الهند تدشن حملات تبرع ضخمة لمحاربة فيروس «كورونا»

نجوم السينما ورواد الصناعة يتبرعون بالملايين

أميتاب باتشان (غيتي)
أميتاب باتشان (غيتي)
TT

الهند تدشن حملات تبرع ضخمة لمحاربة فيروس «كورونا»

أميتاب باتشان (غيتي)
أميتاب باتشان (غيتي)

مع استمرار الهند في مكافحة انتشار فيروس كورونا بعد أن سجلت أكثر من 5000 حالة مؤكدة و120 وفاة، دخل المواطنون على اختلاف مشاربهم، بما في ذلك المشاهير ورجال الصناعة والساسة على الخط للمساهمة في مكافحة الفيروس القاتل.
وكانت الحكومة الهندية قد أنشأت صندوقاً خيرياً عاماً تحت اسم «صندوق رئيس الوزراء لمساعدة المواطنين وأعمال الإغاثة في حالات الطوارئ» في أعقاب تفشي فيروس كورونا. وحث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القادرين والميسورين على مساعدة المصابين بفيروس كورونا في إطار حملة تستهدف جمع تبرعات بقيمة 10 مليارات دولار لمحاربة الجائحة.
ودعا نجوم السينما الهندية الذين طالما نالوا إعجاب الملايين في جميع أنحاء العالم الناس على البقاء في منازلهم للمساعدة في الحد من انتشار الوباء وتعهدوا بتقديم تبرعات مالية للحد من انتشار فيروس «كورونا»، ليثبتوا أنهم أبطال خارقون في الحقيقة مثلما شاهدناهم في أفلام السينما. وساهم النجم أكشاي كومار بمبلغ 250 مليون روبية (3.3 مليون دولار أميركي)، وهي أعلى مساهمة بين جميع نجوم بوليوود للصندوق، مشيرا إلى إنها «مساهمة ضئيلة من أمي إلى أمي الهند».
وتعليقا على التبرع السخي، غردت زوجته تيونكل خانا عبر موقع التواصل «تويتر» قائلة «إنه يجعلني فخورة دائما. عندما سألته إن كان جادا كون المبلغ ضخما وأن عليه التصرف للحصول لتدبير أموال سائلة، أجاب على الفور، «لم أكن أملك شيئا عندما بدأت والآن بعد أن أصبحت على هذا الحال، كيف يمكنني أن أتراجع عن فعل أي شيء لمساعدة من لا يملكون شيئا».
كذلك وعد نجم بوليوود سلمان خان بتقديم المساعدات إلى 25 ألفا من العمالة اليومية في قطاع السينما ممن تضرروا من توقف حياتهم بسبب الإغلاق المتواصل في عموم البلاد. وقال خان إنه سيرسل الأموال مباشرة إلى حسابات العمال المرتبطين بصناعة السينما.
وبالمثل قدم نجوم مثل شاروخان، وأميتاب باتشان، وديبيكا بادكون، ورانفير سينغ، وفارون داوان، وفيكي كوشالم كارتيك، وآريان راجنيكانث، ورانبير كابور، وبريانكا تشوبرا، وعلياء بهات، وشيرانجيفي، وموهانلال، وماموتيتي، وسوناليتر شوجورن، وبرو سينجو تبرعات مالية، فيما تعهدت شايفا والمطرب دوسانجه بتقديم دعم مالي للعمالة اليومية والتعاون معاً لإنتاج فيلم قصير بعنوان «العائلة» جرى تصويره في المنزل للدعوة إلى التباعد الاجتماعي.
إذا كان هناك أي ملياردير هندي تثق به الهند بشكل أعمى للمساهمة في صناديق الرعاية الاجتماعية خلال هذه المحنة الكبيرة فهو رجل الأعمال وفاعل الخير راتان تاتا. فقد طمأنت الشركة العملاقة في مجال صناعة السيارات مجموعة شركاتها بأنها ستدفع للعمالة المؤقتة واليومية الذين يعملون في المكاتب والمواقع رواتبهم كاملة عن شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، وتعهدت بسداد مبلغ 15 مليار روبية (201 مليون دولار). وأضاف أن مجموعة تاتا مستعدة أيضا لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي. استطرد قائلا على الملأ إنه «على استعداد للتخلي عن جميع ممتلكاته للبلاد إذا لزم الأمر».
كذلك ساهم قطب تكنولوجيا المعلومات وأغنى مسلم في البلاد، عظيم بريمجي، بمبلغ 10 مليار روبية (134 مليون دولار) من خلال «مؤسسة عظيم بريمجي» الخيرية. وفي الوقت نفسه، ساهم أغنى رجل في الهند موكيش أمباني بمبلغ 50 مليار روبية (67 مليون دولار) لـ«صندوق رئيس الوزراء»، وبمبلغ 50 مليون روبية (660.000 دولار) لصندوق الإغاثة بولايتي «ماهاراشترا» و«غوجارات»، حيث يقع أكبر مجمع لمصافي نفط شركة «ريلاينس». تأتي تلك الخطوات بعد سلسلة من الإجراءات التي أعلن عنها أمباني والتي تشمل إنشاء وحدة لعلاج مرضى «كورونا» بسعة 100 سرير في مومباي وتقديم وجبات مجانية في مدن عديدة وكذلك إنتاج 100 ألف قناع يوميا للوقاية من الفيروسات عن طريق شركة «ريلاينس».
وعلى نفس المنوال، تعهد قطب صناعة السيارات أناند ماهيندرا بإيجاد طريقة لاستخدام مصانعة لإنتاج أقنعة واقية بمجموعة شركات «ماهيندرا» للسيارات، وعرض استضافة مرضى فيروس «كورونا» في منتجعات «ماهندرا هوليدايز» واستخدامها كمراكز رعاية مؤقتة، وسداد راتب الموظفين خلال الأشهر القادمة.
وقدم الملياردير المصرفي عدي كوتاك، المدير المؤسس لبنك «كوتاك ماهندرا بنك»ـ تبرعاً شخصياً بقيمة 350 مليون روبية (4.6 مليون دولار)، فيما أعلنت شركة الدهانات والديكور الهندية الرئيسية «الدهانات آسيوية» عن تقديم 5 ملايين دولار.
كما أعلن مجلس مراقبة الكريكيت في الهند، أغنى هيئة رياضية في البلاد، عن تقديم مساهمة بقيمة 7 ملايين دولار لصندوق الإغاثة التابع لرئيس الوزراء.
كذلك ستتبرع شركة الإعلام والترفيه «سوني بيكتشرز نتوركز إنديا» بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني لدعم العمالة اليومية في الصناعة، إلى جانب صرف راتب شهر لكل عامل. وتعهدت شركة «زي إنترتينمنت إنتربرايز ليميتد» أيضاً بتقديم إعانة مالية لأكثر من 5000 من العاملين بأجر يومي، سواء الذين يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح الشركة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».