المغرب يراهن على تعميم ارتداء الكمامات لاحتواء وباء «كورونا»

عاملات في مصنع لأقنعة الوجه في الدار البيضاء (أ.ف.ب)
عاملات في مصنع لأقنعة الوجه في الدار البيضاء (أ.ف.ب)
TT

المغرب يراهن على تعميم ارتداء الكمامات لاحتواء وباء «كورونا»

عاملات في مصنع لأقنعة الوجه في الدار البيضاء (أ.ف.ب)
عاملات في مصنع لأقنعة الوجه في الدار البيضاء (أ.ف.ب)

عزّز المغرب إجراءات التصدي لانتشار وباء كورونا المستجد بفرض وضع الكمامات الواقية هذا الأسبوع على كل الأشخاص المسموح لهم بالتنقل خلال فترة الحجر الصحي، مراهنا على مصانع محلية لتأمين احتياجاته منها.
وبينما لا تزال عدة بلدان مترددة في اللجوء إلى هذه الخيار، قررت السلطات المغربية تبنيه بناء على دراسات مقارنة حول تطور الوباء في بلدان مختلفة. مع التأكيد على مؤاخذة المخالفين بعقوبات تصل إلى السجن 3 أشهر، وفقا لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وحتى قبل إعلان القرار، أوقفت بعض مصانع النسيج المحلية العمل على منتجاتها لتنصرف إلى تصنيع الكمامات بدعم وزارة الصناعة والتجارة «التي وجهت بمجرد ظهور الوباء عدداً من مصنعي أكياس من القماش غير المنسوجة إلى تصنيع الكمامات» الوقائية، بحسب ما أفاد به وزير الصناعة والتجارة مولاي حفيظ العلمي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وأضاف الوزير على هامش زيارة لأحد تلك المصانع أن «عشرة مصانع (تشارك في التعبئة) حتى الآن ونحن بصدد الوصول إلى إنتاج 5 ملايين كمامة في اليوم».
وكانت هذه المستلزمات تُستورد من الصين المنتج الرئيسي في العالم. وبدأ تسويق الكمامات محلية الصنع منذ نهاية الأسبوع الماضي والهدف الوصول إلى تغطية 70 ألف نقطة بيع.
تباع هذه الكمامات «المطابقة للمعايير الدولية» في علب من 10 وحدات بثمن زهيد لا يتجاوز 80 سنتيما (أقل من 10 سنتات للدولار) في محلات البقالة، بحسب الوزارة التي شددت أيضا على محاربة أي احتكار لها.
وهو سعر يدعمه الصندوق الخاص لمواجهة تداعيات الأزمة، الذي بلغ رصيده 33 مليار درهم (نحو 3.3 مليار دولار) من ميزانية الدولة والعديد من التبرعات لشركات خاصة ومؤسسات عمومية وأفراد.
وتسابق مواطنون غداة إعلان القرار لاقتناء الكمامات الواقية في المحلات التجارية، حيث نفذت المخزونات الأولى بسرعة، بحسب شهادات متطابقة. بينما اشتكى آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي من عدم تمكنهم من العثور عليها.
وإزاء الإقبال الكبير على الكمامات الواقية شهدت أسعار الكمامات الطبية التي تباع في الصيدليات هي الأخرى ارتفاعاً كبيراً.
وأوضح الوزير أن «5 ملايين كمامة نفذت في البداية خلال ساعة ونصف الساعة، بسبب الإفراط في اقتنائها بغرض تخزينها، لكن وتيرة الشراء صارت أكثر عقلانية عندما لاحظ المواطنون أنها متوفرة بما يكفي».
ولا يستبعد المغرب إمكانية التوجه لتصدير الكمامات المصنعة محلياً. وقال الوزير: «سنلبي أولًا حاجيات مواطنينا، وبعد ذلك حاجيات كل أصدقائنا بما في وسعنا».
وأضاف الوزير ورجل الأعمال الثري: «الجميع في حاجة للكمامات، بعض البلدان كانت تظن أن الصين قادرة على تلبية حاجياتها في لمح البصر، لكن ذلك غير ممكن طبعاً».
وأطلق المغرب أيضاً مشروعاً لتصنيع أجهزة تنفس اصطناعية محلية التصميم، بمشاركة أطباء وباحثين ومصنعين في المنطقة الحرة الخاصة بصناعة أجزاء الطائرات بالدار البيضاء. ويتم العمل حالياً على إنتاج سلسلة أولى من 500 وحدة.
وما زال الاقتصاد المغربي يعتمد بالأساس على القطاع الزراعي، الذي يرتهن بدوره للتقلبات المناخية. لكن المملكة تسعى منذ سنوات لتنويع صادراتها بتطوير الصناعة، من خلال إنشاء مناطق حرة تستقطب مستثمرين أجانب.
لكن الصناعة «التي تعتبر مفتاح الإقلاع الاقتصادي» لا تزال عاجزة عن «مضاعفة حصتها في الإنتاج الداخلي الخام»، بحسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط.
وفاق عدد المصابين بـ«كوفيد - 19» في المغرب مساء الجمعة 1400 شخص توفي 105 منهم، بيد أن عدد الكشوفات الطبية على المصابين المحتملين يظل ضعيفاً إذ بلغ نحو 7000 منذ مطلع مارس (آذار).
ويراهن المغرب على الحجر الصحي الذي يستمر حتى 20 أبريل (نيسان)، للحد من انتشار الوباء، حيث يواجه المخالفون عقوبات تراوح بين الحبس شهراً إلى ثلاثة أشهر وغرامة بين 300 و1300 درهم (نحو 30 إلى 130 دولاراً)، أو بإحدى العقوبتين.
ولوحق أكثر من 22 ألف شخص لمخالفتهم حالة الطوارئ بحسب آخر حصيلة رسمية.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.