كولكر: المباريات من دون جمهور مثل غناء كبار المطربين في مسرح فارغ

مدافع نادي ألانياسبور التركي يؤكد وجود كثير من الدروس يمكن استخلاصها من أزمة «كورونا»

ستيفن كولكر في إحدى مواجهات الدوري التركي في يناير الماضي
ستيفن كولكر في إحدى مواجهات الدوري التركي في يناير الماضي
TT

كولكر: المباريات من دون جمهور مثل غناء كبار المطربين في مسرح فارغ

ستيفن كولكر في إحدى مواجهات الدوري التركي في يناير الماضي
ستيفن كولكر في إحدى مواجهات الدوري التركي في يناير الماضي

يقول المدافع الإنجليزي ستيفن كولكر عن الهدف الذي سجله وقاد به فريقه، ألانياسبور، للفوز على نادي غازي عنتاب في المباراة التي أقيمت من دون جمهور في الدوري التركي الممتاز: «لقد سجلت هدف الفوز ولم أحتفل به». وكانت هذه المباراة واحدة من المباريات التي لعبت في الدوري التركي الممتاز قبل إيقاف المباريات بسبب تفشي وباء كورونا. وكانت تركيا من بين آخر الدول التي قررت إيقاف المسابقات الرياضية بسبب انتشار الفيروس.
وتشتهر الأجواء في تركيا بأنها صاخبة للغاية، وبالتالي كانت إقامة المباريات من دون جمهور بمثابة تذكير بأهمية الجماهير في عالم كرة القدم. وسواء أكانت المباريات تلعب بجمهور أو من دون جمهور، فقد قدم نادي ألانياسبور موسما جيدا للغاية، حيث يحتل المركز السادس في جدول ترتيب الدوري التركي الممتاز، كما وصل للدور نصف النهائي للكأس وحقق الفوز في مباراة الذهاب خارج ملعبه أمام أنطاليا سبور بهدف دون رد، في انتظار مباراة العودة على ملعبه. ولم يسبق لنادي ألانياسبور الفوز بأي بطولة خلال تاريخه الذي يمتد على مدار 72 عاما.
يقول كولكر، الذي انضم لألانياسبور في يناير (كانون الثاني) 2019: «لقد لعبنا أسبوعا واحدا من دون جمهور، ولم يكن الأمر جيداً. لم يكن ممتعاً على الإطلاق. لقد جعلني ذلك أدرك أهمية اللعب أمام الجماهير كل أسبوع، خاصة عندما تذهب إلى مواجهة الأندية الكبرى في إسطنبول. في الحقيقة، لم أر مثل تلك الأجواء التي تلعب فيها المباريات في إسطنبول، حتى في الدوري الإنجليزي الممتاز. فالأجواء هناك مميزة للغاية وتعطي كرة القدم أهمية كبرى، وبالتالي لا يمكن تخيل مباريات كرة القدم من دون جمهور. صحيح أن الأجواء تتسم بالعداء في تلك الملاعب، لكنني أحب مثل هذه الأجواء، وهذا هو ما نلعب كرة القدم من أجله، حيث تجعلك هذه الأجواء تشعر بحماس شديد. أنا سعيد لأنهم أوقفوا الدوري، لأن اللعب دون جمهور مختلف تماما فهو مثل غناء كبار المطربين في مسرح فارغ».
وقد تعرض مسؤولو الدوري التركي الممتاز لانتقادات شديدة بسبب التأخر في تأجيل المباريات، ولا أحد يعرف متى ستُستأنف المباريات. وقد عاد اللاعبون إلى التدريبات للحفاظ على لياقتهم البدنية، لكن لا يُسمح لهم بالعمل إلا ضمن مجموعات منفصلة تضم كل منها لاعبين اثنين فقط، كما لا يسمح بوجود أكثر من أربعة لاعبين في مكان واحد في أي وقت. وبعيدا عن كرة القدم، يتم الحفاظ على التباعد الاجتماعي أيضا من أجل الحد من انتشار الفيروس.
يقول كولكر: «إننا جميعا ندرك أهمية التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس، كما أن الجميع داخل النادي يولون أهمية قصوى لصحتنا وصحة عائلاتنا وصحة جمهورنا وصحة سكان المدينة. صحيح أن الأمر يدعو إلى الإحباط، لكن هناك بالتأكيد أشياء أكبر على المحك. إننا نحاول فقط القيام بواجبنا من خلال البقاء في المنزل قدر الإمكان».
ويضيف: «ألانيا مدينة ساحلية، وتصل درجة الحرارة بها إلى نحو 25 درجة مئوية، ولديها شاطئ رائع. وتعتمد المدينة على السياحة، لكنها الآن خالية لأن السياح لا يستطيعون الدخول إلى البلاد، لذلك فالمطاعم مغلقة ويتم تقديم الطعام من خلال خدمة التوصيل إلى المنازل فقط؛ كما أن المقاهي مغلقة. ليس هناك حظر شامل، لكنهم ينصحون الناس بشدة بالبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا إذا كان ذلك ضرورياً للغاية».
ويتميز كولكر بسلوكه الهادئ، سواء داخل الملعب أو خارجه. لكن نجله ووالديه موجودون الآن في إنجلترا، وهو ما يعني أنه بعيد عن أحبائه. يقول المدافع السابق لتوتنهام هوتسبير وكوينز بارك رينجرز: «عادت عائلتي إلى الوطن، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة لي. لقد كانت هناك رحلات للعودة مباشرة بعد مباراة إسطنبول يوم الأحد، لكن تم إلغاء جميع الرحلات، لذلك فالأمر صعب حقاً. في مثل هذه الأوقات أريد أن أكون مع أحبائي، لكن لحسن الحظ فإننا نتواصل قدر الإمكان عبر مكالمات الفيديو».
وتطرق كولكر للحديث عن معركته مع الإدمان في الماضي، وكيف تغلب على هذا الأمر، مشيرا إلى أنه يسعى لمساعدة الآخرين الذين يخوضون المعركة نفسها الآن. ويقول: «لكي تخرج من مكان مظلم فإن هذا الأمر قد يستغرق كثيرا من العمل، وما زلت أقوم بكثير من العمل حتى يومنا هذا، فكل صباح أكتب عشرة أشياء أشعر أنني ممتن بها، ويمكن أن تشمل قائمة هذه الأشياء الحصول على الطعام والمياه النظيفة، وكسب دخل منتظم، ووجود عائلة جيدة من حولي».
ويضيف: «أقوم بواجباتي من خلال التحدث مع الآخرين الذين يواجهون مواقف مماثلة بشكل يومي، سواء أكان ذلك مع لاعبي كرة القدم الشباب أو مع أي شخص يواجه موقفا مماثلا للمواقف التي تعرضت لها. إننا نتحدث عن أشياء مثل المشاكل التي يواجهونها، ونتحدث سويا لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة على الهاتف، إنها مساحة آمنة لهم ولي لكي نتحدث معا عن مثل هذه الأمور، وهذا الأمر يجعلني أواصل يومي بشكل جيد ويجعلني أشعر بالتواضع دائما، وهو شيء مهم للغاية بالنسبة لي».
وفي الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم، يبحث كولكر، الذي سافر إلى أفريقيا والهند للقيام بأعمال خيرية ورأى المعاناة اليومية للسكان في تلك الدول، باحثا عن ضوء في نهاية ذلك النفق المظلم، قائلا: «إنها فرصة جيدة لكي نعمل معا ونتحد ونتعلم، وهناك كثير من الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الأزمة. لقد تم تعليق المنافسات الرياضية وأغلقت البنوك، وتوقف كل شيء. لكن ما تبقى لدينا هو بعضنا البعض، ومن المهم بالنسبة لنا جميعا أن نتذكر ذلك. العالم الآن يعاني من هذه الأزمة، لكن الشعوب في دول مثل العراق وسوريا تعاني من هذا منذ فترة طويلة».
ويضيف: «عندما يتعافى العالم من هذا الفيروس، أعتقد أنه من المهم أن نتذكر أنه لا يزال هناك أناس يعانون في أفريقيا والهند وسوريا، ويمكننا جميعاً القيام بواجبنا لدعمهم. لا يعني ذلك أن هذا الدعم يجب أن يكون ماليا بالضرورة، فكما ترون الآن هناك كثير من المشاعر الجيدة الآن، ويمكن تقديم الدعم اللازم من خلال إجراء مكالمات هاتفية أو الذهاب للتأكد من أن الناس بخير».
وغالباً ما يكون لاعبو كرة القدم هم الذين يتصدرون العناوين الرئيسية للصحف، لكن كولكر يؤكد أن هناك آخرين يستحقون أن يكونوا في دائرة الضوء الآن. ويقول: «هناك كثير من العاملين الذين يستحقون التقدير والتكريم، بدءا من العاملين في الطواقم الطبية وصولا إلى عمال النظافة الذين يحافظون على نظافة الشوارع. هذه الوظائف مهمة جداً لمجتمعنا، ومن المهم أن نأخذ خطوة للوراء للتأكد من أننا نراهم ونقدرهم بالشكل الذي يستحقونه».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».