاعب، وفقاً لدوردون تايلور، الرئيس التنفيذي لاتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين الذي قال: «إنه ليس الخيار المفضل». وتم تعليق كل الدوريات في بريطانيا حتى 30 أبريل (نيسان) الجاري؛ حيث تواصل البلاد جهودها للقضاء على انتشار وباء فيروس «كورونا». ولكن يتوقع أن يستمر التأجيل لوقت أطول في إنجلترا.
وأبدى عديد من الأندية الرغبة لاستكمال الموسم، مع تبقي تسع مباريات على نهاية الدوري، ولكن عند سؤاله عن احتمالية بقاء الجماهير في المنزل، بينما تلعب الأندية مبارياتها، قال رئيس اتحاد اللاعبين تايلور، إنه من الأفضل الانتظار حتى يهدأ الفيروس.
وقال تايلور: «هذا الأمر ليس على رأس جدول الأعمال لفترة طويلة». وأضاف: «اللعب خلف الأبواب المغلقة يعتبر حقاً عقوبة على النادي، عندما يكون هناك سلوك سيئ. عندما كانت لدينا مثل هذه المواقف كان الأمر يشبه الحصول على وجبة خفيفة للغاية». وأضاف: «أعتقد أن مسؤولي البث سيفضلون أكثر تمديد الموسم، والحصول على شيء حقيقي عندما يهدأ انتشار الفيروس».
وقام إيان دينيس، كبير المعلقين الإذاعيين في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بتغطية عديد من المباريات على مستوى النخبة، التي أقيمت خلف الأبواب المغلقة، من بينها مباراة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الكرواتي في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، بمدينة رييكا. وقال دينيس: «كان شيئاً تاريخياً؛ لأنها كانت المرة الأولى التي يضطرون فيها للعب من دون جماهير. ولكن كان الأمر غريباً للغاية». وأضاف: «لم تكن هناك أجواء، بإمكانك سماع اللاعبين تتحدث، والمدربين يصرخون من على مقاعد البدلاء. كان بمثابة تذكير بأن اللعبة تعتمد على المشجعين. وكان البعض لا يزال يحاول الحصول على موقع المراقبة».
الأمن سيكون مشكلة أخرى خلال اللعب أمام مدرجات خالية؛ خصوصاً لليفربول الذي يبتعد عن لقبه الأول في آخر 30 عاماً بانتصارين فقط؛ حيث يرجح أن تتجمع الجماهير في الخارج.
وأضاف دينيس: «بالنظر إلى أنه سيكون لقب ليفربول الأول منذ 1990، سيظل لديك أنصار يحضرون ليكونوا جزءاً منه». وتابع: «أعتقد أن هذا يسبب صداعاً كبيراً لدى الشرطة. خدمات الطوارئ يجب أن تكون موجودة بموجب القانون. ولكني أعتقد في هذه المرحلة، أن الدوريات ستظل محكومة من قبل الحكومة».
كما أن المتطلبات القانونية تستلزم وجود الجهاز الطبي في المباريات التي تقام خلف الأبواب المغلقة، وربما تفضل الحكومة أن يكون الأطباء متوفرين في مكان آخر للتعامل مع فيروس «كورونا».
وأينما تستأنف مباريات الدوري، فما زال هناك بطولات كؤوس يجب التفكير فيها؛ حيث تتبقى مباريات دور الثمانية في بطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا. لذلك، هل سيكون هناك ازدحام كبير في جداول المباريات؟
وعند سؤاله عن إمكانية إلغاء المنافسات التي يخرج فيها الفريق من الأدوار الإقصائية، رد تايلور قائلاً: «كفريق تأهل لهذا الدور في كأس الاتحاد الإنجليزي، سيكون من غير الطبيعي، بعض الشيء، تعليقها والبدء مرة أخرى». وأضاف: «أعتقد أنه من الأفضل لكل المسابقات أن تقام على فترة أطول، ومن ثم يبدأ الموسم المقبل متأخراً».
وستكون أيضاً جاهزية اللاعبين البدنية قضية رئيسية. وفي وقت سابق ناقشت صحيفة «إندبندنت» البريطانية فكرة الإبقاء على اللاعبين في معسكرات تدريبية، على غرار كأس العالم، على أن تقام المباريات بشكل متتابع في «حدث تلفزيوني ضخم». وقال تايلور: «ازدحام المباريات كان أحد الأسباب الرئيسية التي بسببها طلبنا فترة راحة شتوية». وأضاف: «يجب أن ننظر لمصلحة اللاعبين. عندما يكون هناك حديث عن وجودهم في الفنادق وحبسهم، لديهم عائلاتهم للتفكير فيهم».
وتابع: «عندما تستأنف المسابقات التي لا نعلم حقيقة متى سيكون، نتمنى أن يحصل اللاعبون على فترات راحة مناسبة بين المباريات». إذا لم تتحسن الأمور بحلول شهر يونيو (حزيران)، فربما يكون هناك حديث عن إعلان الموسم مُلغى وباطلاً، وهو ما فعله الاتحاد الإنجليزي بالفعل مع الدوريات غير المحترفة. واستبعد تايلور الفكرة قائلاً: «كيف يمكنك أن تستمتع بموسم جديد ولم ينتهِ الموسم السابق بشكل ملائم؟». وأكد: «يجب أن ننتظر لأي فترة حتى تعود الأمور لطبيعتها. أعتقد أن هذا يرسل رسالة أفضل من الإلغاء والبدء مرة أخرى».
وفي إيطاليا، دفع احتمال إقامة المباريات من دون جماهير، والتعقيدات في إجراء التدريبات جراء القيود الصحية، اتحادات الرغبي والسلة والطائرة إلى إلغاء مواسمهم من دون تحديد الفائزين بألقاب. ولكن دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الذي أثبتت نتائج الاختبارات إصابة 16 من لاعبيه بفيروس «كورونا»، لا يزال يناقش مستقبله؛ حيث الأمور المالية أكثر أهمية بكثير من الألعاب الرياضية الجماعية الأخرى.
ويتم بالفعل ترتيب ضوابط طبية صارمة، قبل الاستئناف المحتمل للنشاط الرياضي من جانب الاتحاد الإيطالي للأطباء الرياضيين. وبعد كل شيء، فإن شبح الخسائر المالية التي يبلغ مجموعها حوالي 700 مليون يورو (760 مليون دولار) في حالة إلغاء المراحل الـ12 المتبقية من عمر الدوري الإيطالي، يدفع عديداً من الأندية للشعور بالذعر.
ولكن يوفنتوس، حامل لقب المسابقة في المواسم الثمانية الأخيرة، ويتصدر البطولة حالياً بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه لاتسيو، استعرض عضلاته، على حد تعبير جون إلكان الذي يرأس شركة «إكسور» المسيطرة على النادي، وهو ابن عم أندريا أنييلي رئيس النادي. وقال إلكان في رسالة إلى أصحاب المصلحة في «إكسور»: «يوفنتوس يدخل المرحلة التالية من تطويره بمكانة قوية على الساحة الأوروبية».
واتفق يوفنتوس بالفعل مع لاعبي كرة القدم على تعليق الأجور، بدءاً من مارس (آذار) الماضي حتى يونيو القادم، مما يوفر حوالي 90 مليون يورو في السنة المالية الحالية، مع إجراء تخفيضات سيتم التفاوض عليها في حالة استئناف النشاط. واتفقت رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي، يوم الاثنين الماضي، على أن تسير الأندية الـ19 الأخرى على نهج يوفنتوس؛ لكن الخطة أثارت غضب لاعبي كرة القدم والمدربين، ويبدو أنه من المقرر أن تحل محلها مفاوضات فردية أو بواسطة النادي.
ورغم ذلك، أظهر الجدل بشأن إلغاء أو استئناف المنافسات انقساماً تقليدياً بين أندية الدوري. ورغم أن الأنشطة الرياضية لا تزال محظورة في جميع أنحاء البلاد، فإن كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو، قد أعلن هذا الأسبوع أن مكان معسكر الفريق في بلدة فورميلو تم تطهيره بالكامل، وأصبح جاهزاً لحصص التدريب. وقال لوتيتو الذي اقترح أيضاً إجراء اختبارات الأجسام المضادة للاعبين: «أريد أن أشدد على أن صحة المواطنين والموظفين لا يجب تجاهلها أبداً».
وأوضح رئيس لاتسيو: «إذا أوقفت لاعباً (لكرة قدم) لمدة شهرين، فإنك تتسبب في حدوث ركود رياضي وضرر بدني أيضاً».
ويشعر البعض أن لوتيتو يحاول تحقيق أقصى استفادة من المركز الثاني الذي يحتله فريقه حالياً بجدول المسابقة، وهو الانطباع الذي عبر عنه ماسيمو سيلينو رئيس بريشيا الذي أبدى معارضته الشديدة لاستئناف البطولة. وتعد مدينة بريشيا، الواقعة غرب ميلانو وبرغامو، إحدى أكثر المناطق الإيطالية تضرراً من تفشي الفيروس، وهو ما ألقى بظلاله القاتمة على جماهير الفريق واللاعبين. وتردد أن سيلينو تبادل وجهات النظر مع لوتيتو الذي يعتقد أن فريق بريشيا (المتعثر) يعلق آماله في البقاء بالمسابقة على إلغاء البطولة؛ خصوصاً في ظل نتائجه الباهتة هذا الموسم، وتذيله جدول الترتيب حالياً، عقب خسارته صفر - 3 أمام ساسولو.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».